“عُلقت بالكلبشات، وضُربت على ظهري، وصُفع وجهي، وأخبروني أنني سأكون جمال خاشقجي آخر”؛ هذا جزء من رواية الصحافي اليمني، أحمد حوذان، لقصة اختطافه من قبل مليشيا الحوثي لنحو عام في سجون صنعاء أثناء تغطيته احتجاجات شهدتها العاصمة.
وروى حوذان لصحيفة “العربي الجديد” تفاصيل من التعذيب والتحقيق القاسي الذي تعرّض له في سجون صنعاء على يد الحوثيين: “فجر يوم التاسع من أكتوبر العام الماضي حقق ثلاثة مسلحين معي، تحت إشراف الحوثي أبو فاطمة.
وأضاف “كنت مقيداً ومعصوب العينين، وكان التحقيق معي عبر هاتفي الذي استعرضوا كل المحادثات والأسماء فيه. كانوا يسألونني عن صحافيين وقيادات مناوئة لهم”.
وأوضح الصحفي اليمني “كنت أرفض الاعتراف، فأُركل على ظهري، وأُصفع، ويشدون يدي بالقيود الحديدية. في ساعة متأخرة طلبت منهم كأساً من المياه، فشتموني، ثم أحضروا لي قنينة ماء، وبعد شربها أغمي عليّ، لم أعرف إلا عندما سُحبت بعد سماعي أذان الفجر”.
وتابع “أخذوا أصبعي وبصّموني. في اليوم التالي فوجئت بمصور أمامي، وطلبوا مني قراءة كل ما تم في الليلة السابقة معي، وعندما رفضت هددوني بالإخفاء والضرب إن لم أتحدث، فخفت أن أتعرض للتعذيب أكثر، وتحدثت عن اعترافات باطلة وتحقيق مجحف وأنا في حالة لا وعي. كان تركيزهم أني أعمل مخبراً مع منظمات عندما شاهدوا سيرتي الذاتية ومؤهلاتي من قبل منظمات كـ (اتحاد نساء اليمن) و(منظمة فريدرش إيبرت) و(الصندوق الاجتماعي للتنمية)”.
وأضاف حوذان: “بعد تصويري نُقلت إلى مقر جهاز الأمن السياسي (المخابرات) أنا وتسعة من المعتقلين بيننا طفل، من هنا بدأت المآسي والمعاناة والتعذيب. في أشد أيام فصل الشتاء لم يعطونا ملابسنا، حتى خاتم الزواج صادروه ونحن مقيدون ومعصوبة أعيينا، وأوصلونا إلى أسفل بدروم وكنا نسمع صراخاً وأنّات مسجون يتم تعذيبه”.
وروى حوذان كيف قضى نحو شهر في زنزانة صغيرة مع سجين متهم بالانضمام إلى تنظيم القاعدة، “بقيت في تلك الزنزانة الضيقة وكنت أستخدم قنينة مياه لقضاء الحاجة، منعت المليشيا أسرتي من الحديث معي في أول زيارة لهم. التحقيقات هنا في الأمن السياسي أشد وأعنف، 5 محققين أصواتهم مرعبة وتصاحبها تهديدات وشتائم وضرب. تعرضت للتعذيب لإنكاري وعدم اعترافي بما كانوا يسألونني عنه من خلال محادثات في مواقع التواصل الاجتماعي ومراسلاتي السابقة مع صحافيين وشخصيات يسمونهم بالخونة والمرتزقة لدى دول العدوان (في إشارة للتحالف العربي)”.
وتحدث حوذان عن تعرّض أسرته للتشتيت بعد مغادرتها صنعاء إثر طردها من قبل مالك المنزل، ونقله مع عشرات السجناء إلى مقر تابع للأمن السياسي في زنازين جماعية، بالتزامن مع عقد لقاءات استوكهولم بين الحكومة والحوثيين، وبعد فشلها أعيد السجناء إلى المقر الرئيس للأمن السياسي.
وأطلق الحوثيون سراح الصحافي أحمد حوذان ضمن صفقة لتبادل الأسرى بين الجيش اليمني والحوثيين، وتمت عبر تبادل ثمانية أسرى من الحوثيين مقابل ثمانية مدنيين مختطفين، قرب منطقة في محافظة الجوف.
يذكر أن مليشيا الحوثي تواصل اختطاف خمسة عشر صحافياً في صنعاء، منذ خمسة أعوام، ويتعرضون للتعذيب الشديد والمستمر وتم حرمانهم من أبسط حقوقهم أو التواصل مع عائلاتهم.