كشف مصدر خاص في صنعاء، أن عضو ما يعرف بالمجلس السياسي، محمد علي الحوثي، يعكف منذ تعيينه في هذا المنصب مع لجنة مصغرة تتكون من قيادات سابقة في اللجنة الثورية الحوثية التي كان يرأسها، برفقة خبراء إيرانيين وحزب الله، على إعلان حكومة انقلاب جديدة.
وقال المصدر وفق جريدة «الوطن» السعوديه ، «إنه بعد قرار ضم محمد الحوثي للمجلس تمهيدا لتعيينه رئيسا له، يجري حاليا التنظيم لهذه العملية، وسيتوافق إعلان الحكومة الجديدة خلال فترة متقاربة جدا مع تعيينه رئيسا للمجلس السياسي بعد الإطاحة بمهدي المشاط واستبعاد كافة وزراء الحكومة الحالية المنتمين إلى حزب المؤتمر الشعبي، الذين تم تعيينهم في وقت سابق بالمناصفة قبل مقتل الرئيس السابق صالح».
الوزراء المستبعدون
لفت المصدر إلى أن من بين الوزراء المستبعدين في الحكومة الجديدة: فائقة السيد، ومحمد ناصر العاطفي، وهشام شرف، وأسماء أخرى، مع الإبقاء على عدد قليل من الوزراء الذين ينتمون إلى الحوثيين ضمن الحكومة الحالية، مؤكدا أن أول ضحايا القرار الجديد هو رئيس حكومة الانقلاب الحالي، عبدالعزيز بن حبتور، وأن الاسم البديل جاهز وسيتم الإعلان عنه قريبا مع بقية الأعضاء الجدد.
أشار المصدر إلى أن عملية استبدال بعض الوزراء استهدفت الوجوه المختفية منذ وقت طويل دون أسباب واضحة، بينما البعض منهم قتل في مواقع مختلفة، ولم يعلن الحوثيون عن مقتلهم حتى الآن. وأبان أن رشيد فارس مناع، نجل تاجر الأسلحة المعروف فارس مناع، سيكون ضمن التشكيل الجديد، مما يعطي مؤشرا قويا أن والده قتل في الفترة الماضية ولم يكشف عنه. وأضاف أن عملية الإعلان عن حكومة الانقلاب الجديدة ستكون عن طريق محمد الحوثي شخصيا، وأن أغلب الأسماء الجديدة غير معروفة من قبل، لكنهم مقربون من عبدالملك ومحمد وأبو علي الحاكم، ومن سكان صعدة تحديدا، ويفتقرون للكفاءة العلمية والمهنية، مع تهميش كلي لباقي أحزاب ومكونات ومناطق اليمن، لافتا إلى وجود اسمين جديدين ضمن القوائم أحدهما محكوم بالإعدام في جرائم قتل وسرقات في عهد صالح.
أطراف جديدة
شدد المصدر على أن خدعة اختيار المؤتمريين عام 2016 كانت لإظهار الحوثيين أنهم يشاركون الجميع في السلطة، مشيرا إلى أن عملية استبعاد المؤتمريين من الحكومة المقبلة سيقابلها إدراج شخصيات من حزب «الإصلاح» كنوع من الغزل السياسي والأجندة التي يخططون فيها لمحاولة كسب طرف سياسي جديد، ومن ثم الانقلاب على الجميع.
بين المصدر أن هذه التعيينات تعتمد في المقام الأول على الولاء للحوثي، والعلاقات مع القيادات الكبيرة، والخبرات السابقة في تهريب الأسلحة وبيع المخدرات. وقال، إن «محمد اجتمع بقيادات وخبراء إيرانيين خلال الأيام الماضية، مما يؤكد أن إيران تلعب دورا واضحا وكبيرا في تشكيل الحكومة الانقلابية المقبلة، وسيتم فرض أسماء معينة من جانب الإيرانيين للتشكيل الجديد». وأشار إلى أن ابن حبتور وبعضا من قيادات المؤتمر حاولوا خلال الفترة القريبة الماضية الهروب من صنعاء، بعد شعورهم بفقدان أي تأثير لهم، وأن وجودهم خلال فترة سابقة كان ترضية وخداعا للمؤتمر الشعبي العام.
تصفية المعارضين
أكد المصدر أن الحوثيين لديهم أسماء معينة يهمها التواجد في اليمن خشية الهروب لامتلاكهم بعض الأسرار، رغم أن المعلومات العسكرية والأمنية المهمة والحساسة لا يعلم عنها الوزراء شيئا، وهذا الأمر يبقى في دائرة مغلقة محدودة مثل عبدالملك ومحمد والحاكم وخبراء إيرانيين وحزب الله فقط. وأردف في حال وجد الحوثيون خطورة من هروب بعض الوزراء، فإنه سيتم تصفيتهم بالطريقة التي يرونها، مؤكدا أن مجلس الوزراء بقيادة ابن حبتور لم يعقد أي جلسة وقوبلت طلباته بالرفض خاصة من الوزراء الذين يتبعون الحوثيين ويرون أحقيتهم برئاسة المجلس من عناصر المؤتمر.