سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية الضوء على تحالف إيران الاستراتيجي مع الحوثيين، وما يتيح هذا التحالف لطهران من توسيع رقعة نفوذها في المنطقة،
وقالت ان التحالف يهدف الي نشر أعمالها العدائية المقوّضة للاستقرار في المنطقة، كتهديدها حرية الملاحة البحرية في مضيقي هرمز وباب المندب، فضلا عن المخاطر المحتملة التي ستؤدي إلى “لبّننة” اليمن
وطالبت الولايات المتحدة بالتصدي لاستراتيجية إيران الكبرى في اليمن. الجبهة الإرهابية وتقول الصحيفة في تحليل لكاتبها براين هوك أن القائد الأعلى الإيراني يلعب لعبة طويلة الأمد في اليمن، ويبدو أن قلة حول العالم قد لاحظوا ذلك، إذ نفّذ الحوثيون برعاية إيرانية انقلابا في عام 2014م، دافعين بالبلاد إلى الفوضى،
كما أدى الدعم الإيراني إلى تحويل الحوثيين من ميليشيا قبليّة إلى قوة قتالية مميتة، في حين يريد النظام الإيراني الآن مقعدا على طاولة المفاوضات، للمساعدة على إطفاء نيران حرب قد ساهم في إشعالها. الناتج النهائي في اليمن
ويرى هوك أنه مهما كان الناتج النهائي في اليمن فقد زادت إيران وبنجاح شبكة تهديداتها، ووضعت نفسها صاحبة النفوذ في شبة الجزيرة العربية، ولطالما استعملت طهران هذه الاستراتيجية لعقود من الزمن، فمنذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي بدأت طهران في دعم جماعات متطرفة متعددة في لبنان، وزاد النظام الإيراني من دعمه بشكل ممنهج،
وقام بجمع أكثر الفصائل عنفا في منظمّة عسكرية متّسقة، والتي قامت بتسمية نفسها حزب الله. نفوذ إيران في لبنان وخلال التسعينيات من القرن الماضي رسّخت إيران نفوذها في لبنان من خلال حزب الله، حيث يزوّد النظام الإيراني هذه الميليشيا بـ70% من ميزانيتها التشغيلية والصواريخ الدقيقة والأسلحة الخفيفة، ودعم مستمر من الخبراء العسكريين، كما مكّنت براعة حزب الله العسكرية إيران بأن تصبح دولة داخل دولة، مما مكن ذلك إيران بتوسيع حدودها وتصدير الثورة واستهداف الإسرائيليين والأميركيين، لقد قتّل تنظيم حزب الله الكثير من الأميركيين أكثر من أي جماعة إرهابية أخرى ما عدا القاعدة. أوجه التشابه للتقارب الإيراني ويفصل الكاتب هوك بالقول أن أوجه التشابه للتقارب الإيراني في اليمن واضحة جدا، فمثل ما فعلت في لبنان لأربعة عقود مضت، يتم استعمال اليمن عن طريق إيران لرفع مرتبتها كقوة إقليمية، فيما عززت المساعدات الإيرانية من تحدي الحوثيين للسلطات الحكومية اليمنية بطرق لم يكن باستطاعتها أن تفعلها، فضلا عن قيام إيران بتزويد الحوثيين بمئات الملايين من الدولارات وترسانة من الأسلحة المتطورة. الصواريخ المضادة للسفن ويضيف أن الصواريخ المضادة للسفن والقوارب المتفجرة المسيّرة والألغام تدفقت إلى اليمن؛ وذلك بفضل السيد خامنئي،
فقد قامت الإمارات العربية المتحدة بمصادرة طائرات مسيّرة إيرانية الصنع في اليمن، فيما عرضت السعودية في قاعدة الأمير سلطان الجوية مستودعات للأسلحة التي من الواضح أنها إيرانية الصنع تم ضبطها، وهي في طريقها للحوثيين. ويؤكد هوك بأن تحالف إيران الاستراتيجي مع الحوثيين يسمح باستهداف دول الخليج حسب رغبتهم بهجمات الصواريخ والطائرات المسيّرة، وإلهام وتنظيم وتوجيه الجماعات الانفصالية المسلحة في المحافظات السعودية،
