عشرون عاما مرت على فاجعة فقداننا للصديق الذي لايُنسى عبدالله سعد محمد
وعندما اقول فاجعة اعنيها لأن استشهاد عبدالله كان صاعقا لنا جميعا نحن اسرته وأصدقاءه ومحبيه
ولف الغموض والخوف موته فلم يحقق به كما يجب
** عبدالله رافق رئيس الجمهورية انذاك علي عبد الله صالح في رحلة شهيرة إلى حضرموت ضمن طاقم صحفي وبصفته رئيس تحرير صحيفة الوحدة التي اعاد اليها الراحل القها
وفجأة قيل انه سقط من علو الى الارض ونقل في غيبوبة الى صنعاء ولم يسمح له بالسفر للإنقاذ في الأردن إلا بعد شهر من الغيبوبة والعلاجات التي اتت على ما تبقى منه !
ساد الصمت والقلق من يومها ولم يتم فتح ملف الراحل وملابسات الموت الذي أكد المقربون ان ضربة بآلة حادة إصابة قمة الرأس وليس سقوطا حرا بفعل الخطأ
الآن عقدين من الزمن كافيان لأن يجد الراحل حقه من التكريم وكشف الحقيقة
وعندما قلت انه صديق لا ينسى لا اعني فقط على الصعيد الشخصي حيث ارتبطنا زمالة وصداقة واخوة و جيرانا لعمر طويل منذ ايام الفرح الاول الى شهقة موته الأخيرة
اتيت محررا الى صحيفة الجمهورية بتعز ورئيس التحرير طيب الذكر الاستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد يشجع المواهب الشابة ولدي قرارا من الاستاذ محمد الزرقة مدير عام مؤسسة سبأ يومها والمؤسسة كانت تصدر يومية الثورة من صنعاء ويومية الجمهورية من تعز بالإضافة طبعا إلى وكالة الأنباء اليمنية في صنعاء
وبكل محبة قال لي الراحل الزرقة
قرأت كتاباتك يا عز وهي كويسة
وسأل عن دراستي فقلت له علوم سياسية
ورد كنت اظنك اداب
واعقب ببساطة اهلا بك واين تريد تتوظف
قلت في الجمهورية
وافق وعلق ضاحكا لكن بشرط ان تتخلص من تأثير روز اليوسف
غامزا لاثر مجلة روز اليوسف المصرية على كتاباتنا ايامها
فضحكت ووجدتها فرصه لاقول له
اصلا هي مصر التي علمتنا كلنا يااستاذ وانتم السابقون مذكرا بدراسته في القاهرة
واول اعماله القصصيه ( كبد الفرس ) التي صدرت عن روز اليوسف نهاية الستينات
وذهبت اكمل المشوار في الجمهورية وتعود اللمة ثانية في طاولة ثلاثية
عبدالحبيب سالم مقبل وعبدالله سعد محمد وانا
( واحتاج الى مساحة اخرى عن رفيق الكفاح عبدالحبيب )
** كان عبدالله قد اكمل الماجستير في الصحافة من موسكو
متقدا دائما ويبحث عن التجديد والمغامرة
شجاعا وشهما مع كل من عرفه
سنوات بقينا نصنع حلما في كتابات يومية احدثت كما اظن فرقا يومها
ذهب عبدالله الى صنعاء وبقي عبدالحبيب وانا في تعز
ولكن لم تنفرط الصحبة ابدا
** هو ذهب مغامرا في مجال الصحافة حتى اطلق عليه (منقذ الصحف وهي رميم ) حيث تقلد رئاسة صحيفة الشورى وهي ميته ليجعلها في صدارة التوزيع
احدث فيها فقرة صغيره بكل عدد بعنوان( مروا) وهي الكلمة الاثيرة التي كان يبدأ بها الرئيس علي عبد الله صالح اوامره لرئيس الوزراء او لأي مسؤل حيث يكتب له
مروا بصرف كذا لفلان
او مروا بتعيين فلان بموقع كذا
وجعل عبدالله سعد هذه الكلمة قنبله أسبوعية في الشورى ينتظرها الناس باسطر قليله ساخرا من اوامر الرئاسة
** عبدالله سعد عمل بجد على تجميع اقلام من كل اتجاه في تعزيز فضاء لم تعرفه الصحف
وفي كل عدد كانت للصحيفة قضية بالنيابة او جهات التحقيق
واستدعت مؤسسة الثورة ثانية عبدالله ليرأس تحرير صحيفة الوحدة واحدث فيها نقلة واسعة وفتح نوافذ للمشاغبين
حتى كانت الفاجعة الغامضة بقذفه من الدور الخامس في قصر حضرموت وهو يرافق علي عبدالله صالح وقيل سقوطه
* اليوم تذكرت فاجعتنا التي بقيت جرحا بالقلب لعشرين عاما
وستبقى … فمثل عبدالله لا يُنسى
** وما مرت بنا من احداث تحتاج إلى وقت اوسع لأن نكتب
من صفجة الكاتب علي الفيس بوك