تستقبل الموانئ اليمنية في المحافظات اليمنية المحررة، بواخر نفطية محملة بالآلاف الأطنان من المشتقات النفطية،بعد الاعلان عن منحة نفطية سعودية ، على شكل دفعات شهرية مقدمة من المملكة العربية السعودية ، ضمن البرنامج السعودية لتنمية واعمار اليمن، والذي استفاد منها قرابة 10 ملايين مواطن يمني، والبالغ تكلفتها 60 مليون دولار شهريا.
وتعتبر المنحة السعودية النفطية سبيل النجاة الوحيد لدى اليمنين ، حيث ساهمت المنحة في استقرار التيار الكهربائي بشكل كامل في معظم المحافظات المحررة، بالتزامن مع قرب دخول فصل الصيف ، والتي تعجز الدولة فيه عن توفير المشتقات النفطية اللازمة لتشغل الكهرباء خلال فصل الصيف بالشكل المطلوب.
ولايمكن حصر و ايجاز ما تقدمه مملكة الخير لدعم ومساندة الشعب اليمني في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، فقامت بتدشين العديد من المشاريع الضخمة في معظم قطاعات الدولة ابرزها القطاع الغذائي والانساني عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية.
وسادت حالة من الامل والتفاؤل لدى المواطنين في معظم المناطق المحررة، وقت اعلان المملكة العربية السعودية عن منحة سعودية نفطية ،والتي تختص بتموين دوري لدى محطات توليد الكهرباء في كلا من المحافظات عدن وشبوة وحضرموت، في انفراجة لم تحدث منذ بدء الحرب الغاشمة التي شنتها ملشيات الحوثي مطلع عام 2015.
وكان لمملكة الخير الفضل في انفراج ازمة كبيرة يعاني منها لليمنين منذ سنوات عدة ، فشاركت المنحة السعودية النفطية الدولة في سد احتياجاتها من المشتقات النفطية، واستقرار ملحوظ للعملة اليمنية، الى جانب توفير فرص عمل للشباب.
واليكم كل ما قدمته المنحة السعودية النفطية منذ إعلان تدشينها في المحافظات اليمنية المحررة …
– استقرار التيار الكهربائي:
ساهمت المنحة السعودية النفطية في استمرار تموين محطات توليد الكهرباء بشكل دوري ، والذي بدوره ادى الى استقرار التيار الكهربائي في عموم المناطق والمحافظات المحررة ، بعد ان فقد المواطن الأمل في قدرة الدولة على توفير الوقود اللازم لسد عجز احتياجات المحطات الكهربائية من مادة الديزل والمازوت، فترى اليوم الشوارع ومنازل المواطنين والاسواق وهي مضيئة، بعد اعوام من معاناة حرارة الصيف الساخن ، واصوات المولدات الكهربائية المزعجة ، والشوارع الضلماء ، لتأتي المنحة السعودية النفطية لتعيد الامل لجميع اليمنين في عموم المحافظات اليمنية المحررة.
واعادت المنحة السعودية النفطية الثقة الكاملة للحكومة اليمنية بعد ان كانت في موقف العاجز ، في ظل التحديات والصعوبات التي تواجهها في توفير الخدمات الاساسية من الكهرباء والمياه وغيرها.
وفي نزول ميداني ل”عدن تايم” ، للتعرف على اراء المواطنين البسطاء بعد التاثير الذي لمسوه من المنحة السعودية النفطية، تحدث المواطن علي باحليوة العامل في احد المحلات التجارية قائلا ( المنحة السعودية النفطية ساعدتني في توفير مصاريف المشتقات النفطية التي كنت أدفعها من راتبي المحدود، لتوفير وقود المولد الكهربائي اوقات الإنقطاعات).
وتحدث المواطن سعيد باحاج البالغ من العمر 65 عاما ، مريض الضغط والسكري قائلا( ان استقرار التيار الكهربائي ساهم في تحسن حالتي الصحية ، بعد ان كانت تتدهور في فترة الصيف جراء انقطاعات الكهرباء).
– تحسن العملة الوطنية:
لعبت المنحة السعودية النفطية دورا بارزا وهاما على الصعيد المحلي في ثبات العملة اليمنية وإستقرارها،حيث كان لها الأثر البالغ على البنك المركزي اليمني بعد أن شهد البنك أزمات عديدة تسببت بإرتفاع جنوني في الأسعار في مختلف المحافظات.
“المنحة السعودية للمشتقات النفطية قلبت الموازين ورفدت البنك المركزي” هكذا صرح مصدر خاص في البنك المركزي اليمني ل”عدن تايم” مضيفا بأن “المنحة السعودية جاءت في وقت كان البنك يعاني من عجز كبير في الميزانية لأشهر عديدة، وكان للمنحة النفطية دورا في مساعدة البنك في توفر العملات الصعبة “.
