سبتمبر نت
سبتمبر المجد، سبتمبر الحدث الكبير.. سبتمبر الثورة والتاريخ، الذي أشرق شمسه في صبيحة يوم السادس والعشرين 1962، فهو ليس حدثا عابرا ولا يوما عاديا في تاريخ وحياة اليمنيين، ولكنه يوما ولد فيه مجد اليمن، يوم انبلاج فجر حرية شعب وانعتاق امة من قمقم الكهنوت مع انطلاق أول قذيفة لمارد الثورة على قصر البشائر بصنعاء-عاصمة الحضارة والتاريخ- فتحطمت القيود التي أقامها إمام الخرافة وسجانه البليد، وهوى معبد الكهنوت في السقوط تحت أقدام الضباط الشباب الذين رووا بدمائهم الزكية شجرة الحرية، ووهبوا أرواحهم قربانا لإعادة الاعتبار لتاريخ أمة وحضارة شعب.
في سبتمبر الأغر يحتفي اليمنيون بالذكري الـ57 للثورة السبتمبرية التي صنفت بأنها من أعظم الثورات في التاريخ الحديث، لأنها لم تكن مجرد ثورة ضد شخص الإمام أو نظام حكمه السلالي، وإنما هي ثورة شعب عريق ضد مخلفات قرون من الزمن السحيق لحكم الإمامة الكهنوتية العنصرية المستبدة، نظام استعبادي مقيت دخيل على المجتمع اليمني العربي الحضاري والأصيل، ظل كابوسا جاثما يؤرق اليمنيين ويوقظ مضاجعهم، حاول من خلاله الأئمة طمس تاريخهم الحضاري الضارب في القدم، ونشر الخرافة والدجل.
لهذا تترسخ مكانة ثورة 26 سبتمبر، في وجدان ووعي الأجيال اليمنية، وسمو أهدافها العظيمة التي غيرت وجه اليمن، لما أحدثته من تغيير جذري في حياة الشعب اليمني، وانتشلت اليمن من واقع البؤس والتخلف إلى فضاءات رحبة بعد أن كانت الإمامة قد وضعته طوال القرون الغابرة في سجن مظلم مغيب فيه عن العالم الخارجي. الأمر الذي مكن الشعب اليمني من إفشال كل المخططات والمؤامرات والدسائس التي ظلت تحاك ضد الثورة اليمنية التي اقتربت من اتمام عقدها السادس، وتحاول المساس بتلك الأهداف والعودة بعجلة التاريخ الى الوراء.
تظل ديمومة الثورة اليمنية مستمرة إلى أن تحقق كامل أهدافها النبيلة وتنمية الشعب اليمني وتقدمه ورقيه وآماله المنشودة في التقدم والتطور، كما ان يوم 26 سبتمبر الخالد، سيظل محفورا في وجدان كل يمني، لما له من وقع خاص في نفوس اليمنيين الذين تنفسوا فيه الصعداء ونسائم الحرية، بسقوط اعتى أنظمة الحكم الاستبدادية عرفتها البشرية، ولا يمكن لأي قوة أن تنال من هذه الثورة وأهدافها السامية التي قدم في سبيلها التضحيات وقوافل الشهداء. فالمعركة التي يخوضها الجيش الوطني وقوى الشعب اليمني الحر اليوم ضد المليشيا الإمامية السلالية المتمردة على شرعية الثورة والجمهورية، إنما هي معركة من معارك نضالات الشعب اليمني في التصدي للمؤامرات والمخططات التي تحاول العودة باليمن إلى حكم الإمامة وعصور التخلف والظلام، بمحاولتهم فرض مشروعهم التدميري.
لكن الجيش الوطني ومعه اليمنيين التواقين للحرية والانعتاق والعدالة والكرامة، والرافضين للظلم وحياة الذل والهوان، سيحافظون على النظام الجمهوري وسيتخلصون من براثين فلول الإمامة الكهنوتية وسيهزمون الإماميين الجدد- أذناب إيران، كما هزموا أسلافهم من قبل، ودكوا عروشهم بشرارة ثورة 26سبتمبر عام 1962م، التي لا يمكن أن يخفت وهجهها إلا بالقضاء على مشروعهم الكهنوتي السلالي العنصري..
النصر لليمن.. المجد والخلود لشهداء الثورة اليمنية.. الموت لأعداء الحياة والنهوض.