اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم بالأوضاع في اليمين والخروقات التي يقوم بها الحوثيون يوما بعد يوم في الوقت الذي تذهب المساعدات الإماراتية والسعودية لتغيث الشعب اليمني وتخفف عنه معاناته ..إضافة إلى الأحداث الجارية في السودان والغموض الذي يلف المشهد على الساحة السودانية.
فتحت عنوان “من يهتم بشعب اليمن؟” قالت صحيفة البيان إن تصاعد الأزمة اليمنية بعد اتفاق استوكهولم أثبت أن ميليشيا الحوثي الإيرانية الانقلابية لا تعير أي اهتمام لمأساة ومعاناة الشعب اليمني، وأنها مصرة على إفشال اتفاق استوكهولم، وليس أدل على ذلك من العقبات التي تضعها أمام المبعوثين الأمميين حيال تنفيذ بنود الاتفاق، الأمر الذي يطيل من عمر المعاناة والكارثة الإنسانية في اليمن، ويعيد الأوضاع إلى مربع البداية، في محاولة من الميليشيا الانقلابية للاستفادة من عامل الوقت لإعادة ترتيب أوراقها العسكرية، وهذا ما يحدث في محافظة الحديدة منذ توقيع اتفاق السويد من استقدام المزيد من الحشود العسكرية وحفر الخنادق وزراعة الألغام، كما يواصل الحوثي عمليات تجنيد الأطفال اليمنيين والزج بهم في الحرب.
وأضافت أنه في الوقت الذي تستمر فيه خروقات ميليشيا الحوثي للاتفاق وإعاقتها المبعوثين الأمميين، تذهب قوافل المساعدات الإماراتية عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر، لتنقل عشرات الأطنان من المساعدات لإغاثة 14 ألف يمني في الساحل الغربي.
وأوضحت الصحيفة أن دولة الإمارات تحرص على مواصلة تقديم المساعدات للشعب اليمني للتخفيف من معاناته وتحسين ظروفه المعيشية، وقد بلغ حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها كل من الإمارات والسعودية لليمن منذ عام 2015 حتى الآن نحو 18 مليار دولار، ويستعد البلدان لتقديم مساعدات بقيمة 200 مليون دولار للشعب اليمني خلال شهر رمضان المقبل.
واختتمت الصحيفة بالقول إن التحالف العربي ذهب لليمن ليعيد الشرعية، ويعيد اليمن للحضن العربي، بينما ميليشيا الحوثي تبحث عن مصالحها الخاصة، وتنفذ توجيهات إيران وأجندتها في المنطقة.
من جانبها وتحت عنوان “مشهد ضبابي” قالت صحيفة الاتحاد إنه أياً يكن خيار السودانيين وشكل المرحلة المقبلة ما بعد حكم عمر البشير، فالمهم تغليب الحوار على العنف، والحل السياسي طريق لأي تسوية مقبلة.
وأضافت أن المشهد ضبابي بعد خروج وزير الدفاع عوض بن عوف معلناً «اقتلاع» النظام، وتعطيل الدستور، وفرض «الطوارئ»، وإغلاق الأجواء والمعابر، وحل الرئاسة ومجلس الوزراء، والمجلس الوطني ومجالس الولايات، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة الحكم مدة عامين، يتم في نهايتها إجراء انتخابات، مشيرة إلى أن الشارع كان أسرع من البيان في رفض ما جاء فيه، والدعوة لمواصلة الاحتجاجات على قاعدة أن ما حدث يشكل استنساخاً للنظام، وأنه لا بد من تسليم السلطة إلى حكومة مدنية، وهذا يعني أن الميادين تبقى مفتوحة أمام المجهول.
وذكرت الصحيفة أن القرار للشعب السوداني في تحديد رؤيته للمستقبل، لكن وفي البحث عن أي خيارات لابد من رفع شعار السلم الوطني أولاً حتى لا يسمح لأي متسللين بإحداث فوضى تهدد الأمن الداخلي، وتطيح بأي آمال وطموحات في الاستقرار والرخاء والتنمية، مؤكدة أنه لا بد لأي تغيير أن يكون سلمياً حتى تنتهي المرحلة الانتقالية إلى إنجاح طموحات من أراد التغيير.
