قال وزير حقوق الإنسان اليمنى، عز الدين الأصبحى، إن مصر تدعم حقوق الإنسان فى اليمن بشكل كبير خاصة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وإن وزارته تواجه صعوبة كبيرة فى العمل على أرض الواقع بسبب الأوضاع التى تعانيها بلاده.
وأضاف الأصبحى فى حوار لـ«المصرى اليوم» أنه رغم الحرب التى فرضت عليهم من قبل الحوثيين والرئيس السابق على عبد الله صالح إلا أن الحل السياسى هو الأمثل للقضاء على الحرب الدائرة فى اليمن التى شكلت انتهاكا لحقوق آلاف اليمنيين وخلفت الكثير من الضحايا ودمرت الكثير من المدن والبنى التحتية اليمنية.. وإلى نص الحوار:
■ كيف تقومون بدوركم فى ظل الأوضاع الصعبة فى اليمن حاليًا؟
– الحكومة بشكل عام ووزارة حقوق الإنسان بشكل خاص تعانى من تحد حقيقى فى العمل على الأرض، فنحن نواجه تحديا أمنيا وتحديا فى الإمكانيات، وكذلك حجم الانتهاكات المتزايدة بشكل يومى ومستمر، ومع ذلك نحن مؤمنون بقضية نعمل عليها بأى طريقة سواء فى الجانب الحكومى أو غير الحكومى، لدينا تعاون جيد مع المجتمع المدنى ومع الإعلام، وبالتالى حتى فى التوثيق للانتهاكات نعتمد على القوة المجتمعية التى تساعدنا كثيرا ونحن نؤمن جدا بتكامل الأدوار فى هذا العمل وحقوق الإنسان قضية أكثر منها وظيفة.
■ هل هناك أى توثيق لانتهاكات الحوثيين بحق المواطنين؟
– نعم رغم صعوبة الأوضاع إلا أننا قمنا بعمل توثيق قدر المستطاع رصدنا فيه مخالفات وانتهاكات الحوثيين بحق المواطنين اليمنيين، ورصدنا 34 نوعًا من الانتهاكات الحقوقية التى ارتكبتها الميليشيات المتمردة، منها القتل الممنهج والتهجير وتدمير البيوت والمساجد والخطف والاختفاء القسرى، حتى وصل عدد القتلى إلى أكثر من ألف شخص منهم 373 طفلًا خلال 6 أشهر الأولى من العام الحالى. فكما تشير الأرقام والإحصاءات الموثقة لدينا إلى أن إجمالى انتهاكات ميليشيا الحوثى وصالح بحق المدنيين والممتلكات العامة والخاصة بلغت 72355 انتهاكًا، تنوعت بين القتل والإصابة والاختطاف والاعتقال التعسفى والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. وبلغ عدد القتلى المدنيين الذين يتهم أهاليهم ميليشيا الحوثى وصالح بارتكابها 1146، منهم 373 طفلا خلال 6 أشهر الماضية، فيما كان الرقم الأكبر للقتلى من محافظة تعز اليمنية، تليها صنعاء ثم الجوف.
أما عدد الجرحى، فحسب ما أعلنت عنه الحكومة بلغ 4044 جريحًا، أكثر من نصفهم من مدينة تعز اليمنية، ومن بين الانتهاكات أيضًا رصدنا 4810 حالات تجنيد للأطفال القصر، فيما وصلت حالات النزوح الجماعى إلى 52403، ووصلت نسبة النساء والأطفال بين القتلى فى اليمن إلى 42 بالمائة، إضافة أن الميليشيات الانقلابية أنشأت ثمانية سجون سرية لاحتجاز المختطفين.
■ هل هناك مدن عرضة لاستهداف الحوثيين أكثر من غيرها؟
– معظم مدن اليمن شهدت انتهاكات من الحوثيين وميليشيات صالح، منها العاصمة صنعاء وتعز والحديدة وعدن وصعدة والجوف لكن المتمردين يستهدفون بشكل ممنهج المناطق السكنية فى مدينة تعز، ما يمثل جريمة فى حق المدنيين فى هذه المنطقة.
■ ماذا عن دور المنظمات الدولية فى اليمن؟
– نعول بصورة رئيسية على دور فاعل لهذه المنظمات لكننا لا نجدها تعمل وفقًا لاتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الأول والثانى الذى يلزم هذه المنظمات أن تتواجد فى مناطق النزاع كى تحمى المدنيين وتقدم لهم الإغاثة المطلوبة وفق الشرائع الإنسانية، ومعظم مكاتب الأمم المتحدة تتواجد فى صنعاء، وليس لدينا مانع فى أن تتواجد فى صنعاء لكن لا تعطى حق التحرك الكلى فى محافظات الجمهورية.
■ ما هى أبرز القضايا التى سيتناولها الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
– الاجتماع الأول وهو من اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة وهو معنى بالعملية السياسية ومسار تعزيز السلام ومناقشة الأفكار التى تساعد على تعزيز الاستقرار فى اليمن، والعمل على تنفيذ القرارات التى صدرت من مجلس الأمن بهذا الشأن والاجتماع الثانى هو اجتماع مجلس حقوق الإنسان فى جنيف وسنعرض فيه تقريرا خاصا عن حقوق الإنسان فى اليمن ويتضمن الانتهاكات التى تمت بحق المواطنين من قبل ميليشيات الحوثيين وصالح، خاصة الانتهاكات الخاصة بالاختفاء القسرى والاعتقالات العشوائية بحق المدنيين والصحفيين والسياسيين وتجنيد الأطفال والزج بهم فى النزاع المسلح ونزعهم من أسرهم.
