قامت الأكاديمية الصينية للعلوم بإصدار أول صورة لثقب أسود، في شنغهاي، بعدما تم التقاط بيانات الثقب الأسود بواسطة تلسكوب يطلق عليه اسم “Event Horizon Telescope”، وهو برنامج تعاون دولي أنشأه أكثر من 200 باحث حول العالم.
وبدأ تشغيل البرنامج لأول مرة في أبريل2017، حيث جمع بيانات عن الثقوب السوداء مع ثمانية مناظير أخرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك واحدة في القطب الجنوبي ووفقًا للعلماء، فإن المنظار جمع بيانات صور لثقبين أسودين كبيرين للغاية، الأول في مجرة درب التبانة والثاني في مجرة فيرجو.
وتم الكشف عن الصورة في مؤتمرات صحفية في وقت واح في شنغهاي وتايبي وطوكيو وواشنطن وبروكسل وسانتياجو، من قِبل الأكاديمية الصينية للعلوم ومنظار هوريزنت إيفنت في شنغهاي.
وتمنح الصورة أول لمحة مباشرة عن حلقة تراكم الثقب الأسود، وهو عبارة عن حلقة من الغاز والغبار دائري الشكل، والتي يُفترض أنها تستمر بابتلاع أي شيء من النجوم والكواكب إلى الغازات والغبار وكل أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي بما في ذلك الضوء.
والتقطت التلسكوبات هذه الإشعاعات المنبعثة من الجسيمات الموجودة داخل هذا الدائري، والتي تبلغ درجة حرارتها مليارات الدرجات المئوية أثناء دورانها حول الثقب
الأسود بسرعة مقاربة لسرعة الضوء، قبل أن تختفي هذه الأجسام داخل الثقب.وأتاحت نظرية النسبية للعالم الألماني الشهير، ألبرت آينشتاين، تنبؤ وجود الثقوب السوداء، رغم أنه شكك بوجودها.
ومنذ ذلك الحين، جمع الفلكيون أدلة دامغة حول وجودها، والتي شملت أيضا الكشف الأخير عن موجات الجاذبية التي نتجت عن اصطدام ثقبين سوداويين ببعضهما البعض، والتي تتموج أصدائها عبر الكون الشاسع.
لكن الثقوب السوداء صغيرة للغاية ومظلمة وبعيدة جداً عن كوكب الأرض، لذا فإن رصدها مباشرة يتطلب تلسكوبًا بدقة تعادل القدرة على رؤية قطعة من الخبز على القمر، وكان يُعتقد في السابق أنه تحد لا يمكن التغلب عليه، لكن مشروع “إيفنت هورايزون تليسكوب” تمكنت من امتلاك القدرة اللازمة لتنفيذ هذه المهمة، عبر استخدام ثمانية من أهم المراصد الراديوية المنتشرة في أنحاء العالم.