من ناحيتها قالت صحيفة الخليج تحت عنوان “بين التغيير والفوضى” إن الأحداث التي شهدتها، وتشهدها كل من الجزائر والسودان منذ أشهر، رسائل من الشعوب تتطلب قراءتها وفهمها بطريقة صحيحة، فمطالب الناس في التغيير ظلت تتفاعل منذ بدء الاحتجاجات التي شهدتها دول عربية عدة قبل ثماني سنوات ونيف، انتهت في بعضها إلى خراب ودمار وحروب شاملة لا تزال تفعل فعلها حتى اليوم.
واضافت أن التغيير الذي حدث في الجزائر قبل أيام انعكس بشكل أو بآخر على السودان، وفي حين اتضحت ملامح الصورة في الأولى، بدا الوضع في السودان غامضاً في بداية الأمر، قبل أن يتضح لاحقاً بالبيان الصادر عن القوات المسلحة التي أعلنت عزل البشير، والتحفظ عليه في مكان آمن، وإعلان فترة انتقالية مدتها عامان، وحالة طوارئ لثلاثة أشهر، وتعطيل الدستور، وكافة مؤسسات الدولة، بما فيها رئاسة البلاد، والوزراء، وحكام الولايات، غير أن مستقبل البلد لا يزال تلفه الكثير من التساؤلات، خاصة مع رفض قوى سياسية للبيان وماجاء فيه، واستمرارها في حشد الشارع والاعتصامات.
وذكرت الصحيفة أن التغيير أحيانا يكون ضروريا، والتطورات التي شهدتها دول عربية سابقة، تتطلب مقاربة مختلفة، حتى تتمكن هذه البلدان من تجاوز المطبّات العديدة التي وُضعت أمامها بسبب طريقة أداء الأنظمة، وبالتالي فإن الانتهاء من هذه الأوضاع يحتم على القيادات البحث عما يساعد هذه البلدان على الخروج من نفق الأزمات، والوصول بها إلى بر الأمان.
وأكدت أنه مع ذلك، فإن على المجتمعات الحية التفريق بين الرغبة في التغيير، والفوضى التي دخلت أو أدخلت فيها بعض البلدان العربية، فبين هاتين القضيتين حصلت فجوة عميقة، انتهت إلى استغلال بعض القوى التقليدية اندفاع الشارع ورغبته الجامحة في التغيير نحو الأفضل، وركبت موجة المطالب التي رفعها الناس، وحرفتها عن مسارها.
وأشارت الصحيفة إلى أن المجتمعات العربية افتقرت إلى حراك مدني سلمي وحقيقي، فقد كان الكبت الذي كرسته بعض الأنظمة طوال حكمها، سبباً في عدم قدرة الشعوب على طرد القوى الطارئة التي استغلت الاحتجاجات، ووظفتها لمصلحتها، فمعظم المجتمعات التي شهدت الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية، لم تكن تمتلك رؤية كاملة للوضع الذي تعيشه، كما أن القوى التي ركبت موجة الاحتجاجات لم تكن لديها برامج سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة، بل برنامج وحيد، وربما أوحد، يتمثل في الوصول إلى السلطة وإحلال نفسها بديلاً عن الأنظمة التي بدأت بالتساقط واحداً تلو الآخر.
ولفتت إلى أنه من هنا فشلت الشعوب في تحقيق تطلعاتها بإحداث التغيير الذي كانت تحتاج إليه، فالبلدان التي كانت تعيش بؤساً اقتصادياً وأزمات سياسية مستمرة، كانت تتطلع لمستقبل أفضل، فيما البلدان التي كانت تعيش وضعاً اقتصادياً مريحاً، كانت تنشد الحرية التي حرمت منها طوال سنوات.
واختتمت الصحيفة بالقول ..لذلك ما إن بدأت شعبية السلطات في بعض البلدان بالتراجع لأسباب عدة، تشجع الشارع للخروج للمطالبة بتحسين أوضاعه، وبقدر ما تجنبت بعض البلدان خضّات العنف، وقع فيها البعض الآخر، ولا يزال يدفع ثمنها حتى اليوم.