سبتمبر نت
تسميم عقول وغرس كراهية وشحن طائفي وحشد مزيد من المقاتلين هذا هو واقع المراكز الصيفية التي أقامتها مليشيا الحوثي ودعا إليها زعيمهم وسخرت لها إمكانيات مادية وإعلامية كبيرة على إن يتم إقامة اكبر عدد ممكن من المراكز الصيفية في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي هذه المراكز حذر منها الكتاب والمثقفون والوزراء والتربويون وخافها أولياء الأمور والآباء إلا إن مليشيا الحوثي تعتبره موسما جيدا لغرس كثير من السموم وحشو عقول الأطفال والنشء.
وظهر مؤخرًا المدعو يحيى بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم المليشيا، والمعين وزيرا لما تسمى وزارة التربية والتعليم في حكومة المليشيا غير معترف بها، يتوسط حشداً من الأطفال داخل أحد المراكز الصيفية، التي يعتبرها الكثير أوكار لتفخيخ عقول الأطفال والنشء، وغرس التطرف والكراهية في عقولهم والتي لم تكن صورة عادية وإنما مقصودة رافقها تغطية إعلامية كبيرة ونشر على اكبر نطاق.
ظهور يحيى الحوثي وسط الأطفال رافقه تصريح للقيادي الحوثي حسين العزي بالقول: إن الجماعة أقامت 3672 مركزاً صيفياً، حضرها قرابة 300 ألف طالب، وتقول تقارير أخرى نشرتها وسائل إعلام حوثية ان عدد الأطفال 250 ألف طالب في 16 محافظة يمنية وأين يكن الرقم فان المليشيا حرصت على حشد اكبر قدر ممكن من الأطفال والنشء وأصدرت تعميمات إلى كل الجهات والمشرفين والمرشدين الثقافيين والخطباء وأئمة المساجد بحشد الأطفال ودفعهم إلى المراكز الصيفية التي أقامتها وقد عمل الأتباع على تنفيذ ذلك بكل الوسائل والطرق بالترهيب والترغيب.
منهج سلالي تكفيري
المنهج الذي يدرس في هذه المراكز الصيفية حرصت مليشيا الحوثي على تصميمه بما يتناسب وأفكارها الدينية ومعتقداتها التي تؤمن بها والتي تتنافى مع معتقدات الشارع اليمني فعملت منذ اللحظات الأولى على إحداث تغيير جذري في المناهج التعليمية وصممت مناهج للمراكز الصيفية تتضمن مواد تخدم فكرها الطائفي السلالي.
هذا المنهج، قام بإعداده خبراء ومراجع دينية حوثية إيرانية يؤمنون بالفكر السلالي، ومفردات الولاية، وحصرية الحكم في البطنين، وغيرها من الأفكار التي تناقض قيم الديمقراطية والتعددية والشراكة والتسامح والقبول بالآخر.
كما ركزت المليشيا في تلك المناهج على مفردات تكرس ثقافة العنف وتقديس الموت، والكراهية، كالتركيز على الجهاد ضد المختلف، وكذا تبني شعارات تحريضية للعامة، والمستوردة من إيران مثل «شعار الصرخة»، إضافة إلى مفردات تكرس حالة الفرز للمجتمع والتي تعتمدها المليشيا منذ انقلابها، من خلال تقسيمه إلى مجاهدين وآخرين منافقين، في إشارة لكل من يخالفها ولا يؤمن بفكرها.
وبحسب خبراء فإن مناهج المراكز الصيفية الحوثية، تهدف إلى جعل الجهاد والقتل والقتال أولوية في فكر ووعي الأطفال والنشء، وتساهم في خلق «مجتمع الحرب» الذي تسعى إليه المليشيا بمختلف الوسائل والطرق، بما في ذلك المراكز الصيفية التي جعلت المليشيا شعارها الأبرز (علم وجهاد).
وكان عدد من الأهالي قد نشروا صور للمناهج الحوثية التي تدرس لنشر الأفكار الحوثية في المجتمع المحلي الغير مؤمن بأفكارهم الطائفية، وقالوا بأن المناهج الحوثية أعدت بعناية فائقة وتشكل خطر حقيقي على الأجيال القادمة ومستقبل اليمنيين.
والغريب إن هذه المناهج المرفوضة من قبل الأهالي والتي تحمل كارثة مستقبلية للبلد والمنطقة والإقليم والعالم ككل تكفلت بطباعتها منظمة اليونيسيف وتكفلت بدعم كافة المراكز الصيفية الطائفية التي تنظمها المليشيا الحوثية في صنعاء ومناطق سيطرتها بدفع مرتبات الموظفين العاملين فيها وهذا كما يقول تربويون: تجاوز خطير لمهامها وأنشطتها في اليمن.
مستقبل مفخخ وكارثة قادمة
المراكز الصيفية التي أقامتها المليشيا أثارت حفيظة اليمنيين بجميع أطيافهم وانتماءاتهم وبرزت ردود أفعال غاضبة ومنددة وتدعوا العالم والتحالف العربي والحكومة اليمنية إلى ضرورة استشعار هذا الخطر معتبرين إقامة هذه المراكز حالة خطيرة جداً، تستلزم وقفة جادة من قبل الحكومة اليمنية، وحلفائها، والمجتمع الدولي عامة فالكل أمام واقع خطير، ينبئ بأن القادم حتما سيكون أسوأ على الصعيد الداخلي والخارجي في آن.
