تنطلق اليوم وللمرة الأولى بعد فرض الحصار على قطر وقطع العلاقات معها،بطولة كاس الخليج بمشاركه كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين إ التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء.
وتعلق آمال سياسية على هذه المشاركة كنوع من كسر المقاطعه السياسيه وإنهاء الأزمة المندلعة منذ حزيران 2017.
تنطلق بطولة كأس الخليج لكرة القدم في الدوحة الثلاثاء وسط آمال بأن تسهم مشاركة منتخبات السعودية والإمارات والبحرين بفتح باب أمام الحل لإنهاء الأزمة الدبلوماسية بين الدول الثلاث والإمارة.
وهي المرة الأولى التي تشارك فيها المنتخبات الثلاثة طوعيا ببطولة كرة قدم في قطر منذ قطع العلاقات على خلفية اتهامها بدعم جماعات إسلامية متشددة في المنطقة، وهو ما تنفيه الدوحة.
لكن بطولة الخليج في نسختها الـ24 توحي بأن طريق الحل قد يفتح أخيرا. واختارت قطر شعارا للبطولة “أهلا بالجميع في دوحة الجميع” وضع على الحافلات وارتفع في الأماكن العامة.
ومن المفترض أن يزور مسؤول في جامعة الدول العربية التي تتخذ من القاهرة مقرا، الدوحة للمشاركة في مؤتمر خلال فترة بطولة الخليج، ما يزيد الآمال بإمكانية ولادة وساطة.
وكان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله قد صرح في وقت سابق هذا الشهر أن قرار منتخبات الدول المقاطعة للدوحة السفر إليها “مؤشر على تقدم نحو حل أزمة الخليج”، مضيفا أن هناك مؤشرات أخرى تؤكد ذلك.
يذكر أنه منذ اندلاع الخلاف، أغلقت الدول الثلاث، إضافة إلى مصر، مجالاتها الجوية أمام الطائرات القطرية، وفرضت مقاطعة تجارية على الدولة الجارة.
وستتركز الأنظار على تصرفات الجماهير وما إذا كان السعوديون والإماراتيون والبحرينيون سيحضرون إلى المدرجات. فلم يتضح بعد ما إذا كانت الدول الثلاث ستخفف من القيود المفروضة على مواطنيها للسفر إلى قطر التي يلعب منتخبها المباراة الافتتاحية أمام العراق في ملعب خليفة عند الساعة 16,30 ت غ.
وستلعب الإمارات مع اليمن بعد ساعتين من انطلاق المباراة الافتتاحية. أما المباراة الأولى بين قطر ودولة مقاطعة لها، فستكون في الثاني من كانون الأول/ديسمبر أمام المنتخب الإماراتي.
يجدر الإشارة إلى أن المنتخب القطري لكرة القدم اضطر للعب من دون أنصاره خلال كأس آسيا الأخيرة في الإمارات العربية بداية العام، والتي فاز بها للمرة الاولى في تاريخه.
“دبلوماسية كرة القدم”
وكانت دول المقاطعة رفضت المشاركة في كأس الخليج السابقة قبل عامين، والتي كان من المقرر أصلا عقدها في قطر بعد بضعة أشهر فقط من اندلاع الأزمة. وعادت منتخبات هذه الدول عن قرارها عندما تم نقل البطولة إلى الكويت.
ويرى مراقبون أن دبلوماسية كرة القدم قد تكون المفتاح لحل الخلاف الذي وصل إلى حد تبادل الاتهامات حيال المشاركة في مراسم الحج من عدمه، إلى قرصنة حسابات على “تويتر”.
وكتب أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله على حسابه على “تويتر” أن “قرار مشاركة السعودية والإمارات والبحرين في كأس الخليج 24 في الدوحة قرار سياسي بقدر ما هو رياضي”.
وتابع “كرة القدم رسخت مقولة أنا خليجي وأفتخر، وقد تفتح الباب لسفر الجماهير الرياضية إلى قطر لمساندة منتخباتها ما يعني بالضرورة رفع منع السفر وعودة اللحمة الخليجية. قريبا سنحتفل بذلك”.
وبرزت مؤشرات الحل على الرغم من رفض قطر الانصياع لشروط الدول المقاطعة لإعادة العلاقات معها، وبينها إغلاق قناة “الجزيرة” الفضائية، وخفض العلاقات مع إيران، وإنهاء وجود قاعدة عسكرية تركية على أراضيها.
وعقدت الأزمة عملية التنقل بين هذه الدول، وتسببت بفصل أفراد عائلات عن بعضهم البعض على اعتبار أن هناك مواطنين قطريين متزوجين من مواطني الدول الخليجية الأخرى الثلاث.
لكن الضغوط الناجمة عن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران بعد الهجمات التي استهدفت منشآت أرامكو السعودية في أيلول/سبتمبر 2018، أظهرت ثمن التعنت وتأجيل حل الأزمة الخليجية.
وسعت السعودية إلى خلق تحالف إقليمي متجانس ضد إيران. وقد تساعد عودة العلاقات مع قطر في إلغاء مصدر للتوتر في المنطقة.