يتم ضخ عدد كبير من المسميات والتعاريف عند الحديث عن مناطق النزاعات المسلحة أو الحروب الأهلية أو الحروب الداخلية وهناك تمايز واختلاف بحسب الوسيلة الإعلامية التي تتناول الخبر والجهة السياسية التي تعبر عنها هذه المؤسسة الإعلامية، كما يتم. التلاعب بمصطلح الحياد أو الحيادية أو المهنية في الخطاب الإعلامي، واحيانا ما يكون تضارب كبير في نفس الوسيلة الإعلامية نفسها.
هناك اليوم من يسمي بعض الوحدات العسكرية في الجيش الوطني بالمليشيات ويسمون مقاتلي الحوثي بالجيش واللجان الشعبية، وهذه التسميات هي تسميات أيديولوجية وتسميات سياسية ينطلق مطلقو التسمية من أفكار أيديولوجية وسياسية حاكمة.
وهنا فإننا سوف نعرف الجيش الوطني، وهي القوات المسلحة النظامية اليمنية التابعة للسلطة الشرعية اليمنية، والتي تخضع للقوانين العسكرية وتملك شرعية دستورية وقانونية وهيكلاً تنظيمياً تتكون من ضباط وصف ضباط وجنود تتصف بأنها قوات مسلحة نظامية.
وهى تعرف أنها (الجيش الرسمي للدولة ويسمى رسميا: (القوات المسلحة)، يتميز الجيش النظامي بحصوله على تدريب عسكري في كليات حربية، وأن تشكيلاته على درجة عالية من التنظيم، وخضوع عناصره لنظام القوانين العسكرية).
وتعرفها قاعدة بيانات القانون الدولي الإنساني
القاعدة 4: تتكون القوات المسلحة لأي طرف في النزاع من جميع أفراد قواته المسلحة والمجموعات والوحدات النظامية التي تكون تحت قيادة مسؤولة أمام ذلك الطرف عن سلوك مرؤوسيها الممارسة.
وبذلك فان الجيوش لها قوانين حاكمة منظمة لها، وهى تملك زياً عسكرياً محدداً وبناء هيكلياً تراتبياً مكوناً من جيوش ووحدات قتالية وأسلحة وهى قوات عسكرية علنية، ولها قوانين ضبط وربط، وتتكون من قوات برية وبحرية وقوات جوية، وقوات متخصصة وفنية، ولها شرطة وقضاء خاص وإعلام وخدمات طبية عسكرية وادارات تخصصية مساعدة واتصالات خاصة، وقوانينها خاصة بها، ولها وزارة وقيادة عليا وتراتب قيادي، وهى قوات وطنية التكوين أغلب سكان البلد.
لكن في المقابل ماهي المليشيات؟
المليشيات هي قوات مسلحة غير نظامية، وتعرف بأنها جماعات مسلحة غير حكومية، ولا يشترط أن تمثل حركة مقاومة، وبعيدة عن الوطنية في مشروعها.
وهى تتكون لأسباب طائفية أو مناطقية جهوية أو مذهبية دينية أو حزبية سياسية، وهنا تكون مليشيات لها غطاء فكرى عقدي، وهى أخطر المليشيا، واكثرها رعباً وتمارس حروب إبادة وتهجير.
وهى تختلف عن قوات المرتزقة، التي عادة´ ما تكون جماعات عسكرية مدربة ومحترفة القتال لأسباب مادية بحتة واحيانا ما يجتمع السبب الديني الطائفي والسياسي والمالي معاً، لكن السبب المالي هو العامل الأساسي في تشكيلها.
اليوم تقوم عدد من وسائل الإعلام التي تخدم أجندات سياسية محددة بوصف القوات المسلحة بالمليشيات في عملية استهداف واضحة للقوات المسلحة بهدف التشويه أولا وبهدف تقليص نفوذه وسيطرته، والأخبث بهدف زعزعة ثقة الأفراد الجنود والضباط في مؤسسة الجيش، لإدراك هؤلاء أن الجيش هو المؤسسة الوطنية التي يراهن عليها في حماية الجمهورية والحفاظ عليها وحماية الدستور والسيادة الوطنية.
وهذه الوسائل الإعلامية تدعي الحياد، ونحن نعرف أنه لا يوجد حياد إطلاقا في الاعلام، لأن الإعلام عمل سياسي صرف يقدم وجهة نظر وقناعة القائمين عليه.
اما الحياد فهو موقف بين موقفين ولا يوجد محايد أساسا، لأن مفهوم الحياد يعنى اللاموقف.
وعادة ما يندرج هكذا إعلام تحت تصنيف الحرب غير المباشر لهذا الجيش، وهى الحرب الاعلامية و النفسية للجيش.
وهذا الإعلام يستهدف الجيوش التي تكون تحت التشكيل أو التي تعاني بعض النقص في الإمكانيات المادية والفنية.
والمتعارف عليه أن الجيوش تتشكل من مجموعة من المواطنين تحدد أعمارهم بسن معين أو يتم تجنيدهم، ثم يتم إعادة تدريبهم وتأهيلهم وإخضاعهم للقوانين العسكرية، ويحدد لها هيكل قيادي بيروقراطي، ويخضعون لقوانين الجيش النظامية منذ اليوم الأول وهكذا تبنى الجيوش.
فلا يوجد جيوش جاهزة، وإنما يتم بناء الجيوش في المعسكرات والمدارس العسكرية والكليات العسكرية والأكاديمية العسكرية، وتوصف مؤسسات الجيش والقوات المسلحة أنها مصانع لرجال الجيش، وهى أكبر مؤسسات التدريب والتأهيل الوطنية، وتكون القوانين المنظمة لها ملزمة التقيد بحقوق الإنسان داخليا في المؤسسات وخارجيا في تعاملها مع شعبها، وفي حالة الحروب هناك قوانين تلتزم بها المؤسسات العسكرية.