كما أطلق الحوثيون صواريخ إيرانية الصنع على المناطق ذات الكثافة السكانية كالرياض، التي تبعد مئات الأميال. حرية الملاحة في مضيق ويقول إن إيران كانت تهدد لعقود من الزمن حرية الملاحة في مضيق هرمز، وسيتيح لها الآن تحالفها مع الحوثيين تهديدَ حركة السفن في مضيق باب المندب، الذي يُعدّ بوابة للبحر الأحمر وقناة السويس، انتهاء بالبحر الأبيض المتوسط، فيما يمر عبر هذين المضيقيند ما يقرب من ربع إمدادات النفط في العالم. ويردف الكاتب بالقول “إنك لو أطلقت يد إيران في اليمن فسيكون بمقدورها التهديد بإغلاق كل من هذه الممرات المائية الأساسيةد وارتكاب أعمال عدوانية بحريةد فقد نفّذ الحوثيون في مارس 2016 عدة هجمات صاروخية على المدمّرة الأميركية يو إس إس ميسون [USS Mason] أثناء عبورها لمضيق باب المندب”. شن هجمات فتاكة وتقوم إيران اليوم في اليمن بتوسيع حدودها بشكل فعّال، وتوسيع مساحة نفوذها، وشن هجمات فتاكة ضد منافسيها، ويمكن لإيران من موقعها الجديد على خليج عدن أن تهدد حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، وتقوّض الاستقرار الذي عملنا جاهدين لتحقيقه. فشلت الولايات المتحدة وفي حال فشلت الولايات المتحدة بالتصدي لاستراتيجية إيران الكبرى في اليمن، فسنواجه مخاطر أكبر في المستقبل، مخاطر تتضمن احتمالية “اللبننة” للدولة، وبالواقع، تكشف المعلومات التي أزيل عنها طابع السرية، أن حزب الله يقدم الدعم النّشِط للقضية الحوثية باليمن، حيث إنها تقوم بإكمال دائرة شبكة وكلاء إيران، وأنه من خلال السيطرة والنشر لجماعات مثل الحوثيين وحزب الله، تستطيع طهران أن تخوض الحروب من خلال أطراف ثالثة محلية في عدة مناطق بآن واحد. وتركز إدارة ترمب على عكس مكاسب إيران الاستراتيجية في المنطقة، كجزء من حملتها لــ”أقصى قدر من الضغط”، فيما يتطلب الأمر في اليمن، إبرام اتفاق سلام شامل يجمع بين كل الأطراف الشرعية لإنهاء الأزمة الإنسانية، ومنع تعميق إيران لجذورها في المنطقة. مصالح مشروعة وليس لإيران أي مصالح مشروعة في اليمن، أما الحوثيون فمكاسبهم قليلة وخسائرهم كثيرة، في حال استمرت شراكتهم مع إيران، إذ يمكنهم إما دعم جهود سياسية حقيقية من أجل السلام في اليمن والاستمتاع بالمزايا، أو الاستمرار بترويج العنف وتعزيز طموح إيران الإقليمي، فالخيار الأول سينتج عنه شرعية وقابلية للجلوس على طاولة الحوار، والخيار الثاني سيؤدي إلى العزلة وإطالة معاناة الشعب اليمني. دور الإعلام ضعيف ويختتم الكاتب هوك تحليله بأن الإعلام قام بعمل ضعيف جدا في تغطية الدور الإيراني في تأجيج وإطالة النزاع الكارثيّ في اليمن، مما سمح لإيران للهرب من الملامة المتعلقة بالعنف والمجاعة والمعاناة البشرية، والتي أصبحت أكبر الصادرات الإيرانية، لافتا إلى أن الحكومة الأميركية تسلّط الضوء على الجرم الإيراني وأهدافها المهيمنةد في الوقت الذي تسعى فيه لكبح التوسع الإيراني في لبنان وسوريا وهضبة الجولان والعراق، وتابع “يجب علينا أن نمنع إيران من ترسيخ نفسها في اليمن. asf مخاطر فشل التصدي لاستراتيجية إيران في اليمن – سنواجه مخاطر أكبر في المستقبل – مخاطر تتضمن احتمالية “اللبننة” للدولة اليمنية – حزب الله يقدم الدعم النّشِط للقضية الحوثية باليمن – إكتمال دائرة شبكة وكلاء إيران – تستطيع طهران أن تخوض الحروب من خلال أطراف ثالثة في عدة دول