وجاء في كلمة عون التي ألقاها من داخل القصر الرئاسي في بعبدا أن الشعب “فقد ثقته بدولته، ويجب العمل على ترميم هذه الثقة”.
وتأتي كلمة عون مع استمرار الدعوات في عدد كبير من الشوارع والساحات في لبنان لضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على القضاء على الفساد وتحقيق انتخابات نيابية مبكرة يراد منها انتشال لبنان من الأزمة الاقتصادية المستعصية.
وأكد عون أنه لا يجب أن يكون هناك ساحة بمقابل ساحة أو تظاهرة نقيضة لأخرى، معتبراً أن “الفساد لا يمكن أن يزول بسهولة لأنه متغلغل في الدولة منذ عشرات السنين ونحن نعمل على إزالته”.
وأكد في ختام كلمته أن خارطة الطريق التي يرسمها اليوم عبارة عن ثلاث نقاط “الفساد، الاقتصاد والدولة المدنية”، مطالباً ضرورة تكاتف الجهود لتنفيذها.
وفي إطار متصل، أكد رئيس التيار الوطني الحر، الذي ينتمي إليه عون، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، خلال التظاهرة التي دعا إليها أمام مدخل القصر الرئاسي، ضرورة أن يتشارك الجميع معه لتحقيق التغيير، مؤكداً أن ما يشهده لبنان من تظاهرات في الأسابيع الماضية ليس إلا إشارة بأن “المواطنين سبقونا وبدأوا (المطالبات بالتغيير)”.
وتابع “من حرصي على نجاح ثورتكم أقول إنّ الثورة هي انتفاضة على الظلم إنّما الثورة لا تظلم وإلّا تكون سقطت وانتهت، وليس عدلاً أن ننظلم مرّتين: مرّة من رموز الفساد ومرّة من ضحايا الفساد”، مشدداً على أن حزبه ناضل ضد الفساد في الدولة و”كنّا لوحدنا كالعادة”.
وأنهى كلمته بالتأكيد على رفع شعار “سرية، حصانة واسترداد، من أجل أن نستردّ أموالنا الّتي تسدّ عجزنا”.
ومنذ السابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول)، تشهد البلاد احتجاجات غير مسبوقة عمّت كل المناطق اللبنانية مطالبة برحيل الطبقة السياسية برمّتها.
وأشعلت خطط حكومية بفرض رسوم جديدة على المواطنين، منها رسوم على المكالمات الصوتية التي تتم عبر تطبيق واتساب، غضب الشارع اللبناني، الذي ثار في وجه المسؤولين وطالبهم بالرحيل. وعلى الرغم من أن السلطات اللبنانية تراجعت عن تلك الخطط، إلا أن وتيرة الاحتجاجات تصاعدت خلال الأيام الأخيرة مع ارتفاع طلبات المتظاهرين.
وتسبب الحراك الشعبي بشلل كامل في البلاد على مدى أسبوعين شمل إغلاق المصارف والمدارس والجامعات وقطع طرق رئيسية في مناطق عدة. لكن في الأيام الأخيرة، ضغطت وزارات الحكومة المستقيلة لمحاولة إعادة الحياة إلى طبيعتها مع إجبار المصارف وبعض المدارس على إعادة فتح أبوابها.