وفي السياق ذاته فالمنحة النفطية والتي تصل شهريا إلى محافظات مختلفة ساعدت على توفير المصادر النقدية الصعبة المحدودة في خزائن وحسابات البنك المركزي اليمني، وذلك من خلال التوفير على الدولة مئات الملايين من العملات الأجنبية لشراء النفط ومشتقاته في المحافظات المحررة.
وانعكاس فائدة المنحة السعودية النفطية على تحسن العملة المحلية، أنعكس أيضا على حياة المواطن البسيط وعلى الأسواق اليمنية بشكل ملحوظ ، بعد التحسن الذي شهده البنك المركزي ونجاة العملة المحلية من إنهيار كبير كاد أن يتسبب بكارثة إنعدام مختلف السلع التجارية ومن ضمنها الغذائية أو توفرها بأسعار باهضة الثمن يعجز المواطن أن يشتريها.
– توفر المشتقات النفطية:
حققت المنحة السعودية النفطية نجاحا كبيرا في توفير المشتقات النفطية اللازمة لإحتياجات المواطن اليومية من مادة البترول والديزل وغيرها، بعد ازمات خانقة متكررة كانت تشهدها جميع المحافظات المحررة من انعدام المشتقات النفطية ، والذي بدوره يؤدي الى زيادة نشاط الأسواق السوداء ، واستغلال لحاجة المواطن البسيط، في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها اليمنيين في البلاد.
وقال مصدر خاص من شركة النفط اليمنية في حضرموت ل”عدن تايم” ان المنحة السعودية النفطية ساعدت شركة النفط اليمنية في توفير الاموال الطائلة التي كانت تدفعها الشركة لتموين محطات الكهرباء ، لتذهب هذه الأموال الان الى رفد المشتقات النفطية لمحطات بيع الوقود بشكل مستمر.
وقال المواطن خالد العوبثاني الموظف في احد محطات بيع الوقود ل”عدن تايم” انه يتم رفد المحطة بشكل مستمر من قبل شركة النفط في ساحل حضرموت، والى يومنا هذا لم نشهد اي توقف لتوريد المشتقات النفطية للمحطة ، بعد ان تم اعلان المنحة السعودية النفطية).
– التخفيف من البطالة:
تشهد المحافظات المحررة زيادة في نسبة البطالة لدى الشباب وهي أزمة متراكمة عبر السنين وتنامت مؤخرا لأسباب كثيرة خصوصا بعد الحرب الغاشمة للحوثيين وثورة 2011 والتي تسببت في إرتفاع غير مسبوق للبطالة وخفض لفرص العمل لاسيما الشباب .
وفي السياق ذاته يستغل بعض الأفراد التابعين للأمن والمعسكرات و بالإضافة للجماعات الإرهابية ومن يعملون أيضا في بيع وتهريب المخدرات والأسلحة والممنوعات، إرتفاع نسب البطالة لدى الشباب في تجنديهم لصالح مصالحهم الخاصة مما يضر في البلاد ويتسبب في إستمرار الإنفلات الأمني أو يعرضهم للخطر والموت أو الإعتقال .
ومنذ أن أعلنت المملكة العربية السعودية عن المنحة النفطية والتي أحدثت طفرة نوعية في تحسين حال المواطنين في المناطق المحررة، وهو ما حدث من خلال جذب الشباب للعمل الخدمي التابع للمنحة النفطية الشهرية المقدمة للعديد من المحافظات .
وفي لقاء لعدن تايم مع المواطن علي العمودي الذي يعمل لدى المنحة السعودية النفطية قال بأن ” المنحة وفرت له ولغيره العديد من الشباب فرص عمل بعد أن كان يبحث عن فرصة عمل منذ أكثر من عامين” ، ومعبرا عن شكره لمملكة الخير وداعيا التحالف “لإستمرار تقديم الدعم ، وذلك لانه يتسبب بخلق فرص عمل وفيرة مما يعود بالنفع على شريحة الشباب وخفض نسب البطالة” .
وفي الاخير، بعد اعلان المنحة السعودية النفطية ،المواطن اليمني اليوم يعيش حياة كريمة ومستقرة عجزت الدولة ان توفرها منذ سنوات، فنسمع معظم المواطنين في الشوارع وعلى متن حافلات النقل، والمقاهي ، وهم يثنون ويشكرون ما تقدمه لنا مملكة الخير من دعم سخي وتلمسها لمعاناة اليمنيين بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز.
فنأمل كل الامل من الممكلة العربية السعودية تمديد فترة المنحة السعودية النفطية حتى تتمكن الدولة من توفير الدعم اللازم لتوليد المحطات الكهربائية، والذي سيساهم في الحد من التدهور المعيشي والصحي لدى اليمنيين بالتزامن مع استمرار حرب الحوثيين ، والعجز التي تشهده الحكومة في ايفاء متطلبات الدولة، لتصبح المنحة السعودية النفطية شريان الحياة الوحيد لجميع اليمنيين.