اشتباك جديد من نوعه، في منطقة البوكمال يقع بين كتيبتين عسكريتين تابعتين لجيش النظام السوري، عُرف أن إحداهما مدعومة من قبل إيران وميليشياتها، فيما الأخرى تابعة لجهة أمنية، هي الاستخبارات الجوية التي تعد جزءا من مؤسسات النظام السوري الأساسية، التي عملت على قمع الثورة بمختلف أنواع الأسلحة وأساليب تعذيب المعتقلين، ووقع الاشتباك بين الكتيبتين، أمس السبت، وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، مؤكدًا حصول خسائر بين طرفي الاشتباك، وهما الكتيبة 47 المدعومة من إيران، وفرع الاستخبارات الجوية، في منطقة (البو كمال) شرق ريف دير الزور المحاذية للعراق، نافيا علمه بأسباب حصول هذا الاقتتال بين الطرفين، وكانت مصادر سورية محلية قد أفادت بوقوع اشتباكات، في شهر أبريل الماضي، بين الشرطة الروسية وميليشيات إيرانية في محيط مطار مدينة حلب الشمالية، انتهت بإنذار أطلقته القوات الروسية هددت فيه قوات الحرس الثوري والميليشيات الموالية له، بإخلاء المطار.
وكان سبق الاشتباك بين قوات روسية وقوات الحرس الثوري الإيراني حول منطقة مطار حلب، هجوم قامت به ميليشيات إيرانية في منطقة (نبل والزهراء) على حاجز عسكري محسوب على القوات الروسية في سوريا، وسجّلت المواقع الإخبارية، عدة اشتباكات بين قوات روسية وإيرانية أو ميليشيات مدعومة من طهران، في الفترة الأخيرة، بمنطقة دير الزور بصفة خاصة، وحلب وريفها، وحرص النظام السوري على النفي السريع لأخبار ترد عن اشتباكات بين حليفيه الأساسيين روسيا وإيران، في حلب ودير الزور، حسب بيان صادر من ما يعرف بالقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة التابع للنظام، في العشرين من شهر أبريل الماضي، مطالبًا بعدم اعتماد الأخبار الميدانية إلا تلك الصادرة منه، وأكدت الأنباء العثور على جثة مقاتل تابع لميليشيا فاطميون التي نشرتها إيران في سوريا، نهاية الشهر الفائت، في مدينة دير الزور، حسب ما أكده المرصد السوري.
وسقط قتيلان للحرس الثوري الإيراني، في اشتباك مع قوة روسية، في منطقة الميادين التابعة لدير الزور، وفق ما أكدته وكالة الأناضول التركية الحكومية، في 19 من شهر أبريل الفائت، إثر اندلاع مواجهة لَمَّا قام حاجز عسكري للحرس الثوري الإيراني، بإيقاف دورية للشرطة العسكرية الروسية، مما نجم عنه تلاسنٌ بين الطرفين أدى إلى اشتباك جُرِح فيه، إضافة إلى قتلى الحرس الثوري، أربعةُ جنود روس، وتعود الاشتباكات الميدانية، بين الروس والإيرانيين، إلى ما يصفه المراقبون بصراع نفوذ بين طهران وموسكو على الأرض السورية، خاصة أن روسيا صرّحت أكثر من مرة بوجوب انسحاب كافة الميليشيات الأجنبية من سوريا.
ووسط تشكيك مراقبين بأن يصل صراع النفوذ بين إيران وروسيا، إلى درجة الصدام العسكري المباشر، يرى البعض بأن نسبة التنسيق بين الطرفين أكبر من نسبة التناقض والخلاف، إلا أن هذا لا يعني عدم حصول حالات اشتباك، بسبب ما تفترضه الظروف الميدانية، على خلفية تعدد الولاءات في جيش النظام السوري الذي صار جزءا منه محسوبا على الحليف الروسي، والجزء الآخر على الحليف الإيراني، وتسعى إيران، خاصة في المنطقة السورية المحاذية للعراق، في محافظة دير الزور، إلى خلق جيب إمداد يمكّنها من تسيير خط عسكري تواصل فيه تعزيز حرسها الثوري وميليشياتها في سوريا، وكذلك ليكون هذا الجيب معبراً لها للهروب من العقوبات الأميركية الاقتصادية.