دعت منظمات حقوقية يمنية إلى ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق المرأة اليمنية، في بيانات متفرقة بمناسبة اليوم العالمي.
قالت منظمة “سام” للحقوق والحريات، اليوم الجمعة، إن اليوم العالمي للمرأة يأتي بينما تعاني النساء في اليمن واقعا مرا وظروفا قاسية تظافرت على صناعتها سياسات أطراف الحرب متمثلة في مليشيا الحوثي ودولتي السعودية والإمارات.
وأكدت المنظمة أن المرأة في أغلب مناطق اليمن تعيش بدون خدمات وتعاني في سبيل الحصول على الاحتياجات الأساسية من غذاء وكساء ودواء.
وبّينت إحصائية منظمة “سام”، والتي غطّت المدة من العام 2014 وحتى نهاية العام 2018، أنّ عدد اليمنيات اللاتي قُتلن خلال هذه الفترة بلغ 807، نساء، سقط العدد الأكبر منهن في مدينة “تعز” بعدد 387 امرأة، تلتها “الحديدة” (86)، “عدن” (37)، “لحج” (35)، و”صعدة” (34)، فيما أصيبت 1633 امرأة، وكان لتعز أيضاً النصيب الأكبر بينهن (1287).
وأوضحت سام في إحصائيتها أنّ 479 امرأةً قتلن نتيجة تعرضهن لشظايا قاتلة، و241 أخريات نتيجة لإصابات مباشرة بالرصاص، فيما قتلت 69 امرأةً نتيجة إصابتهن بشظايا الألغام، و4 نساء نتيجة إصابتهن بشظايا العبوات الناسفة، فيما قتلت 14 امرأة نتيجة جروح مختلفة.
من جهتها طالبت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان في العالم العربي ومقرها هولندا، بالتحقيق العاجل في قضايا الاختطاف والاغتصاب التي تعرضت لها العديد من النساء والفتيات اليمنيات، واستنكرت الانتهاكات الجسيمة التي طالت المرأة اليمنية خلال السنوات الأربع من الحرب في اليمن.
واستنكرت في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ما تتعرض له النساء من انتهاك وامتهان وصل حداً غير مسبوق في اليمن ويتعارض كلية مع القوانين والأعراف الاجتماعية اليمنية، خصوصاً في المدن والمناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، وكذلك في المدن الواقعة تحت سيطرة قوات تدعمها الإمارات في المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها مدينة عدن “الأمر الذي ضاعف من معاناة النساء اللاتي أصبحن أكثر عرضة للانتهاك ويشكلن أكثر الضحايا للحرب التي يشهدها اليمن منذ نهاية العام 2014”.
وذكر راصدوا رايتس رادار انه في مناطق سيطرة الحوثيين، التي تعد الأكثر كثافة سكانية، كانت المرأة أكثر عرضة للانتهاكات الجسيمة خلال فترة الحرب، خاصة النساء والأسر المناهضة للحوثيين، إذ أصبحن عرضة للاختطاف والمطاردة والاعتداء الجسدي والقمع والاخفاء القسري، بل وصلت الانتهاكات في بعض الحالات حد القتل، فيما سجلت بعض حالات الانتهاكات الخطيرة كذلك في مدينة عدن من قبل القوات الإماراتية أو قوات محلية موالية لها.
ورصدت رايتس رادار عشرات الحالات من الانتهاكات التي طالت نساء في مناطق سيطرة جماعة الحوثي وكذا في مناطق سيطرة الحكومة، تنوعت بين القمع والمنع من التعبير عن الرأي وحظر التظاهر، والاختطاف والاخفاء القسري، وكذلك التحرش الجنسي، والذي وصل حد الاغتصاب والقتل في بعض الحالات، إضافة إلى حالات تزويج قسري لفتيات قاصرات، بعضها لأسباب تعسفية.
وبحسب المنظمة زيادة على هذه المعاناة تخوض الآلاف من النساء محنة فقدان معيليهن من الرجال السجناء والمختفين قسريا في سجون مليشيا الحوثي شمالا والمليشيا المدعومة من السعودية والإمارات في الجنوب.