افتتحت المملكة العربية السعودية، اليوم الخميس، مقر قنصليتها، داخل ”المنطقة الخضراء“، وسط العاصمة العراقية بغداد، على أن تفتتح ثلاث قنصليات أخرى قريبًا في عدد من المحافظات العراقية، حسب وكالة الأنباء السعودية ”واس“.
وأعلنت السعودية، قبلها، تقديم منحة مالية للعراق تقدربمليار دولار للمساهمة في تنميته، لتكون المملكة شريكاً أساسياً في نهضة العراق، علاوة على إنشاء مدينة رياضية هدية من الملك سلمان بن عبدالعزيز للشعب العراقي.
وقالت وزارة الخارجية العراقية، اليوم، بعد تدشين مقر القنصلية السعودية، إن ”العلاقة مع السعودية استراتيجية، والعراق يمضي بتوازن وقوة لبناء مصالحه“.
وشهدت العلاقات بين بغداد والرياض تحسنا ملحوظا في الآونة الأخيرة، إذ اتفق الجانبان في أكتوبر الماضي على فتح المنافذ الحدودية وتطوير الموانئ والطرق والمناطق الحدودية وزيادة التعاون الاقتصادي.
وذكرت ”واس“ نقلاً عن وزير التجارة والاستثمار السعودية ماجد القصبي أن ”منفذ عرعر الحدودي بين المملكة والعراق سينتهي العمل به بعد 6 أشهر من الآن، فيما يمضي العمل قدمًا لبناء المدينة الرياضية في بغداد بعد تخصيص الأرض لإنشائها“.
ويُجري وفد سعودي كبير زيارة إلى العاصمة العراقية بغداد، لتوقيع عدد من الاتفاقيات بين الطرفين ضمن أعمال المجلس التنسيقي العراقي السعودي.
ووصل يوم أمس وفد سعودي كبير برئاسة الوزير القصبي رفقة عدد من الوزراء وممثلي الهيئات الأخرى، للمشاركة في أعمال المجلس التنسيقي بين البلدين، إذ من المقرر توقيع عدد من الاتفاقيات بين الجانبين.
ويرى المحلل السياسي العراقي مناف الموسوي أن “السعودية والعراق لديهما الكثير من المشاريع المشتركة التي نضجت خلال الزيارات المتبادلة بين الوفود في الفترة الماضية، مثل مشروع استصلاح مليون هكتار على الحدود السعودية العراقية مع محافظة الأنبار، والمثنى، فضلًا عن التعاون في مجال الطاقة مستقبلًا“.
وأضاف الموسوي لـ“إرم نيوز“ أن ”زيارة الوفد السعودي تأتي لبناء مصالح مشتركة مع العراق، خاصة وأن السياسات العراقية خلال الفترة الماضية اتسمت بالتوازن في المنقطة عمومًا وأبدت نوعًا من الاستقلالية، وهو ما شجّع تلك الدول على دخول السوق العراقية“.
ويقول مراقبون إن المناطق الشيعية والسنية على حد السواء في العراق تترقب دورًا سعوديًا مميزًا في تنشيط الاقتصاد، بسبب الإمكانات الكبيرة للمملكة، وسمعة الشركات السعودية في مختلف المجالات.
وترجع مساعي التقارب بين السعودية والعراق إلى عام 2015 عندما أعادت السعودية فتح سفارتها في بغداد التي ظلت مغلقة 25 عامًا.