غمدان الشريف :
لسنا دعاة للحرب.. ولسنا من أوقد نيرانها الحارقة.
الحرب، كما يثبت التأريخ، حجة الفاشل.. ووسيلة الظالم المجرم.. وحيلته الفضلى التي تهدف في جوهرها اتباع سياسة “ادارة البلد بالأزمات” تحت يافطات براقة لخداع الجهلة والمغفلين..
دعينا للسلام ومازلنا ندعوا اليه ،السلام الذي يتطلع اليه شعبنا اليمني، سلام يقوم على مبدأ العدالة والمساواة ويعمل على إنهاء الحرب وإزالة كافة مخلفاتها كما يزيل كل شروط اشتعالها مجددا.
لسنا من نحدد ذلك السلام وانما شعبنا اليمني هو من حدده ورسم ملامحه بكل فئاته من خلال ماخرجت به وثيقة مخرجات الحوار الوطني الذي استمر عشرة اشهر وتمخضت عنه دولة اتحادية من عدة اقاليم، تهدف لارساء،دعائم دولة المواطنة المتساوية وتقاسم الثروة والسلطة، والعدالة والديمقراطية في ظل دولة مدنية تحتكم للقانون والدستور الذي صاغته نخبة من القضاة والقانونيين شهد لهم الجميع بالنزاهة والخبرة.
لن تكون المناصب اغلى من الدماء التي سالت ولن يكون المال الذي جلب اكثر من الممتلكات التي دمرت، ولن يكون المستقبل مزروعا بالورود بعد أن زرعت كل الطرق والسواحل والجبال الغاماً متوحشة نحتاج إلى سنوات لنزعها.
ما نهدف ونسعى له بقوة وإرادة، هو العودة إلى مشروع الدولة، وهو المشروع الذي حمله اليمنيون ببسالة مشهودة ويتوقون للوصول إليه أكثر من اي وقت مضى، ومشروع الدولة بالضرورة لن يقبل مجددا يحيى او محمد او علي، حكاماً لليمن الذين اثبتوا انهم لا يملكون مشروعا وطنيا جامعا بقدر امتلاكهم للسلاح وكل شروط القتل والافقار والمرض. والبديل عنهم لن يكون إلا من أصحاب الفكر والرصيد الوطني الذين يستحقون الآن تولي زمام الدولة بدلا عن هادمي عرى الدولة.
لن نستبدل الزبيري بيحيى، ولا الإرياني بأبوجبريل، ولن نقبل بتبديل الجار بالعدو ومن اجل ذلك حملنا سلاحنا “مكرها اخاك لا بطل” لندافع عن قضيتنا ودولتنا وعروبتنا ،ومن أجل هذه الغاية، نملك الاستعداد لتسليم ذلك السلاح للجيش الوطني الذي ولاءه التام للوطن دون سواه. فهل تفعلون ذلك ؟!!
فيا انقلابيون : هل لديكم القدرة على الغاء مشروعنا الشرعي الذي يستند على إرادة الشعب اليمني قاطبة الذي ضاق بكم ذرعا ومن خلفه أشقائه العرب والمسلمين الذين يدركون خطركم ومآربكم وقبحكم.
هل آن الأوان لتدركوا حجم الورطة التي حاصرتم انفسكم داخلها ؟!
أنتم مبرأون من الفهم والإدراك.