منعت مليشيا الحوثي الانقلابية اليوم الخميس مجموعة من الشباب في العاصمة صنعاء من تنظيم حملة فنية للرسم على الجدران، بعد ان كانوا قد شرعوا في تنفيذها، حيث قام مسلحوا المليشيا بطمس كل اللوحات التي كانت تعبر عن تطلع الشباب اليمني للسلام والتعايش.
ودعا شباب يمنيون في مقدمتهم الفنان التشكيلي مراد سبيع لاحياء (اليوم المفتوح للفن)، وهو اليوم الذي يصادف 15 مارس، حيث دأب عدد من الناشطين على احيائه بالنزول للرسم على الجدران في عدة مدن يمنية للتعبير عن تطلعهم للسلام والتعايش والاحتفاء بالهوية اليمنية.
وقال احد المشاركين في الحملة انهم كانوا قد بدأوا بالفعل في الرسم على سور عقار تابع لدولة الكويت في شارع حدة وسط العاصمة صنعاء، حين تفاجاوا بقدوم عشرات المسلحين الحوثيين لمطالبتهم برسم شعارات الجماعة الانقلابية وصور زعماءها، قبل ان يمنعوهم تماما من الرسم وتهديدهم باختطافهم بعد رفضهم.
ومنذ اسابيع كان قد دعا عدد من الناشطين والفنانين التشكيليين لاحياء اليوم المفتوح للفن في عدد من المدن اليمنية والعالمية، ويقول منظموا الحملة في صنعاء انهم كانوا قد استخرجوا تصريحا للسماح لهم بالرسم وتم منحهم التصريح.
وذكر ناشط مشارك في الحملة مفضلا عدم ذكر اسمه ان منعهم من الرسم والتهديد بالاختطاف جاء بعد نصف ساعة من رحيل امين العاصمة المعين من قبل المليشيا حمود عباد من موقع اقامة الحدث حيث كان قد وصل للاستفسار عن الحملة واذن للمشاركين باستكمال الرسم بعد ان اطلع على التصريح الذي لديهم.
واضاف لـ “سبتمبر نت”: طلبوا منا الرسم ضد ما يسمونه بالعدوان او التوقف ومغادرة المكان فورا، وهددوا باعتقال اي شخص سيستمر في الرسم.
وتابع: توقفنا بالفعل عن الرسم، وغادرنا المكان لنتفاجأ، بقدوم مسلحين حوثين بعد ساعات وقاموا بطمس كل الجداريات.
واستهجن ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي تصرفات مليشيا الحوثي، التي اعتبروها قمع للحريات ولحرية الرأي والتعبير بشكل خاص.
ولفت الناشطون الى ان مليشيا الحوثي لا تستطيع الحياة الا في حالة الحرب، وان الحرب هي مشروعهم الذي يقدموه لليمنيين، لذلك فان اي دعوات للسلام والتعايش تزعجهم ويقفون ضدها بحزم.
وشبه الناشطون جماعة الحوثي بجماعة داعش الارهابية التي تمنع وتحرم الرسم والغناء ومختلف الفنون، وهي التصرفات التي تمارسها جماعة الحوثي ايضا التي تقدم نفسها على انها نقيضة لداعش.
وتعليقا على منع الناشطين من الرسم قالت الناشطة وميض شاكر “اليوم الحوثيين منعوا شبابنا واطفالنا من ان يرسموا في شوارعنا في فعالية اليوم_المفتوح_للفن في صنعاء، قالوا لهم يا ترسموا العدوان والمسيرة يا تروحوا بيوتكم! قالوا هذا وهم مسلحين طبعا، قالوا هذا وهم يدعون انهم يطبقون قرار المكتب السياسي لأنصار الله، قالوه بعد أن نزل حمود عباد، أمين العاصمة، بنفسه إلى مكان الفعالية، ووجه أوامره بالسماح بالرسم، قالوا هذا والفعالية تملك تصريحا من جهازهم الأمني أيضا، ضربوا بكل هذه الأوامر عرض الاسفلت ونفذوا قول السلاح الذي على ظهورهم وحشو الذخيرة الذي في رؤوسهم وقهروا أهل المكان والشارع، وتعاملوا كمحتلين منسلخين عن الأرض والهوية”.
واضافت في منشور لها على شبكة التواصل الاجتماعي “فيبسبوك” رصده “سبتمبر نت”، “حرية التعبير مقياس حقيقي للنزاهة، ومن يتيح لك حرية تعبيرك لا توجد لديه حاجة لقذفك او تكبيلك أو قتلك، ولازلت مستغربة لماذا كل هذا الخوف من لون على جدار يا حوثيين؟! أم انكم تتبعون تعاليم المسيرة الخمينية، التي اغرقت شوارع ايران بلونها وشعاراتها في محاولة لتغير خامة المجتمع ونسيجه! لكن هيهات”.
وتابعت “المسيرة بجلالة قدرها صاحبة بركان ١ و٢ و٣ تلاحق منتجات مصنع الغزل والنسيج فوق رؤوس وأجساد الشابات والشباب في طهران! ولإن ما فيش معانا مصنع غزل ونسيج في صنعاء قمتوا تلاحقوا الجهال اليوم في ملكنا!”
واضحت “مع العلم أن احتفالية اليوم المفتوح للفن هي حدث سنوي بدأه مراد سبيع في ١٥ مارس ٢٠١٢ في دعوة منه للسلام واذكاه الشباب والاطفال وجعلوا منه يوما يقتدى به حول العالم. واليوم كما في السنة الفائتة يخرج الناس في أكثر من عشر دول في أوربا واسيا وافريقيا للرسم في الشوارع، وقد تمت الفعالية في كل مكان بنجاح إلا في موطنها”.