ثمان سنوات على عمر الثورة الشبابية السلمية 11فبراير2011م التي عمت كافة ارجاء الوطن للمطالبة بحقوق أبناء الشعب اليمني المشروعة والتي كفلها الدستور.
إلا أنها قوبلت بالقمع رغم سلميتها وخروج شبابها بصدور عارية فالمتربعون على عرش السلطة لا يمتلكون سوى سياسة الترهيب والقتل للدفاع عن كرسي الحكم لكن الإرادة الشعبية كانت اقوى من تلك الأساليب القاهرة ما جعلها تحقق أهدافها بعد أشهر من النضال السلمي والمتمثل بإقالة الرئيس السابق وتنصيب عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية اليمنية والتوافق على مخرجات الحوار الوطني أحد ثمار ثورة 11 فبراير.
كان لأبناء محافظة الجوف نصيباً من تلك الثورة حيث تجمع كل الشباب الحر التواق للحرية والخلاص من النظام السابق حيث تم تنصيب أول خيمة لهم في تاريخ 21فبراير2011م جوار مبنى النيابة العامة والمدخل الرئيسي للمجمع الحكومي.
القبيلة في الساحات
امتثلت القبيلة لهذه الثورة التي تعتبر مكملاً للثورة الأم (26سبتمبر) وتركت أسلحتها وخلافاتها جانباً وانضمت الى ساحة الحرية لتكون حاميا ومشاركاً في الثورة.
مثل ذلك لشباب 11فبراير انتصاراً على الجهل التي عانت منه القبيلة كثيراً وادخلها في صراعات مستمرة (الثأر) مؤمنة بالأفكار المستنيرة التي قدمها الشباب والمتمثلة في المطالبة بحقوقهم بطريقة سلمية
وكان للقبلية دور في حماية المعتصمين وقالت حينها بأن شباب ساحة التغيير خطً أحمر ولن نسمح المساس بهم أو التعرض لهم كونهم متظاهرين عزل وبصدور عارية فكانت قوة ردع وتوازن.
اعتصام مفتوح
بدأت ساحة التغيير في هذه المحافظة كامتداد لبقية الساحات التي شهدتها معظم محافظات البلاد بأهداف موحدة أبرزها إسقاط النظام السابق وبناء دولة مدنية بالإضافة إلى استكمال تحقيق أهداف ثورة 26سبتمبر و14اكتوبر ومحاربة الفساد والمطالبة بحياة حرة وكريمة وآمنة لكافة أبناء الشعب.
وفي تصريح خاص لـ«26سبتمبر»، قال رئيس منسقية شباب ثورة 11فبراير في محافظة الجوف شرف محمد حسن العكه: إنهم كانوا يترقبون الوضع الإقليمي لثورات الربيع العربي ومجريات الأحداث في العاصمة صنعاء وتعز وطرأت على عقولهم إقامة ساحة لأحرار المحافظة فبدأوا بالاعتصام المفتوح ولمدة ست ساعات بشكل يومي يرددون الهتافات والشعارات والاهازيج والزوامل وكذا الأناشيد الوطنية.
توسيع الساحة
وأضاف قائلا: إن شباب الساحة تشكل من مختلف التيارات السياسية والمجتمعية، مشيراً الى أن تطور الاحداث وقمع الشباب في ساحات تعز وعدن وصنعاء دفع بهم الى توسيع الساحة والبدء في الاعتصام المتواصل وبناء الخيام والتحضير للمسيرات السلمية والتي كانت تنطلق يومياً من عاصمة المحافظة (الحزم)مروراً بالأسواق والتجمعات السكانية والعودة الى ذات الساحة.
انتاج جيل واعٍ
وحول الفائدة التي جناها أبناء محافظة الجوف من الثورة أوضح رئيس المنسقية شرف العكه بأن 11فبراير انتجت جيلاً واعياً ومثقفاً يفتخر بهويته الوطنية وانتمائه لبلده بعد أن ترك السلاح جانباً وحمل اللافتات وردد الشعارات وأصبحت محافظتهم تواقة للمدنية والحرية والكرامة بعد معاناة مريرة عاشها أبناؤها نتيجة الجهل والفقر المتعمد من قبل النظام البائد. وتابع قائلاً: إن الثورة حققت جزءاً كبيراً من أهدافها وهناك أهداف تم الالتفاف عليها وتأخيرها ولكنها مازالت حية في قلوب الشباب ويسعون لتحقيقها والزمن كفيل بذلك فلا يضيع حق وراءه مطالب حسب قوله.
القضاء على التوريث
ويرى العكه ان أكبر انجاز حققوه الثوار إنهاء حلم التوريث وخلق وعي سياسي وثوري لدى أبناء الشعب اليمني مؤكداً بأن التاريخ سينصف هذه الثورة السلمية وسيدون نضال الاحرار في أنصع صفحاته وبأحرف من نور.
واعتبر العكه ان الحوار الوطني مكسباً للوطن مضيفاً بأن مخرجاته تعرضت الى مؤامرة داعياً القوى السياسية الى المضي في تحقيق ما توافق عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار والانتصار لحال الشعب وتطبيق كافة مخرجات الحوار وإنهاء المركزية.
دولة مدنية
وعن رمزية الثورة بالنسبة لليمنيين قال شرف العكه: إن هذه الثورة المجيدة ودماء شهدائها الابرار الذين تساقطوا وهم يدافعون عن كرامة الوطن معتبراً تلك الدماء الطاهرة بأنها مثلت جسر عبور نحو الدولة المدنية الديمقراطية مضيفاً بأن شباب الثورة في محافظة الجوف تركوا الساحة واتجهوا صوب الجبهات المختلفة للدفاع عن مخرجات الثورة والوقوف ضد الاطماع الإيرانية ولن يعودوا الى منازلهم إلا بإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية لاستكمال تحقيق أهداف ثورة 11 فبراير المجيدة.
المطالبة برحيل النظام
من جانبه قال وكيل محافظة الجوف لشؤون الشباب علي العنثري: ان أبناء الجوف كانوا يعانون اكثر من غيرهم من النظام السابق، الامر الذي جعلهم يندفعون الى الساحة والمطالبة برحيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأعلنوها ثورة ضد من حارب محافظتهم.
وأضاف بأن القبائل تخلت عن أسلحتها وانظمت الى ساحة التغيير وعلى رأسهم الشيخ أمين العكيمي (محافظ محافظة الجوف حالياً) بالإضافة الى قادة الأحزاب والمكونات السياسية والقبلية.
صورة حضارية
وتابع قائلا: إن الثورة أظهرت الصورة الحضارية لأبناء الجوف وكشفت الحقيقة الزائفة التي كان يروجها النظام السابق الذي اظهرهم بأنهم(متقطعون)
وأردف العنثري قائلا: ان شباب الساحة يواجهون حاليا فلول الإمامة في مختلف الجبهات بالمحافظة، كما عمل الثوار على تأسيس المكاتب التنفيذية والمؤسسة الأمنية والعسكرية من جديد بعد طرد مليشيا الحوثي، مضيفاً بأن محافظة الجوف أصبحت تنافس بقية المحافظات في مختلف الجوانب ابرزها الصحة والتعليم والطرق والتخطيط بعد رحيل النظام المشؤوم حسب قوله.
لم تمت الثورة الشبابية السلمية في اليمن بل مازالت حاضرة في قلوب اليمنيين حيث انتقل شبابها من الساحات الى الجبهات للدفاع عن المشروع الجمهوري ضد دعاة الأحقية في السلطة بعد إنهاء أحلام التوريث.