أكدت صحيفة “اليوم” السعودية، أن الحوثيون منذ بدء الصراع اليمني دأبوا على التزام منهج المناورة، وهي صيغة تمتلك طهران فيها الباع الطويل، فكثيرا ما أذعنوا واستجابوا للحضور إلى طاولة الحوار، لكنهم ما يلبثون في الغالب أن ينكثوا عهودهم التي وقعوا عليها حتى قبل أن يجف حبرها، هذا إن لم يستخدموا المناورة في مسألة الحضور ذاتها.
وأضافت الصحيفة – في افتتاحيتها اليوم السبت التي جاءت بعنوان (الحوثيون يوقعون بالحبر ويمحون بالرصاص) – أن ذلك حدث مرارا في مؤتمرات دعت إليها الأمم المتحدة، ماطل الحوثيون في حضورها حتى أفرغوها من محتواها قبل أن تبدأ، كاتفاقات ستوكهولم، التي رعتها الأمم المتحدة، ووقعها الحوثيون كما وقعتها الحكومة اليمنية الشرعية، تم اختراقها منذ اليوم الأول، حتى بدا كما لو أن هؤلاء المتمردون يوقعون بالحبر لكنهم سرعان ما يمحون توقيعاتهم بالرصاص، ويقصفون المنشآت الحيوية داخل مدينة الحديدة في الغرب اليمني، ضمن تصعيدهم العسكري الذي يتزامن مع رفض الالتزام ببنود اتفاق السويد.
واستنكرت الصحيفة معاودة ميليشيات الحوثي في اليومين الماضيين قصف مستشفى 22 مايو ومجمع إخوان ثابت التجاري والصناعي بجوار مطاحن البحر الأحمر للدقيق بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة، رغم خلو هذه المواقع تماما من أي أهداف عسكرية للمقاومة المشتركة، وقد أفضى ذلك القصف العشوائي إلى أضرار كبيرة في تلك المنشآت، التي سبق وأن تعرضت للقصف من قبل الميليشيات منذ بدء سريان قرار وقف إطلاق النار.
وتابعت: “هذا إلى جانب محاولات التسلل صوب الأحياء السكنية والشوارع المحررة، التي أفشلها الجيش اليمني، ويتزامن هذا التصعيد الحوثي أيضا مع استمرار رفض قوى التمرد تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق إعادة الانتشار، الذي ترعاه الأمم المتحدة، والقاضي بانسحابها الكامل من ميناءي الصليف ورأس عيسى الذي كان مقررا الأسبوع الماضي، إلا أن الميليشيات أعلنتْ تأجيل الانسحاب إلى أجل غير مسمى، مما يشي بأن الأمور ستستمر على هذا المنوال”.