26 سبتمبر
في مدرسة الهندسة العسكرية، التدريبات لها بداية وليس لها نهاية، فالطموحات كبيرة وجديرة بملامسة الواقع، خاصة
في ظل المتابعة الحثيثة والجدية من قيادة وكبار معلمي المدرسة، أملا بزيادة التخصصات، وتكثيفها، والتي تتركز اليوم في هندسة وتقنيات الألغام، وهي مهمة فرضتها الحرب الحوثية الإيرانية على شعبنا، التي جعلتها حرب ألغام ومتفجرات، بامتياز، فجميعنا يعلم أن المليشيا الحوثية الإيرانية لم تترك شبرا واحدا وطئته، إلا وتفننت وتنوعت في زراعته بآلاف الألغام بمختلف أنواعها واشكالها وأحجامها وتقنياتها.
التفرغ ببرامجها التدريبية، لمواجهة هذه الجرائم الحوثية، ليس بصناعة الغام مشابهة واكثر حداثة، وهم قادرون لتلك المهمة؛ ولكن أخلاقهم ومبادئهم وإنسانيتهم تنوء عن تلك الأفعال الاجرامية، فذهبوا بدوراتهم وجهودهم الى تطهير الجبهات والمزارع والمدن والقرى والطرقات، من ألغام المليشيا الإجرامية، التي تقتل اكثر من أربعة مواطنين يومياً من النساءوالأطفال.
صحيفة 26 « سبتمبر » زارت مدرسة الهندسة العسكرية والتقت كبار المعلمين فيها، واقتربت من المناهج التدريبية المتّبعة في المدرسة، ونوعيتها، على الإرادة والعزيمة للكادر التدريسي، والابطال المنخرطين في هذه الدورات وجميعهم يسعون إلى اكتساب المهارات، لينزعوا الموت الذي أرادته المليشيا لشعبنا ويزرعوا بدلا عنه الحياة والسام للأرض والإنسان من جهة، ويساندون من جهة ثانية زملائهم المقاتلين في تطهير البلاد من رجس المليشيا الحوثية الإيرانية.
كبار معلمي المدرسة أوضحوا أن مدرسة الهندسة العسكرية في الجيش الوطني بدأت من الصفر، كغيرها من المدارس والدوائر العسكرية والأمنية في مأرب وبقية المحافظات المحررة، وأنشئت المدرسة مطلع فبراير الماضي بعد أن تجاوزت الصعوبات بفضل الإرادة الوطنية للقائمين على المدرسة، كهيئة العمليات ودائرة التدريب والتأهيل، ممثلتان بنائبيهما اللواء ناصر الذبياني، والذي كان الداعم الحريص للمدرسة، سواء من جانب تذليل الصعوبات الإدارية والمالية للإنشاء أو في استدعاء الأفراد من الوحدات العسكرية ببلاغ عملياتي، وكذا التعاون للعميد موفق منصر نائب دائرة التدريب، ومن أركانات الهندسة والشعب وقادة المناطق والوحدات ، وبعد إنجاز اللائحة التنظيمية وتوفير الكادر التدريسي المؤهل، ووضع الخطط والبرامج على أسس علمية حديثة، بدأت المدرسة في عقد دورة هندسية تأسيسية بعد إنشائها مدتها ثلاثة أشهر .
ويقول كبير المعلمين : الدورة مكثفة والإقبال عليها متميزاً من منتسبي الجيش الوطني بمختلف وحداتهم العسكرية، تدفعهم الرغبة في تطهير الأرض اليمنية من الألغام والعبوات الناسفة الحوثية الإيرانية، التي جعلت من بلادنا تعيش أكبر معاناة إنسانية في تاريخها الحديث والقديم.
طموح المستقبل
وفي خطوة نحو المستقبل، يسعى القائمون على مدرسة الهندسة العسكرية، إلى التدريب في اختصاصات جديدة بما يعني أن تصبح قادرة على تأمين التدريب في جميع الاختصاصات الهندسية اللازمة على مستوى قادة أركانات الهندسة في المناطق والشعب والألوية، وقادة الحضائر، وقادة السرايا، وقادة الكتائب، وغيرها من الدورات الهندسية التخصصية، ووفقاً للمعطى التفاعلي الداعم من القيادة العسكرية العليا والوسطى في الجيش الوطني.
