إنتهت أعمال القمة العربية في دورتها الثلاثين التي عُقِدَت في الجمهورية التونسية الشقيقة، ومع إنتهائها يتجدد الأمل لدى كافة قطاع الشعب اليمني والقيادة السياسية بتمسك كل الدول الأعضاء بالمبادئ الأساسية التي إنطلقت من أجلها عاصفة الحزم بقيادة ملك الإنسانية والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
خلُصَت القمة العربية فيما يخص اليمن بالمواقف العربية الداعمة للشرعية في اليمن والتأكيد عليها، وأهم ما جاء في مقرراتها هو الإلتزام بالحفاظ على وحدة اليمن وسيادته وإستقلاله وسلامة أراضيه والرفض القاطع للتدخلات في شؤونه الداخلية.
حضور فخامة الرئيس عبدربه منصور كان متميزاً كعادته، وإستهل كلمته بالشكر الجزيل لكل الدول الأعضاء في الجامعة العربية بعد شكره لأخيه رئيس الجمهورية التونسية على إستضافته الأخوية النبيلة ، وثمن فخامته على كل المواقف التونسية قيادةً وحكومةً وشعباً الداعمة للجمهورية اليمنية متمنياً لهم مزيد من التقدم والرقي ، ولم ينسى فخامته الشكر الجزيل لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على ترؤسه للدورة السابقة المتميزة رغم كل الظروف والتحديات والمخاطر التي تمر بها المنطقة.
كانت كلمة فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي يملأها الحزن والألم على ما يمر به وطنه وشعبه من ويلات سببته مليشيا الحوثي الإنقلابية ، وذكَّرَ الحضور الأعضاء رؤساء وزعماء الدول المشاركين في هذه القمة بكل الإنتهاكات التي تقوم بها هذه المليشيا الإجرامية ضد أبناء الشعب اليمني ، وقال نحن كقيادة وحكومة لا نزال نمد أيدينا للسلم وجلسنا على طاولة واحدة في عدة مفاوضات ومشاورات ، وتنازلنا عن كثير من المستحقات لإنجاحها في سبيل إنهاء معاناة الشعب اليمني ، ولكن مليشيا الإنقلاب الحوثية تعود وتنقض كل الإتفاقيات والعهود والإلتزامات.
وقال فخامته مخاطباً أشقاءه الحضور نحن من جانبنا إلتزمنا بكل مسؤولياتنا المناطة بنا تجاه الشعب والوطن ، وكان معنا مشكورين دول التحالف وقياداتها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، الذين لم يدَّخِروا جهداً في توفير إحتياجات الشعب اليمني لرفع معاناته التي سببته مليشيا الحوثي الإجرامية المدعومة إيرانياً بإنقلابها الغاشم على الشرعية اليمنية والتوافق الوطني ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية ومسودة الدستور الإتحادي الجديد.
وقال فخامته إنني أقف أمامكم للمرة الخامسة وأذكركم مجدداً بحجم المأساة التي يواجهها شعبنا اليمني من تلك المليشيات الإجرامية التي إنقضت على العاصمة صنعاء والتي كانت مركز الدولة وقلب الوطن ، حيث قامت بإقتحامها بقوة السلاح ودمرت كل مؤسساتها ونزعت عنها كل مظاهر الحياة والدولة وحولتها إلى سجن كبير للمواطنين ، وليس ذلك فحسب بل ذهبت لتجتاح معظم المحافظات وإرتكبت فيها جرائم شنعاء ضد المواطنين يُندى لها الجبين.
كانت كلمة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في هذه القمة معبرة وصادقة من منطلق مسؤولياته تجاه وطنه وشعبه المكلوم، ومن تابع كلمة فخامته سيجد أنه يحمل في قلبه هم الشعب اليمني ومعاناته، وسيجد في طياتها حزن عميق بداخله لما حَلَّ بالوطن من خراب ودمار لكل شيء جميل سببته تلك المليشيات الإجرامية التي تسعى لحكم اليمن وإبتلاعه بشتى الوسائل حتى وإن أضطر الأمر أن تقتل الشعب اليمني عن بكرة أبيه .. لله درك يا قائدنا العظيم.