■ ما تفسيرك لعدم إدانة الأمم المتحدة للحوثيين وصالح رغم ما يرتكبونه من جرائم بحق اليمنيين؟
– هناك عجز دولى فى تنفيذ القرارات التى تتعلق بالأزمات العربية والمجموعات الانقلابية تختبئ داخل اليمن ولا تستطيع مغادرته، فصالح يعيش فى نفق تحت الأرض، والحوثى فى كهوف الجبال ونحن لا نريد قرارات جديدة بل نريد تنفيذ ما صدر بحقهما من قرارات ومثولهما أمام العدالة الدولية وتنفيذ القرارات الواضحة فى هذا الشأن.
■ من وجهة نظرك ما هى الحلول العاجلة للأزمة اليمينة وانتهاء الصراع الدائر فيها؟
– لا يمكن الوصول إلى حل سياسى دون الاعتراف بالتنوع الذى تشهده الساحة اليمنية حاليا، رغم أن المشاورات لم توقف جرائم الانقلابيين إلا أننا لا نرى لها بديلا.
■ كيف تقيم مجهودات المبعوث الأممى إسماعيل ولد الشيخ؟
– المبعوث الأممى وضع أفكارا تصلح لأن تكون بداية خريطة طريق للحل السياسى، ومن جانبى أرى أن هذا الحل هو الطريق الأمثل لإنهاء الحرب التى فرضت علينا من قبل صالح والحوثيين، وهو الحل الأمثل للقضاء على الحرب الدائرة والتى شكلت انتهاكا لحقوق آلاف اليمنيين وخلفت الكثير من الضحايا ودمرت الكثير من المدن والبنى التحتية اليمنية.
■ هل هناك أى تنسيق مع الجانب المصرى فى مجال حقوق الإنسان؟
– مصر بالنسبة لنا داعم فى كافة المجالات وإذا تكلمنا عن حقوق الإنسان نتكلم أيضا عن الحقوق السياسية والاجتماعية، ومصر منذ البداية من أكثر الدول التى قدمت لليمن الخدمات الصحية والتعليمية وهذه صلب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وفى مجال التنمية وتقديم التسهيلات العلمية مصر هى الرافد الحقيقى لليمن فى هذا المجال منذ 6 عقود، ومصر هى المحطة الجوية الأولى للخطوط اليمنية طوال 70 عاما ولا تزال هى محطتنا الرئيسية بعد صنعاء وعدن مباشرة، وأعتقد أنه لولا تعاون مصر لكنا شعرنا باختناق حقيقى، إضافة إلى أن مصر دولة فاعلة فى التحالف العربى وتدعم الشرعية وتعد القاهرة العاصمة الثانية لليمنيين.
■ ماذا عن المجتمع المدنى هل يقدم أى خدمات أو مساعدات للجانب اليمنى؟
– علاقتنا ممتازة بالمجتمع المدنى فى مصر وأيضا فى مجلس حقوق الإنسان بجنيف سواء العام الماضى أو الحالى، هناك تنسيق مع القاهرة وكل الاجتماعات كانت تتم إما بدعم مصر أو تعقد هنا.
■ ما هى الإجراءات التى تنوون اتخاذها مع العراق بعد استضافتها وفدا من الحوثيين الأيام الماضية؟
– رغم عدم استقبال الحوثيين بصورة رسمية فى العراق إلا أننا أرسلنا رسالة رسمية تطلب من العراق توضيح موقفه، وأيضا الخارجية اليمنية تبحث من خلال دبلوماسييها هذا الأمر، ونحن حريصون على التوافق العربى، وأيضًا نتدارك الوضع الصعب الذى تعيشه السلطة فى العراق وتعدد الرؤى والاتجاهات، ويجب علينا ألا نضخم الأمر كثيرا كما يريد الحوثيون والانقلابيون فهم يريدون أن يصدروا أنهم توصلوا إلى علاقات سياسية مع دول الجوار الإقليمى، وهذا غير صحيح، فالتعاطف الطائفى هو الذى حرك الموضوع أكثر من أى شىء آخر وحتى الآن لايزال هناك تماسك فى الموقف الإقليمى والدولى تجاه القضية اليمنية لصالح الشرعية، والقرارات الدولية فى هذا الأمر واضحة وهى ضد ما حدث من انقلاب أو شرعنته، والقضية اليمنية تحظى بالدعم الدولى والإقليمى ومن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى ومواقفهم متماسكة وتدعم المسار اليمنى وقرارات الشرعية الدولية.
■ ماذا عن دور الجامعة العربية مما يحدث بصفة أن كلا من اليمن والعراق عضو فيها؟
– الجامعة العربية موقفها إيجابى ومتميز والقضية اليمنية فى صدارة اهتمام الجامعة، وقد يتم مناقشة الأمر فى الاجتماع القادم بالجامعة، لكن فى المجمل مازالت الحكومة اليمنية عبر الأطر الدبلوماسية تتابع هذا الموضوع، وأتوجه بالشكر للجامعة العربية التى قامت من خلال اللجنة العربية لحقوق الإنسان بإرسال بعثة تقصى الحقائق إلى اليمن، وكانت البعثة الوحيدة على الصعيد الدولى التى وصلت إلى عدن بعد تحريرها مباشرة وأعدت تقريرا كبيرا عن الأوضاع هناك، وتم تقديمه إلى لجنة حقوق الإنسان بالجامعة العربية.
■ كيف تقيم قرار الجامعة الخاص باليمن؟
– القرار العربى بتأييد الشرعية والرئيس اليمنى الحالى قرار يحظى بإجماع دولى، وليس لدينا أى تحفظات عليه، إضافة إلى أنه قرار هام جدا بالنسبة لمستقبل اليمن واستقراره.
نقلا عن جريده المصري اليوم المصريه
حوار سوزان عطيه