كشف مصدر عسكري توجيه عدد من القيادات الحوثية للكليات العسكرية بصنعاء باستيعاب عدد من الطلاب الذين لا يحملون أي مؤهلات أو نسب علمية بالكليات العسكرية المختلفة، وتأهيلهم للحصول على رتب ضباط، فيما ألحق بعضهم بالكليات قبل حفل التخرج بأقل من شهرين.
وأوضح المصدر وفق صحيفةـ”الوطن” السعوديه أن المصيبة ليست في التوجيه بقبولهم في الكليات العسكرية المختلفة، وفرضهم على أعضاء وقيادات الكليات، ولكن أم المصائب أن هولاء الأشخاص الذين تم التوجيه بقبولهم لا يحمل العديد منهم المؤهل الثانوي، فيما تم اعتماد قبول البعض قبل حفل التخرج بأقل من شهرين، فضلاً عن استثناء جميع المقبولين من أي شروط للقبول.
وبين أن وزير الدفاع في حكومة الميليشيا محمد العاطفي رفض كلياً هذا الأمر بعد أن أطلعه عميد القبول بالكلية الحربية بالتوجيهات التي تستدعي استبعاد طلاب مؤهلين على حساب طلاب دفعت بهم وساطات الحوثيين لتسجيلهم وتخريجهم برتب ضباط دون وجه حق.
ولفت المصدر إلى أن رفض الوزير العاطفي لقبول هؤلاء الطلاب فرض تدخلا من قيادات حوثية لمكالمة العاطفي وإجباره بقبولهم، إلا أنه أصر على موقفه ورفض تلك التوجيهات، ليستدعي الأمر قبولهم بالقوة، والإعلان عن تخرج الدفعة 52 من الكلية الحربية، والدفعة 27 من الكلية البحرية، والدفعة 34 من كلية الطيران والدفاع الجوي، بحضور لواء صالح الشعر، دون علم أو إشعار أو دعوة الوزير محمد العاطفي، مع إشعاره بكف يده عن العمل، وإيقاف كافة صلاحياته.
وأوضح أن الحوثيين قاموا بمحاولات تشويه صورة وسمعة الوزير العاطفي واتهامه بالخيانة والعمالة وغيرها من التهم، مبيناً أن هذا العمل الذي مارسه قادة الميليشيات ضد الوزير العاطفي هو أمر مرتب له، حيث إن العاطفي غير مرغوب فيه ومحسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام، والإبقاء عليه كان إمضاء للوقت فقط، قبل الإطاحة به وتعيين بديل حوثي له خلال الأيام القريبة القادمة.
وقال المصدر، إن قبول طلاب في الكليات العسكرية بهذه الطريقة المستفزة وغير النظامية هو عمل يمارسه الحوثيون في كافة القطاعات المدنية والعسكرية، إذ قاموا باستبدال العديد من الموظفين والطلاب والعاملين المؤهلين بعناصر غير مؤهلة تتبع للميليشيا لا تحمل أي مؤهل تعليمي أو خبرة مهنية فقط، مجرد صلة قرابة ونسب، وسلالية، ومقربين من الجماعة الإرهابية استغلالاً للسلطة.
تخبط وانتهاك الأنظمة
ولفت إلى أن ما يحدث في الكليات العسكرية في صنعاء أمر عبثي وتخبط وتشويه وقفز على الأنظمة والقوانين التي اعتاد الحوثيون تجاوزها وكسر حدودها، وفرض توجيهاتهم فوق أي قرارات أو شروط أخرى، مبيناً أن عدداً من الطلاب المتخرجين فشلوا في الاستعراض العسكري أمام الحضور، فيما لم يشارك البعض الآخر في الاحتفالية بسبب المحسوبية.
وبين المصدر، أن فرض تسجيل هؤلاء الطلاب هذا العام أتى بصورة مختلفة تماما عن الأعوام السابقة حيث كانت نسبة الفرض العام الماضي والذي سبقه شبه معقولة رغم عدم قانونيتها، غير أنه أصبح هذا العام بشكل فاضح ومكشوف، بحيث يتم إلحاق أشخاص بالكلية قبل حفل التخرج بأقل من شهرين من أجل حصولهم على رتبة ملازم أول، وتابع “هذا الأمر لا يمكن قبوله في أي مكان بالعالم إلا في عالم الحوثيين الذين جعلوا كل أحلامهم ومطامعهم حقيقة”.
واختتم المصدر أن إجمالي عدد الخريجين تجاوز 1400 خريج، مما يشكل عبئاً على اليمن، ويدمر مستقبل البلاد، بل سيصبح هؤلاء خلايا دمار في أوساط الشعب اليمني، فضلاً عن تدمير المعني الحقيقي للعسكرية بمختلف قطاعاتها، وإهانة غير مسبوقة للقطاع العسكري، خصوصاً أن هؤلاء لم يكتسبوا الخبرة العسكرية ولم يحملوا الشهادة المؤهلة ولا يمكلون القدرات اللازمة لذلك.