إلى أي حد تريد أن تصل الأمم المتحدة باليمن عبر مبعوثها غريفيث المتماهي، بل المتآمر بضوء أممي أخضر مع مليشيا الحوثي الممولة من ايران؟!.. اتفاقات عديدة أبرمت مع هذه المليشيا الإجرامية برعاية أممية عبر عدد من المبعوثين كان آخرهم غريفيث الذي يشرف على تنفيذ اتفاق ستوكهولم لم تنفذ منها المليشيا بنداً واحداً.
منذ ما يزيد عن العام على اتفاق ستوكهولم وغريفيث يعمل على عدم سقوط المليشيا المنهارة في مختلف جبهات القتال من خلال عمله بشكل سافر ووقح على وقف إطلاق النار، وتضليل المجتمع الدولي بضخامة الكلفة الإنسانية المترتبة على تحرير العاصمة صنعاء وميناء الحديدة.
غريفيث يعلم يقيناً أن الكلفة الإنسانية تكبر أكثر فأكثر كلما تعثر الحسم واستمر الدعم الايراني والتماهي الأممي مع ممارسات المليشيا الإجرامية خصوصا في مدينتي الحديدة وتعز.
لم يعد غريفيث مبعوث سلام إلى اليمن، وإنما أصبح شريكا في كل الجرائم التي تمارسها المليشيا ضد الشعب اليمني، بل داعما لوجستيا إن لم نقل: مهرباً للأسلحة ومستلزمات استمرار الحرب لزمن أطول، ضارباً عرض الحائط بكل قيم السلام التي من أجلها أنشئت هيئة الأمم ولأجلها بعثته إلى اليمن ليعمل على إيجاده واقعا وفقا للمرجعيات الثلاث، والتي منها قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار (2216).
وفي الجانب الآخر يتم العبث باتفاق الرياض من قبل دويلة الإمارات التي دخلت الحرب في اليمن بدعوة من المملكة العربية السعودية وليس من الجمهورية اليمنية، وبهدف معلن وهو دعم الشرعية اليمنية وإنهاء انقلاب مليشيا إيران.
منذ انطلاق أول طلعة جوية لطيران التحالف العربي والإمارات تعمل على تقويض الشرعية، وبما يحقق هدفاً لا يخدم الشعب اليمني الذي جاءت لنصرته، ولا يخدم مصالحها كدولة شقيقة تربطها باليمن أواصر قربى وتاريخ مشترك ولغة مشتركة، ولكنها تخدم التمدد الإيراني في المنطقة، وتحقق مصالحه الاستراتيجية في السيطرة على مضيق باب المندب، وتحقيق حلمه في إدارة الأراضي المقدسة في مكة والمدينة.
النخب والأحزمة الأمنية التي شكلتها الإمارات لمجلس أنشأته موازياً لسلطات الدولة ليس سوى طعنات في خاصرة الدولة الشرعية وإضعاف لقرارها السيادي لصالح كيان ولد مشوهاً يسعى إلى تفتيت الوطن إلى أشطار، تظن الإمارات أنها بذلك ستحقق مصالحها الاقتصادية- كدولة استعمارية جديدة- لكنها تحقق خدمة مجانية لدولة إيران الصفوية تتمثل في إضعاف دور المملكة في المنطقة، وربما إلى ما هو أسوأ من ذلك.
الإمارات أعلنت رسميا أنها انسحبت من اليمن، لكنها لم تفعل، بل عملت ما يشبه إعادة تموضع لتبقى تعبث بمصير اليمنيين، وهو ما لن يستمر، وسيأتي اليوم الذي تعض فيه الإمارات أصابع الندم على ما فرطت في جنب شعب عظيم لم ينكسر عبر تاريخ نضاله الطويل، وهو يوم ليس ببعيد.