تتوالى الأخبار حول ما يجري في محافظة الحديدة من محاولات لتطبيق مصيدة السويد التي رعتها منظمة عصبة الامم بين الحكومة الشرعية ومليشيات الكهنوت الحوثية والتي اوقفت معركة تحرير ما تبقى من الساحل الغربي.
قرابة العام والحوثي يماطل في تنفيذ الاتفاق وتعاقب ثلاثة جنرالات على رئاسة بعثة المراقبة الاممية لم يحقق منهم اي إنجاز ولم يستفد اي منهم من أخطاء سلفه ما يشير اشارة واضحة الى تواطؤ أممي مع الجماعة الانقلابية المتمردة ومتاجرة مستمرة بمعاناة الشعب اليمني وتربح غير مشروع من خلال استغلال وظيفة العمل الانساني وانحراف واضح عن ما تم الاتفاق عليه والذي نص صراحة على انسحاب المليشيات من ميناء ومدينة الحديدة وتولى القوات الامنية التابعة لوزارة الداخلية الشرعية مسؤولية حفظ الامن في المدينة الا انه لم يحصل اي من ذلك سوى ما قامت به العصابات من مسرحيات هزلية لاقت ترحيبا ومباركة من قبل المبعوث الاممي.
ان تفعيل ونشر ما تسمى بنقاط المراقبة المشتركة على طول خطوط التماس ليس الا مجرد ترحيل للمعركة وتأجيلها الى الايام القليلة القادمة والتي ستكون كلفتها باهظة بلا شك، سواء على الجانب البشري او المادي او الانساني، معركة مؤجلة لا بد لها ان تندلع طالما وهناك امامي كهنوتي يمتلك القدرة على المواجهة.
ان محاولات الاصطلاح مع الاوهام والتسليم بان عصابات الكهنوت مستعدة للدخول في اي اتفاق مع هذه الجهة او تلك تكون محصلته ايقاف الحرب او الجنوح الى حل سياسي في اليمن هو بحد ذاته محاولة للتعايش مع ماضي هذه الجماعة المارقة وعدم استيعاب الاحداث والمتغيرات الامر الذي سيؤدي في النهاية الى الفشل والسقوط المتكرر في أفخاخ الظلام التي نصبتها القوى الكهنوتية في طريق العبور بسفينة الوطن الى المستقبل الامن والمنصف لكل فئات المجتمع اليمني وهذا ما حذر ولا يزال يحذر منه المراقبون العارفون بشأن مثل هكذا جماعات دموية لا تعيش الا في اوكار الحروب والاشتباكات ولا يستقيم لها حال الا بقوة القانون والقرع المستمر بعصا الدولة القوية ، الدولة المؤسسية الراعية لمصالح الشعب ككل.
لا تقام نقاط المراقبة تحت اشراف اممي الا في الحدود الدولية او في مناطق تمرد شعبي على اي دولة لغرض فض الاشتباكات وحماية المدنيين اما ما يتم استحداثه في مدينة الحديدة فيعد بمثابة قضبان حديدية في اعناق السكان المحليين الرافضين وبقوة للممارسات الظلامية التي تقوم بها عصابات الانقلاب والراغبين بالخلاص من هذه القطعان المنفلتة والتواقين لتنفس هواء الحرية الذي فارقهم منذ وصول عصابات السلب والنهب والسرقة الى مدينتهم المسالمة..
فهل سيعي مبعوث عصبة الامم ومراقبيها ما عليهم القيام به؟
وما تتطلبه المرحلة الخطيرة والحساسة التي يمر بها اليمن ارضا وانسانا، وهل ستتحرك الحكومة الشرعية بعيدا عن الاملاءات القادمة من هنا او هناك لإنقاذ ما يمكن انقاذه، لا شك ان الايام القادمة ستدلي بدلوها وتفرغ ما بجعبتها من احداث سترسم معالم المرحلة المقبلة وسيكون على ما يبدو الشعب اليمني رديفا وظهرا للجيش الوطني ومشاركا فاعلا في صناعة الاحداث وهذا ما يراه المتمردون بعيدا ويراه الاحرار قريبا.