وبدأت قصة هادي عندما سُلب كرسي الرئاسة منه في صنعاء فبحث عنه في عدن، ومند أن أعيد على يد التحالف العربي، عام 2016، شرع الرئيس اليمني في اتخاذ سلسة قرارات أدت، بحسب المراقبين، إلى إضعاف الشرعية وحشرها في زاوية تضيق يوما بعد آخر.
ويجمع المراقبون على أنه كان يفترض على الرئيس اليمني تدعيم تحالفاته مع القوى الفاعلة على الأرض بما يسهم في تقوية الشرعية سياسيا وعسكريا، عبر إعادة صياغة الخريطة السياسية، واستيعاب القوى المقاومة والفاعلة كالمجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية والمقاومتين التهامية والوطنية، وإعادة ترتيب البيت الداخلي لحزب المؤتمر الشعبي (أكبر أحزاب البلاد).
غير أن ذلك لم يحدث، بل على العكس تماما مضى هادي في محاربة واستعداء تلك القوى والفعاليات الشعبية والسياسية والعسكرية، متجاهلا الواقع على الأرض.
كما أسهمت جملة قرارات فيما وصلت إليه الشرعية من عزلة منها، مثالا لا حصرا، تعيين الأب الروحي للإخوان علي محسن الأحمر نائبا للرئيس، وهو ما أفقد هادي وشرعيته تأييد القوى الفاعلة على الأرض.
وأدى تمكين شخصيات متهمة بالفساد من موارد البلاد إلى إفقاد الشرعية بقية تأييد شعبي، مما أدى لانحراف بوصلة هادي ومن معه أوراقهم، والنتيجة ضعف سياسي قاد الحكومة اليمنية مع تنظيم الإخوان إلى طاولات مفاوضات مع ميليشيات الحوثي، خرجت منها أكثر ضعفا وعزلة.
كما نتج عن ذلك ضعفا عسكريا تفاقم، عندما اختار الرئيس اليمني تمكين الإخوان من مفاصل جيش سمي الوطني، ويراه اليمنيون إخوانيا صرفا.
هذا الجيش أريد له أو منه أن يحرر البلاد، إلا أمه أمن الحوثي، في صنعاء، ووجه جيش الشرعية سلاحه جنوبا نحو المناطق المحررة، بعد أن بقي لسنوات خمس قابعا في ثكناته المتاخمة لمناطق سيطرة الحوثي.
استعادة القرار من الإخوان
وتعليقا على ذلك قال الكاتب والباحث السياسي اليمني عبد الستار الشميري: “المطالب لا تنادي هادي بإصلاح الحكومة فقط بل إعادة ترتيب السلطة العليا، وانتزاع القرار من جماعة الإخوان بأسرع وقت ممكن”.
وأضاف لسكاي نيوز عربية “كان ممكن أن يكون هادي مقبولا لكن سلبيته جعلت الآخرين ناشطين جدا، ومن خلفه ينفذون أجندات خاصة تتبع قطر وغيرها، الأمر الذي جعل القرارات العسكرية والسياسية ليست نابعة من الشرعية”.
وأوضح أن “الإخوان استطاعوا أن يبنوا جيشا لهم في محافظات جنوبية في الوقت الذي استغلت فيه قوى إرهابية أخرى متمثلة في داعش والقاعدة وغيرهما الفضاء الأمني وأنشأوا معسكرات”.
وتابع “استجلب الإخوان المنضمون تحت لواء حكومة عبد ربه هؤلاء إلى معسكرات الشرعية بحجة انهم متمرسون لمحاربة الحوثي”.
وتابع: “الجنوب مستقر إلى حد ما، على عكس الشمال، وإذا لم ينصاع للحوار، ستتم دولة الحوثي في الشمال وسيطرته على الحديدة وميناءها”.