فالمليشيا الحوثية تسعى بكل قدراتها وبخطوات سريعة تسابق الزمن إلى تفخيخ عقول الأطفال والنشء بالأفكار المتطرفة والطائفية، فضلاً عن ترسيخ ثقافة التحريض والكراهية بحق كل من يختلف معها ومع أفكارها.
تلغيم المستقبل
الصحفي محمد جميح، مندوب اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم «اليونسكو»، علق على ظهور «يحيى الحوثي» وسط جمع من الأطفال في أحد المراكز الصيفية بالقول: «ها هو اليوم بوصفه وزيراً لما يسمى بوزارة التربية في حكومة المليشيا يعبئ عقول الأطفال بخرافات الولاية والإمامة، وبأفكاره عن الجهاد ضد النواصب والأمويين، ويكذب عليهم أن الإسلام الذي عرفناه بعد ثورة سبتمبر، هو إسلام الأمويين والوهابيين والنواصب الكافرين، وغير ذلك من الأفكار التي تعبأ بها عقول الأطفال في مخيمات صيفية طائفية تعمل على تلغيم مستقبل اليمنيين«.
وأضاف جميح، في منشور على حسابه بموقع فيسبوك: نحن يا سادة في عصر الكهنوت، عصر آل بدر الدين الذين يقولون للأطفال إنهم آل محمد، عصر الإسلام الذي قال الحوثي إنه خرج من بيت بدر الدين الحوثي.
الصحفي والكاتب ثابت الاحمدي، نادى اليمنيين بالقول: يا قوم.. تا الله إن الحوثي ليفسد مستقبلنا إلى جانب ماضينا وحاضرنا.. أطفالنا هم رأس مالنا، والحوثي اليوم يستثمر بهم.
أطفالنا اليوم عجينة ليّنة بين يديه، يشكّل أفكارهم ويصيغُ ثقافتهم بهوية جذورها من أقاصي خراسان وأصفهان..!
وأضاف الاحمدي : شبابُنا يتجرعون سُمًا زعافًا في المراكز الصيفية. شبابٌ أبرياء، وآباء أميون، أو مغلوب على أمرهم.. الحوثي يحشو اليوم ألغام الفكر داخل أدمغتهم، وغدا سيتم زرعها في السهول والجبال من قبلهم. يا قوم.. نحتاج إنقاذا عاجلا، الأمرُ لا يحتملُ التأخير.
الصحفي احمد شبح في تغريدة له قال: إن المليشيا الحوثية تغرر بمزيد من أطفال اليمن عبر المراكز الصيفية ثم تزج بهم الموت في حروبها، وتستدرج اليمنيين من بوابات الدورات الثقافية، وها هي تفتح باب التجنيد الإجباري لترمي بالشباب عنوة في مستنقع الدم والدمار.
مضيفا: لقد أغلق الحوثيون أمام الشباب أبواب التعليم وفتحوا أمامهم أبواب الجحيم!!
الإعلامي أنور الشرعبي، قال في منشور بصفحته في الفيسبوك: انظروا إلى الصورة إلى هذا المركز الصيفي تم التقاط الصورة والطلب من الأطفال إبراز الملازم الخضراء.. وكذلك صورة يحيى الحوثي التي جمعته مع طلاب المراكز الصيفية والتي نشرها الحوثيون قبل أيام انه تصوير ونشر متعمد وعلني وكأن لسان حالهم يقول: سنلغم أطفالكم وندمر أجيالكم وستستمر المسيرة الحوثية وقائدها ولو على جثث أولادكم.
أما الصحفي محمد القليصي، في منشور له على صفحته في الفيس بوك فقال: لن تفلح المراكز الصيفية الإيرانية بلباس حوثي في طمس الهوية اليمنية وسرقة جيل كامل وتشييعه؛ فما عجز عنه أجدادهم السلاليون سيكونون عنه أعجز.
وأضاف: حاول الأئمة مصادرة العقل اليمني والوعي المجتمعي عبر التجهيل الجماعي ونشر الخرافة والشعوذة والدجل وتسويق فكرة الحق الإلهي في الحكم، وعمدوا إلى إغلاق كل منافذ العلم والوعي وحبس المجتمع اليمني وإحاطته بسياج من العزلة عن محيطه العربي والعالمي؛ وحين ظنوا أنه قد أصبح ملكا خالصا لهم فوجئوا به يركلهم إلى مزبلة التاريخ تشيعهم لعنات الشعب ويلاحقهم خزي ما اقترفوه بحقه من ظلم وفجور.
