الأحد الماضي انعقدت القمة العربية الـ 30 في عاصمة الجمهورية التونسية وخرج إعلانها بإجماع عربي أكد على ضرورة دعم ومساندة الشرعية في اليمن ودعم الجهود الإقليمية والدولية من أجل إعادة الشرعية وانهاء الانقلاب وإحلال السلام وانهاء معاناة اليمنيين، والزام المليشيا الحوثية بتنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها، ومواصلة المشاورات من أجل التوصل الى السلام وفقا للمرجعيات الأساسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي وفي مقدمتها القرار رقم 2216.
أدرك القادة العرب المجتمعون في قمتهم العربية، ان استمرار التدخل الإيراني في شؤون البلدان العربية له مخاطر كارثية على الأمة كلها، ولعل ما يحدث في اليمن والعراق وسوريا ولبنان أمور لا يحتمل السكوت عنها كثيراً، سيما وأنها، بفعل المدى الزمني لتدخلها قد تمكنت من تكوين مليشياتها العابثة بأمن واستقرار شعوب المنطقة وانتهاك سيادتها بهدف تمرير لعبتها القذرة وأدوارها الخبيثة.
إن حجم المعاناة الإنسانية التي تمر بها اليمن بسبب الحرب التي فرضتها المليشيا الحوثية الإرهابية على اليمنيين وبدعم مباشر وصريح من ايران، كانت حاضرة في كلمات القادة العرب، هذا الإدراك الدقيق لدى القادة بحقيقة الوضع المتدهور في اليمن بأوجهه الاقتصادية الاجتماعية والأمنية وبعدها الإنساني والذي ضاعف من معاناة السكان في كل الجغرافيا اليمنية، هو ما جعل من القادة العرب يستشعرون مسؤوليتهم تجاه اشقائهم اليمنيين والوقوف الى جانب الشرعية ممثلة بفخامة المشير الركن/ عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية.
لقد كان لكلمة الرئيس هادي في القمة العربية أهمية بالغة وتأثير أكبر، وهو يذكر اخوانه القادة العرب في القمة بخطورة المشروع الإيراني في المنطقة حيث قال: ” لقد تبجحت ايران ذات يوم بغرور وكبرياء وعنصرية بأن العاصمة العربية – صنعاء -قد سقطت في يدها وصارت تحت سيطرتها”.
وأشار فخامته الى الآثار والنتائج الكارثية التي حلت باليمن أرضا وانسانا بسبب انقلاب المليشيا الحوثية على الشرعية ، وان المشروع الايراني لا يستهدف اليمن بمفردها بل المنطقة العربية كلها , وهذا ما يتوجب على قادة الأمة جميعا توحيد الصف والعمل على مواجهة المشاريع التخريبية والتدميرية وافشال المؤامرات والمخططات الخبيثة التي تستهدف الأمة العربية.
إن ايران تستميت اليوم في سبيل تنفيذ أجندتها للوصول الى غاياتها من خلال استخدام أدواتها وعملائها (كالمليشيا الحوثية الإرهابية وحزب الله اللبناني) اللذين تجندهم لمهام متعددة ولتنفيذ أجندتها الطائفية، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في البلدان العربية، وإثارة الفوضى وخلق الصراعات والحروب وتفتيت شعوب الأمة العربية لتتمكن بعد ذلك من تحقيق مآربها وأطماعها التوسعية في المنطقة.
لقد جندت ايران كل إمكانياتها في دعم المليشيا الحوثية لتحقيق أهدافها في اليمن والمنطقة ودعمتها بمختلف أنواع الأسلحة ومنها الصواريخ الباليستية والحرارية والطائرات المسيرة و الألغام والمتفجرات بأنواعها واحجامها المختلفة التي تستخدمها المليشيا الحوثية على الضد من القانون الدولي الإنساني، الى جانب دعمها للحوثيين بالمشتقات النفطية وبالخبراء العسكريين والفنيين من الحرس الثوري ومليشيا حزب الله اللبناني التابع لملالي طهران، كل هذا الدعم يقدم من أجل إخضاع اليمن وإلحاقه بطهران، ليتسنى لها السيطرة على باب المندب والتحكم بطرق الملاحة الدولية، ومحاولتها السيطرة على البحر الأحمر، وهذا ما يعرض طرق الملاحة الدولية للخطر الذي لم يعد مجرد احتمال بل صار واقعاً ملموساً شاهده العالم بعد ان استهدفت المليشيات الحوثية ناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب، فضلا عن قيامها بعمليات تهريب الأسلحة المختلفة والحشيش والمخدرات القادمة من ايران.
إن إيران تخطط لكل ما يجري في اليمن وتشرف على تنفيذه وعينها على الرياض والحرمين الشريفين.
وهاهو الجيش الوطني في الوقت الذي يوجه الضربات القاصمة لمليشيا الحوثي الإيرانية في مختلف الجبهات محققاً النصر تلو النصر يواجه في نفس الوقت بيقظة تلك المخططات الإيرانية المستمرة لتزويد الانقلابيين المتمردين على الدولة وسلطة النظام والقانون بالأسلحة المتطورة، وفي كل يوم يُفشل رجال الجيش والأمن البواسل العديد من عمليات التهريب للأسلحة القادمة من إيران والتي يتم احباطها وكشفها ومصادرتها سواء في المياه الاقليمية أو تلك القادمة عبر الحدود البرية.
في الأخير قمة تونس اختتمت برسالة واضحة وقوية وعلى حكام طهران أن يستوعبوها، أما صنعاء فستظل دائماً وأبداً عاصمة عربية بامتياز.