كشف مصدر في صنعاء أن قرارات تعيين المحافظين التي تصدر باسم الحوثي أو بعض الوزراء والمسؤولين، يتم الرفع بها من خلال لجنة خاصة يترأسها عبدالكريم الحوثي في الوقت الحالي،
واشار إلى وجود ثمانية أشخاص آخرين ضمن لجنة تقوم بعملية الاختيار وجميعهم من أكبر تجار مهربي الأسلحة والمخدرات وقطاع الطرق ولصوص الأراضي.
وقال المصدر وفق جريدة الوطن السعوديه، إن هذه اللجنة شكلت في منتصف العام 2016 وكان يرأسها تاجر الأسلحة فارس مناع، ولكن في الفترة الأخيرة ترأسها عبدالكريم الحوثي، فيما لم تتضح أسباب غياب فارس مناع منذ أشهر، مبينا أن هناك معلومات تؤكد سفره للخارج للعلاج ومعلومات أخرى تشدد على مقتله خلال غارة جوية للتحالف.
سجل إجرامي
بين المصدر أن هذه اللجنة تقوم باختيار من ترى فيه الاستعداد من وجهة نظرهم لخدمة المشروع الحوثي، وتتوفر فيه بعض الصفات من بينها «الخبرة الطويلة في مجال التهريب سواء للأسلحة أو المخدرات أو غيرها من الممنوعات، ومعرفة الطرق والممرات، كذلك علاقاته مع المهربين في الداخل والخارج، وارتباطه بشبكة كبيرة تمتلك المهارات في التهريب».
وأضاف المصدر أنه يتم الاختيار للتعيين من خلال ما يسمى الإنجاز الذي حققه الشخص الذي سيتم تعيينه إما محافظا أو وزيرا أو مسؤولا بمنصب قيادي كبير، حيث يكون القياس من خلال كمية المهربات التي تمكن من تهريبها خلال فترات معينة سواء كانت أسلحة أو مخدرات أو غيرها.
وأشار المصدر إلى أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص أقارب لقيادات حوثية تم تعيينهم في مواقع وظيفية غير قيادية، إلا أن مهمة اختيار تعيين محافظ أو وزير أو مسؤول بقطاع حساس يخضع لتلك المعايير، بهدف تشكيل قيادات إجرامية لديها خبرات لما تتطلبه المرحلة من تهريب أسلحة ومخدرات وسرقات أراضي وعقارات وغيرها.
وقال المصدر، إن الحوثيين يجنون في مقابل ذلك، أموالا طائلة يقومون بتوزيعها فيما بينهم، ولذا فإنه بالعودة لسجل كل القيادات الحوثية الحالية بدءا من عبدالملك الحوثي الذي كان قبل العام 2002 يعمل زعيما لعصابة تهريب مخدرات في صعدة مكونة من ثماني مجموعات، وكذلك محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الحالي كان بائع قات في الظاهر أمام الناس بأحد أسواق صعدة بينما عمله مرتبط بعبدالملك الحوثي، وكان يقوم بعمليات توزيع المخدرات على باقي الموزعين في صعدة، فيما عرف أبو علي الحاكم حينها بمهمة السرقات وحكم عليه بالسجن مرارا، ومارس عمليات نهب كبيرة في صعدة وغيرها من المحافظات وكان يقود عصابة مختصة في السرقات من مواقع معينة وبيعها في مواقع أخرى من اليمن، وشملت الأسطوانات والساعات، فيما فارس مناع المعروف في تجارة وبيع الأسلحة وتهريبها، وهو ما ينسحب على القيادات الحوثية الأخرى.
لجنة مستقلة
أوضح المصدر أن اللجنة مسؤولة عن اختيار وتعيين القيادات الحوثية لجنة مستقلة تعمل تحت غطاء ما يسمى بمجلس الشورى، لكن عملها الأساسي الترتيب والتحري والبحث عن أبرز الشخصيات الإجرامية في مجال تهريب الأسلحة والمخدرات على مستوى الجمهورية، وتضم أسماء معروفة بإجرامها ومنها فارس الحباري وعبدالرب صالح جرفان وحسين العزي،
وأكد المصدر أن هذه اللجنة تقوم بالترشيح للأسماء ويتم استعراضها من جانب جهة عليا، يشغل محمد علي الحوثي عضويتها، ومن ثم يتم الاختيار في الأخير من جانب عبدالملك الحوثي دون العودة لما يسمى المجلس السياسي. وبين المصدر أن تعيين عبده الجندي في وقت سابق محافظا لمحافظة تعز لم يكن بقناعة أو ثقة فيه، بل كان من باب الشراكة بين المؤتمر الشعبي العام والحوثيين،
مبينا أنه سيتم قريبا الإعلان عن محافظ جديد لتعز. وقال المصدر: «لهذه الأسباب تجد أغلب المجرمين الحوثيين يتنافسون في تسجيل أعلى درجات الإجرام بالتهريب للأسلحة والمخدرات من أجل ضمان تعيينهم بمناصب عليا، وعلى هذا القياس يعمل الحوثيون لتدمير اليمن ونشر الإرهاب والمنافسة في بطولات إجرامية».