دعا الملك محمد السادس اليوم الجمعة البنوك في بلاده إلى دعم الخريجين الشباب وتمويل المشاريع الصغرى للتشغيل الذاتي،
وطالب بتمكين أكبر عدد منهم من إطلاق مشاريعهم . ودعا العاهل المغربي، في خطاب بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان، الحكومة ومصرف المغربي “إلى التنسيق مع المجموعة المهنية لمصارف المغرب، قصد العمل على وضع برنامج خاص بدعم الخريجين الشباب، وتمويل المشاريع الصغرى للتشغيل الذاتي”.
وأعرب عن تطلعه إلى أن يمكن هذا البرنامج “أكبر عدد من الشباب المؤهل، حاملي المشاريع، المنتمين لمختلف الفئات الاجتماعية، من الحصول على قروض بنكية، لإطلاق مشاريعهم”.
ودعا إلى “تبسيط وتسهيل عملية الولوج للقروض، والانفتاح أكثر على أصحاب المقاولات الذاتية، وتمويل الشركات الصغرى والمتوسطة”.
وتأتي هذه الدعوة غداة تعديل وزاري قلص حقائب الحكومة من 39 إلى 24، ويعتبر “خطوة أولى” في مرحلة جديدة كان العاهل المغربي تعهد بدءها في آب/أغسطس، وتطمح خصوصا إلى الحد من “التفاوتات الصارخة”.
وأكد الملك في خطابه الجمعة أن “المرحلة الجديدة تبدأ من الآن، وتتطلب انخراط الجميع”، مؤكدا دور القطاع الخاص في التنمية لاسيما المصارف.
ويواجه أربعة من كل عشرة شبان في المدن الكبرى مشكلة البطالة. وهي تطاول بالدرجة الأولى الحاصلين منهم على شهادات جامعية بنسبة 23 بالمئة، وفق أرقام رسمية.
وحض الملك محمد السادس القطاع المصرفي أيضا على “دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، العاملة في مجال التصدير، وخاصة نحو إفريقيا”، اضافة الى “تسهيل (…) الاستفادة من فرص الاندماج المهني والاقتصادي، خاصة بالنسبة للعاملين في القطاع غير المنظم”.
ونبه تقرير لوالي مصرف المغرب (محافظ المصرف المركزي) في تموز/يوليو إلى أن ضعف النمو والتشغيل هو “نتيجة مباشرة لتراجع الاستثمار الخاص، بالرغم من التحفيزات الكثيرة ومن تطور النظام المالي”.
وحذر من أن “تفشي كل من القطاع غير المهيكل والممارسات غير الشريفة والفساد وتأخر آجال الأداء، كلها عوامل تؤدي إلى تقسيم وإضعاف وإنهاك النسيج الاقتصادي”.
وتوقع تقرير للبنك الدولي هذا الأسبوع أن يستقر معدل النمو هذه السنة بحدود 2,9 بالمئة، على أن يرتفع تدريجا ليبلغ 3,3 بالمئة في أفق 2020-2021.
ولفت التقرير إلى أن عدد الفقراء أو المهددين بالفقر في المغرب “مرتفع بشكل مفاجئ ويعادل 24 بالمئة من مجموع السكان، أي نحو 9 ملايين نسمة”.