عدن (اليمن) (رويترز) – تريد الحكومة اليمنية من الأمم المتحدة تقديم أطر زمنية للخطوات التالية في عملية السلام وذلك بعدما بدأت قوات جماعة الحوثي الانسحاب من موانئ رئيسية في أكبر تقدم حتى الآن للجهود الرامية لإنهاء الحرب الدائرة منذ أربعة أعوام ولتخفيف حدة الجوع.
والتزاما باتفاق أبرم بالسويد العام الماضي، بدأت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران انسحابا أحاديا يوم السبت من ثلاثة موانئ على البحر الأحمر تستخدم من أجل الحبوب والنفط والتجارة والمساعدات.
وتولت قوات خفر سواحل محلية مسؤولية الأمن بموانئ الصليف ورأس عيسى والحديدة وفقا للأمم المتحدة التي تشرف على العمليات هناك.
ووصف بعض مسؤولي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية الانسحاب بأنه ”مسرحية“ لكن المفاوض الحكومي صادق دويد أقر بأنه يمثل بداية تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف من الناس ودفعت ملايين آخرين إلى شفا المجاعة.
وقال دويد على تويتر في وقت متأخر يوم السبت إنه عقد اجتماعا إيجابيا مع كبير مراقبي الأمم المتحدة اتفقا فيه على ضرورة أن يؤدي الانسحاب إلى وضع أطر زمنية لتنفيذ آلية للأمم المتحدة لتفتيش السفن و“إزالة الألغام والمظاهر المسلحة“.
ورغم أن تحرك الحوثيين شجع القوى الأجنبية على السعي لإعادة فتح الممرات الإنسانية، إلا أن سكان الحديدة النازحين قالوا إنهم غير مستعدين للعودة.
وقال سامي (11 عاما) الذي يعيش مع أسرته في المقابر بمدينة عدن ”لقد فررنا من الحرب ولا أريد العودة حتى تنتهي. إنني أخشى الموت“.
وقال عبد الرحمن طاهر (34 عاما) الذي اضطر للخروج من منزله في الحديدة ويعمل الآن في غسل السيارات في عدن ”الحرب دمرت كل شيء – لا عمل ولا أمن“.
* التقهقر من الحديدة
ولم تعلق السعودية والإمارات، اللتان تقودان التحالف الداعم لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، على انسحاب الحوثيين من الموانئ بعد.
وترى بعض المصادر ذلك مؤشرا على نجاح مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث في دفع أطراف الحرب إلى الموافقة على الخطة خاصة وأن التحالف سارع برفض محاولة سابقة للحوثيين للانسحاب من جانب واحد في ديسمبر كانون الأول.
وبناء على خطط تهدف لتجنب وقوع هجوم شامل، يتعين على الحوثيين الانسحاب خمسة كيلومترات من الموانئ خلال الفترة بين 11 و14 مايو أيار. وتنسحب قوات التحالف، التي تحتشد حاليا على مشارف المدينة على بعد أربعة كيلومترات من ميناء الحديدة، لمسافة كيلومتر واحد من ضاحيتين مضطربتين.
وفي المرحلة الثانية، يسحب الطرفان قواتهما لمسافة 18 كيلومترا خارج المدينة، وينقلان الأسلحة الثقيلة لمسافة 30 كيلومترا.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن تحرك الحوثيين خطوة إيجابية لكن ينبغي تنفيذ اتفاقية سلام أوسع لتفادي العنف في أماكن أخرى.
وقالت سلطانة بيجوم المسؤولة في المجلس النرويجي للاجئين لرويترز ”من بين أكبر المسائل التي تشغلنا ضمان الوصول الدائم لميناء الحديدة. أي تصعيد عسكري يهدد بقطع خط توريد المواد الغذائية والوقود والأدوية الحيوية“.
وأصبحت الحديدة بؤرة التركيز في الحرب العام الماضي عندما حاول التحالف مرتين السيطرة على ميناء المدينة لقطع خط الإمدادات الرئيسي للحوثيين الذين يتهمهم بتهريب أسلحة من إيران ومنها صواريخ استهدفت مدنا سعودية. وينفي الحوثيون وطهران المزاعم.