أثارت فصائل مسلحة عراقية تدّعي انتسابها إلى الحشد الشعبي جدلًا واسعًا بسبب تجاذبها الانتساب إلى هيئة الحشد الرسمية، بينما تنفي الأخيرة هذا الارتباط واعتقلت قائد الفصيل وأغلقت مقرًا تابعًا له في محافظة ديالى.
ويمثل الارتباط بهيئة الحشد العراقية مسعى لكل الفصائل المسلحة، إذ تترتب على ذلك مغريات مالية ومرتبات لعناصر الفصيل، ودعم لوجستي، ومعدات وسيارات وغير ذلك، فضلًا عن الكتب الرسمية التي تسمح لتلك الفصائل بممارسة أي نشاطات تريدها بعيدًا عن أعين الرقابة.
والأربعاء الماضي، اعتقلت قوة عسكرية آمر لواء ”أئمة البقيع“ في محافظة ديالى ”سعد طعيس التميمي“، وأغلقت المقر التابع له، لتطلق سراحه لاحقًا بوساطة أحد النواب في البرلمان العراقي، وقد تظاهر اليوم السبت عناصر من اللواء يطالبون بحقوقهم المالية.
وقال رئيس مجلس قضاء المقدادية عدنان التميمي، إنّ ”عناصر من اللواء المذكور قطعوا الطريق الرابط بين بعقوبة وخانقين، على خلفية اعتقال عناصر لواء أئمة البقيع في الحشد الشعبي“.
وأضاف التميمي، في تصريحات صحفية، أنّ ”العشرات من عناصر لواء أئمة البقيع تظاهروا وقطعوا الرابط بين بعقوبة وخانقين في منطقة الهارونية شمال شرق محافظة ديالى، وذلك بعد إغلاق مديرية أمن الحشد مقر اللواء، للمطالبة بحقوقهم التي لم يتسلموها منذ سنوات، رغم مسكهم قواطع مهمة ومشاركتهم بعدة معارك خلال التحرير“.
وكانت مديرية أمن الحشد، قد اعتقلت في وقت سابق آمر لواء أئمة البقيع، وأطلقت سراحه بعد ساعات.
وعلى إثر ذلك أصدرت هيئة الحشد الشعبي بيانًا قالت فيه إنّ ”وسائل إعلام تداولت في الساعات الماضية أنباءً بشأن تظاهر مجموعة من الأشخاص احتجاجًا على عدم تسلم رواتبهم في محافظة ديالى“، مشيرةً إلى أن ”اللواء المذكور يدعي الانتماء للحشد، ولكنه لا يرتبط بأي شكل من الأشكال بالهيئة ولم يشترك بأي معارك“.
وأضاف البيان، أن ”قوة من أمن الحشد الشعبي قامت بإغلاق مقرهم الوهمي بناء على شكاوى عديدة وردت الى الهيئة بشأن سلوكيات طائفية ومضايقات للأهالي وقيام اللواء المذكور بممارسة أعمال تجارية باسم الحشد مستغلًا بعض البسطاء في صفوف هذا اللواء الوهمي“.
وبحسب مصدر مطلع في محافظة ديالى، فإن ”اللواء مازال يمسك قاطعًا في المدينة، ويحمل عناصره السلاح، ويقفون في نقاط التفتيش دون أن تتمكن قوة من الغاء دورهم بالرغم من صدور قرار رسمي بعدم عائديتهم إلى الحشد الشعبي“.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في حديث لـ“إرم نيوز“، أن ”اللواء المذكور كانت له مقرات في المحافظات، ويسيّر دوريات بشكل مستمر، ويفرض على المواطنين أتاوى، ويمارس أعمالًا مشبوهة، وله علاقات بجهات غير معروفة، لكن القوات الأمنية كانت تحسب أن هذا الفصيل منتمٍ للحشد الشعبي، ليتبين لاحقًا أنه وهمي، وليس له مستند قانوني“.
ومطلع العام الحالي شنت مديرية الأمن في الحشد الشعبي حملة واسعة على المقرات الوهمية في العاصمة بغداد، وأغلقت عددًا منها، أبرزها مقر لواء أبو الفضل العباس، الذي كان يتزعمه أوس الخفاجي، وهو مازال قيد الاعتقال في ظروف غامضة.