مناهج حديثة
الدورات الهندسية في المدرسة تشهد من بداية التأسيس نقلة نوعية من حيث تم تكثيف المنهج النظري، والتطبيقي، والتدريبي، وفتح المجال لانخراط عدد أكثر من المتدربين العسكريين، وكذا في نوعية المناهج، التي كانت تعتمد على المنهج الروسي، والذي فرضته عملية التسليح الذي اعتمد في السابق من هذه البلد، لكن في ظل الانقلاب الحوثي على الشرعية وشنه حرباً ضروساً بمختلف الأسلحة الإيرانية والأمريكية، كان لابد على استحداث المناهج الدراسية وتحديثها وفقا للأسلحة المستخدمة في الميدان، ففي حين كانت الدورات سريعة لا تزيد مدتها عن شهر، وبما تقتضي الحاجة الميدانية للمناطق والألوية؛ فتح المجال اليوم إلى أن تصبح الدورة أكثر تكثيفاً وتقنية ومدة.
نزع وتأمين
وفيما يخص نوعية التخصصات التركيز ينصب على تزويد المتدربين العسكريين القدرات التقنية، اللازمة للتعامل مع الألغام والعبوات الناسفة المتنوعة، ناهيك عن خوض أشرس المعارك مع العدو قبل وفي الاثناء وبعد نزع الألغام وتأمين الأرض لزملائهم المقاتلين، في أصعب الظروف المناخية والتضاريسية وفي أشد المعارك والمواجهات.
استكمال البناء
إذن يبقى القليل من الجهد والدعم لاستكمال البنية التحتية لمدرسة الهندسة العسكرية، طالما وجدت تلك الرغبة والحرص الوطني الذي لمسناه خلال زيارتنا الصحفية للمدرسة المتواضعة في فصولها وإمكانياتها، الكبيرة بمنتسبيها من أبناء الجيش الوطني، سواء معلمون أو متدربون، فجميعهم يمتلكون من الإرادة والإصرار ما يمكنهم من إفشال جميع جرائم ومخططات ومؤامرات مليشيا الحوثي الإرهابية الإيرانية والتخلص منها ومن عبثها الذي يعاني منه كل اليمنيين.
مدرسة الهندسة العسكرية مهامها الوطنية جسيمة وكبيرة ومتعددة، وهي تذهب اليوم إلى استكمال تلك المهام بروح وثابة وصبر وتأن ونكران ذات، هؤلاء هم أبناء الجيش الوطني الذين يسعون إلى مواجهة المليشيا ويقدمون تضحيات كبيرة بالنفس والدم، وفي مسار آخر يبنون مؤسستهم الدفاعية والأمنية بقدر ما يتوفر لهم من إمكانيات بعد أن نهب الاتقلابيون الحوثيون الإيرانيون كل ممتلكات ومؤسسات الدولة العسكرية والمدنية وتوجيهها صوب تدمير الأرض والإنسان وكل ما له علاقة بالحياة.
تعاون وتنسيق
يشرح كبير المعلمين بعض الاحتياجات التي لايزال الافتقار إليها يمثل أحد عوائق تحقيق الخطط والبرامج التدريبية والتي تتمثل في: المكان المستقل للمدرسة، والسكن، والمطبخ .. ويقول: «نحن نراهن كثيراً على قيادتنا السياسية والعسكرية في استمرارية بناء الجيش الوطني وهيئاته ودوائره ووحداته إذا ما توافرت الإمكانات للدولة، ومع ذلك سنظل ننتظر ما يمكن توفيره لتسيير الأداء في مدرسة الهندسة العسكرية وصولا لتخريج ورفد الجبهات والميادين بدفع جديدة من المهندسين العسكريين لمواجهة ونزع الموت الذي تتفنن بزراعته مليشيا الاجرام الحوثية، وما تحصده من أرواح الناس الأبرياء، حيثما وصلت اقدامها .»
وطالب كبير المعلمين المنظمات الدولية والإنسانية التعاون في رفع معاناة اليمنيين من مشكلة الألغام التي زرعتها وتزرعها هذه المليشيا الإرهابية، شاكراً جهود مركز )مسام( لنزع الألغام على تعاونه مع المدرسة فيما يخص نزع الألغام في المناطق المدنية، آملاً التعاون والشراكة معه ومع المنظمات الدولية ذات العلاقة التي تصب تطهير اليمن من ألغام ومتفجرات عناصر الإرهاب الحوثية.