إجتمعوا حيث شئتم فإن خراجكم عائد إلي، هذا هو لسان حال كل مواطن يمني بعد ان شاهد ذلك الاجتماع المهيب لمجلس النواب في سيئون، وما كانت له من دلالات كبيرة بحجم مكانته، كممثل لكافة اليمنيين من مختلف انحاء الوطن، بكل احزابهم واتجاهاتهم واطيافهم، وما كان لذلك من وهج جديد تتقزم امامه كل المؤامرات والتحديات.
لقد اوضح ذلك المشهد، مدى اتساع الوطن، وعمق الوحدة والاصطفاف الوطني لمواجهة الانقلاب الذي يستشري كوباء خبيث ليهلك الحرث والنسل، ويمتص دماء اليمنيين بما فيهم اولئك الذين يستخدمهم في جهازه الاداري والامني دون ان يطعمهم من جوع او يؤمنهم من خوف، غير عابئا بما يترتب علي ذلك من فتح ابواب الفساد والإفساد بكل صوره واشكاله.
بالمقابل لقد تزامن ذلك المشهد مع ما سميت بالانتخابات التكميلية في المناطق الغير محررة، والتي برغم اهتماهم الاعلامي بها وحرصهم علي تضخيم اقبال الناخبين، الا انه لم تظهر سوي اللجان القابعة امام الصناديق، والتي كان عدده اعضائها اكثر من الناخبين، الامر الذي كان بمثابة استفتاء شعبي يؤكد أنه لم يعد هناك من يتقبل مثل هذه المهازل والسخافات وبأن السيل قد بلغ الزبي.
لمجلس النواب الذي طال غيابه دور لا يستهان به كهيئة برلمانية تربطها ببرلمانات العالم علاقات رسمية، بالإضافة الى نفوذ كل نائب بصفة مستقلة داخليا وخارجيا، وبهذا تتكامل سلطات الدولة لأنهاء هذا الانقلاب بكل مآسيه، ومنها أسره لأولئك القابعين تحت سيطرته لا هو اطعمهم من الاغاثة ولا هو تركهم يبحثوا لهم عن عمل، فمن افلت منه الى المناطق المحررة ادخل في قائمة ” المرتزقة ” غير مدرك انه لولا تحويلاتهم لكانت الكارثة.
من ناحية اخرى وبالنظر الي ما احيط به ذلك الاجتماع من رعاية وتأييد اقليمي واممي فلقد تعزز اليقين بقرب هزيمة الانقلاب، والذي لم تعد هزيمته مجرد خيار سياسي أو ترف، وانما ضرورة للدفاع عن الوطن بمفهومه الواسع والشامل بما يتضمنه ذلك من أمن وكرامة واستقرار، واقامة علاقات طيبة مع الجيران ودفاعا عن الهوية. كما انها أصبحت ضرورة إنسانية وأمنية للمجتمع الاقليمي والاممي بشكل عام لمكافحة التطرف والقرصنة والارهاب.