نثق في حكمة وحنكة قيادتنا السياسية والعسكرية ممثلة بفخامة المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، ووزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي، في تحقيق نصر مؤزر وشامل يضع الأمور في نصابها، ويحول آمال وطموحات اليمنيين إلى واقع ملموس، ويؤسس لعدالة انتقالية لا تستثني أحداً، ولعدالة اجتماعية معيارية، ويصنع أرضية مشتركة ينطلق منها الجميع لبناء الدولة الاتحادية العادلة القائمة على تكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروة والسلطة، وأسس الحكم الرشيد الضامن لمشاركة كافة المكونات والأطياف والأطراف والجماعات في عمليات البناء والتنمية، والإسهام الفاعل في إطار دولة مدنية ديمقراطية تتيح فرص التداول السلمي للسلطة، وتؤمن بالتعددية الإيجابية.
طال المشوار أم قصر، فخيارنا واحد ومعالم خارطتنا واضحة، وخطواتنا تتجه نحو الأهداف ليس إلا، هذه الأهداف هي من يدفعنا للكفاح وبذل التضحيات، وهي أيضاً من يدفعنا للحياة والتعايش والعمل السلمي المثمر، ولمن لم يستوعب حتى اللحظة ماهيتها عليه أن يدرك أن أهدافنا تتمثل في القضاء على الانقلاب والتمرد، واستعادة ما استحوذت عليه من سلاح وعتاد ومؤسسات وأموال، وتسخيرها لصالح الشعب، والاتجاه بالبوصلة نحو بناء اليمن الجديد ودولته الاتحادية كما جاء في وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل بجهود جماعية وإرادة حقيقية ونوايا خالصة.
وسيواصل الجيش الوطني بثقة واقتدار مهامه في حماية المكتسبات الوطنية، والحفاظ على منجزات الثورات المتعاقبة، والسير قدما بخطى ثابتة نحو تأمين الظروف الملائمة لاستكمال العملية السياسية، وترجمة ما ورد في مخرجات الحوار الوطني شاء من شاء، وأبى من أبى، وسيرد الله المتآمرين والحاقدين بكيدهم لن ينالوا خيراً ولن يحققوا مكسباً، فالأيادي المرتعشة والمترددة والخائنة لا تقوى على البناء، وهي على الهدم أضعف وأجبن، مهما بدا لهم انحراف المسار لصالح مطامعهم الخاصة الرخيصة، فللباطل صولات وجولات وسرعان ما يدمغه الحق فيتلاشى كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.
لذلك نقول لمن تخلف عن الركب، ورضي بأن يكون مع الخوالف، وحاد عن الطريق، وأصبح مطية لأطماع إقليمية ودولية، وأجندات عبثية تدميرية تعمل على هدم الوطن، وتقف حجر عثرة أمام آمال وتطلعات شعبنا اليمني الحر الأبي: رسالتنا لهم بأن يستفيقوا ويقدموا مصلحة وطنهم وشعبهم على نزواتهم الآنية وأطماعهم الخاصة، قبل أن يفوتهم الركب ويستفيقوا متأخرين على ندم لا يجدي، وحسرة لا تنفع، وندامة لا تشفي أوجاع الضمير، والتاريخ لا يرحم أحداً.
ولمن لم يفهم دروس التاريخ وتجارب الماضي القريب والبعيد نقول: شعبنا اليمني شب عن الطوق، وعركته وسبرت أغواره المحن والأزمات العصيبة التي شهدها في مختلف المراحل، وهو من سيقول كلمة الفصل، وجيشنا الوطني هو فرس الرهان، وقيادتنا السياسية والعسكرية هي شوكة الميزان التي تستمد شرعيتها من إرادة الشعب المخولة اليوم لتوجيه البوصلة باتجاهها الصحيح، ونقول لهم أيضاً: (هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذابٍ من عنده أو بأيدينا).