استمراراً لعدوانها البربري في محافظة الحديدة وخرقها لاتفاق الهدنة التي تشرف عليها الأمم المتحدة ، تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية انتهاكاتها على سكان الساحل الغربي.
وتكثف المليشيا الانقلابية من عمليات حشد واستقدام التعزيزات العسكرية تزامناً مع قصف واستهداف المناطق الآهلة بالسكان بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
وقصفت المليشيا الانقلابية منازل المواطنين في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا لإرغام أهاليها على التجنيد الإجباري في صفوفها، كما فعلت مع أهالي مدينة الجرّاحي، حيث حاصرت المواطنين بين خيارين وحيدين، إما التجنيد الإجباري والقتال في صفوفها أو الزج بهم في السجون ، حيث اختطفت المليشيا مئات الشباب ممن رفضوا الالتحاق بها والقتال في صفوفها.
إلى ذلك أصبحت معاناة سكان قرية المجيلس التابعة لمديرية التحيتا شاهدة على حجم الانتهاكات والجرائم التي تمارسها المليشيا ضد الحياة برمتها ، مما اضطر أهالي القرية النزوح بعيداً وممارسة أعمال حرفية ويدوية لتعينهم على توفير لقمة عيشهم ولكنها لا تكفيهم، بعد أن أصبحت مزارعهم التي تعد مصدر عيشهم الوحيد تحت مرمى نيران وقصف المليشيا.
وتسعى المليشيا للانتقام من المدنيين الذين لم يساندوها في تنفيذ مشروعها الاجرامي بشتى الطرق، وخصوصا الألغام التي زرعتها في مدينة الحديدة ومناطقها الريفية بشكل مكثف وعشوائي، حيث سقط خلال اليومين الماضيين طفلين شقيقين كانا يستقلان دراجة نارية في إحدى مناطق مديرية الخوخة أحدهما يبلغ من العمر 8 أعوام سقط شهيداً مضرّجاً بدمائه ، والآخر يبلغ من العمر 14عاماً، حيث أصيب بشظايا الانفجار ووصفت إصابته بأنها بليغة، جراء انفجار لغم أرضي زرعته المليشيا.
ومواصلة لأعمالها الإجرامية وإصرارها على عدم الالتزام بالهدنة الأممية، قصفت المليشيا الانقلابية منازل المواطنين العُزّل بمديرية التحيتا، ما تسبب بتدمير أعداد كبيرة من المنازل في أحياء سكنية متفرقة وهو الأمر الذي فاقم من أحوالهم وزادها سوءاً؛ مما جعلهم يلجأون للنزوح هروبا من القصف الوحشي الذي تشنه المليشيا على منازلهم.
وفي تطور عسكري لافت يكشف نوايا المليشيا العدوانية وعدم جديتها في تنفيذ اتفاق السويد الذي يقضي بانسحابها من مدينة الحديدة ، دفعت مليشيا الحوثي بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق شرق مدينة الدريهمي ، مستغلة التزام قوات الجيش الوطني باتفاق الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة ، وكل ذليك ليس إلا غيض من فيض جرائم وانتهاكات المليشيا في الحديدة خلال يوم واحد فقط.
وارتفع عدد خروقات ميليشيات الحوثي الانقلابية الى ١١١٢ خرقا بمحافظة الحديدة منذ سريان الهدنة في 18 ديسمبر الماضي وحتى ٩ فبراير الجاري،
واوضح تقرير رصد الانتهاكات أن الخروقات أودت بحياة ٧٦ مدنيا وإصابة ٤٩٢ آخرين جراح بعضهم خطيرة.
وأكد التقرير استمرار تصعيد الميليشيا ، مشيرا الى استهدافها للبعثة الدولية لتنفيذ اتفاق ستوكهولم والمسئولة عن اعادة الانتشار واستهدافها مؤخرا للمطاحن التي تستخدمها الامم المتحدة مخازن للقمح والدقيق والمواد الاغاثية الأخرى وهو ما يعد استهتارا بالمجتمع الدولي.
وأشار التقرير الى استمرار الميليشيا في تعزيز مواقعها الدفاعية بشكل كبير عن طريق زراعة الالغام و حفر الخنادق والممرات البرية عند المداخل والمواقع الرئيسية.. معتبرا ان الميليشيا تهدف من خلال ذلك الى استفزاز قوات الجيش الوطني والتحالف العربي في تعمد واضح منها لإفشال اتفاق ستوكهولم.
وفي كل الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها المليشيا الحوثية بحق المدنيين دليل واضح على تعنت المليشيا واستهتارها بمواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي لحقوق الانسان، واستباحتها لدماء المدنيين وأموالهم في سبيل تنفيذ مشروعها التدميري.. وهو الامر الذي يكشف بجلاء عدم جدية المليشيا للانخراط في أي عملية سلام وتحاول متعمدة اهدار الفرص الممكنة لتثبيته كواقع يعيد اليمن الى مكانها الطبيعي.