كتبت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تونس، نهاية المسيرة السياسية للرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، بعدما فشل حزبه “حراك تونس الإرادة” في الحصول على مقاعد بالبرلمان الجديد، أسابيع فقط من احتلال رئيسه قاع الترتيب في الدور الأول من الرئاسيات.
وترّشح حزب “حراك تونس الإرادة” في أغلب الدوائر الانتخابية، إلا أنه لم يحصل على أي مقعد في البرلمان الجديد، ولم ينجح في استمالة الناخبين وإقناعهم ببرنامجه حتى في المناطق التي تعد معقلاً له، في مدن الجنوب مسقط رأس المرزوقي وأغلب قيادات الحزب.
أسباب فشل المرزوقي في الانتخابات
وقبل نحو 3 أسابيع، مثّل السقوط المدوي المنصف المرزوقي، مفاجأة الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، بعد أن مني بهزيمة مذّلة، لم يتوّقعها المراقبون الذين رشحوه ليكون من ضمن الخمس الأوئل في هذه الانتخابات، بالنظر إلى النتائج التي حصل عليها في انتخابات 2014، عنما كان قريبا جدا من الفوز برئاسة تونس بعد ترشحه إلى الدور الثاني صحبة الرئيس الرحل الباجي قايد السبسي، وحصوله على 44% من أصوات الناخبين.
ويرى المحلّل السياسي، فريد العليبي، أن تخلي حركة النهضة عن دعم المرزوقي في هذه الانتخابات يعد من أسباب انهيار المرزوقي وحزبه، إضافة إلى اصطفافه وراء المحور القطري التركي والذي ورّط تونس في تناقضات إقليمية، فضلاً عن الأخطاء التي ارتكبها خلال مرحلة توليه رئاسة البلاد في الفترة بين 2011 و2014، وانشقاق حزبه وضعف أداء المحيطين به، هي عوامل اجتمعت كلها لتفقده شعبيته وحتى مصداقيته.
علاقته المتينة مع قطر
وواجه المرزوقي انتقادات عديدة خلال فترة توليه الحكم، بسبب تحالفه مع الإسلاميين وعلاقته المتينة مع قطر، وتهجمه على بعض الدول الصديقة لتونس، دفعت عدداً من مستشاريه إلى الاستقالة، كما أضعفت حزبه “المؤتمر من أجل الجمهورية” الذي شهد انشقاقات كثيرة، ولم يحصد إلا على 4 مقاعد في الانتخابات البرلمانية عام 2014، بعدما كان ثالث قوة سياسية في المجلس التأسيسي المنبثق عن انتخابات 2011، قبل أن يقوم بتأسيس حزب “حراك تونس الإرادة”، بعد إنهاء الوجود القانوني لـ”المؤتمر”.
وأوضح العليبي أن “المرزوقي بنى مجده السياسي خلال فترة حكم الترويكا باعتباره شخصية مناهضة للنظام السابق مقبولة إقليميا ودوليا، إلا أنّه سرعان ما سقط بسبب سياساته الخاطئة سواء في الشأن الداخلي أوالخارجي وشخصيته المهزوزة وخطاباته غير المتزّنة”، مضيفاً أنه “تمّ استغلاله إقليمياً من طرف قطر وتركيا كغطاء للإسلام السياسي ولحركة النهضة حليفته في الحكم”، فضلاً عن “حملة الشيطنة غير البريئة التي تعرض لها من عدة أطراف داخل تونس والتي أثرت على صورته، وهي أمور جعلت الناخبين ينفرون منه في هذه الانتخابات”.
انتهى سياسياً
وتوّقع العليبي في حديث مع العربية.نت، أن تكون هذه الانتخابات هي الأخيرة التي يشارك فيها المرزوقي، بعد أن استنفد كل محاولاته للرجوع إلى المشهد السياسي، وتفرق من حوله كل الداعمين له، لافتاً إلى أنّه “انتهى سياسياً وأصبح من الماضي”.
وكان المرزوقي أقرّ فور الإعلان عن نتائج الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، التي لم يحصل فيها إلا على نسبة 3.1% من الأصوات، بفشله في المنافسة، وأكد أنّه “يتحمل كامل مسؤولية فشله في إقناع الناخبين بشخصه وببرنامجه لقيادة تونس”.