تلكم عينة من الردود والأصوات الرافضة والمحذرة من مراكز الموت الحوثية مراكز غسل العقول اليمنية وتجنيد النشء في مراكز صيفية حوثية استغلت مليشيا الانقلاب المرافق الحكومية واستهدفت طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية وأجبرتهم على الالتحاق بالمراكز وهددوا ذويهم بالخطف والقتل وحولوها إلى ثكنات عسكرية والى مقرات لتفخيخ المستقبل وإنتاج آلاف العقول الإرهابية الطائفية التكفيرية.
الحضور بالقوة
أبو بكر أحمد ولي أمر، يقول لـ«26سبتمبر»: موهوم من يعتقد إن تلك المراكز تهدف إلى تثقيف الطلاب والنشء، وتعزيز رصيدهم المعرفي والعلمي، فنظرة واحدة الى تلك المراكز وعلى الأنشطة والفعاليات والشعارات والمناهج المعتمدة فيها، تؤكد أنها عبارة عن أوكار لغسل عقول الشباب، ومسخ هويتهم، والتأثير على وعيهم بما يخدم فكر وتوجهات مليشيا الحوثي.
ويضيف: نحن قلقون على أولادنا لكن ليس لدينا خيار آخر.
هذا وتقوم مليشيا الحوثي بإجبار الطلاب على حضور المراكز الصيفية التي أقامتها، وقد شكا كثير من الآباء من الضغوطات الحوثية تمثلت هذه الضغوط في تهديد الطلاب وأولياء أمورهم بحجب نتائج الدراسة عنهم، ومنعهم من مواصلة تعليمهم في حالة تغيبهم عن هذه المخيمات الطائفية، وأكدوا أن المناهج التي يتم تدريسها في هذه المراكز، تتضمن الكثير من التحريض، الأمر الذي يمثل خطورة بالغة على أطفالهم.
ويستغل الحوثيون المراكز الصيفية لاجتذاب الأطفال والمراهقين، والتغرير بهم، وزرع أفكار التطرف في عقولهم، وتحريضهم ضد مجتمعهم، وإخوانهم، وبث الكراهية والفرقة، ليتحول الأطفال إلى قنابل موقوتة ولأنها تدرك إنها بهذه الطريقة تعيش فترة أطول فقد سعت الى اغتنام الوقت والظروف المعيشية التي يمر بها المواطن اليمني وأقامت مراكزه في كل مديريات محافظة ذمار والمحويت وريمة وحجة وعمران والحديدة وكلفت المليشيا مشرفيها بتكثيف النزول الميداني الى المراكز الصيفية وإلقاء محاضرات وافتتاحها رسميا والتأكد من تدريسها الملازم والمنهج المقرر وإغلاق المراكز الرافضة والغير تابعة لها، ففي محافظة اب اقتحمت مليشيا الحوثي مدرسة سما الأقصى بمنطقة السبل غرب مدينة إب لمحاولة فرض منهج حوثي للمركز الصيفي المقام في المدرسة أسوة بالمدارس التي يجري فيها تدريس المناهج الحوثية، بما في ذلك ملازم الهالك حسين الحوثي.
وأضافت المصادر أن المليشيا المدعومة من إيران، أجبرت إدارة المركز الصيفي المقام في المدرسة على الإغلاق واستجابت إدارة المدرسة لإنهاء المركز الصيفي وإغلاقه بشكل نهائي.
وفي مديرية الحيمة الداخلية التابعة لمحافظة صنعاء قالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي افتتحت بشكل رسمي حوالي 55 معسكرًا لتجنيد مئات الأطفال تحت مسمى مراكز صيفية، ولا زالت تفتتح معسكرات تجنيد أخرى في العديد من المناطق والقرى النائية في مختلف عزل المديرية.
وأوضحت المصادر ان هذه المراكز تضم أكثر من 350 طفلاً وأن مليشيا الحوثي تستعين في إدارة معسكرات التجنيد التي افتتحتها تحت مسمى «مراكز صيفية» بكوادر حوثية مدربة ومؤهلة من خارج المديرية.
الإسراع في الحل
ويرى مراقبون يمنيون ان أغلب الأطفال المجندين في صفوف الحوثيين، تم استدراجهم إلى المراكز الصيفية، وهناك تم تلقينهم ثقافة الحرب والموت، وزرعوا في عقولهم ألغام فكرية، والكثير من أوهام مسيرة الخراب، ليصبحوا بعد ذلك جاهزين للموت.
وتركز مليشيا الحوثي على شريحة الأطفال والنشء، نظرا لسهولة التأثير فيهم، وغرس المفاهيم والمعتقدات الخاصة بها في عقولهم، تمهيدا لإلحاقهم في معسكرات تدريبية، ليتم لاحقا إرسالهم إلى الجبهات.
وخلال السنوات الماضية قتل المئات من الأطفال الذين جندتهم المليشيا الانقلابية بعد أن استدرجتهم عبر عدد من المراكز الصيفية والدورات الثقافية، كما وقع المئات منهم في الأسر، ولا تزال مراكز إعادة تأهيل الأطفال المجندين في مناطق الشرعية وتحديدا مأرب تضم الكثير من أولئك الأطفال الذين وقعوا ضحية تلك المراكز الخطيرة التي يجب على الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي الكارثة المستقبلية والتي ستلحق الضرر بالبلد والمنطقة ككل.