نظمت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب صباح اليوم بكلية التربية بقاعة سليمان العيسى محاضرة ثقافية نقدية أدارها أمين عام اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بدر العرابي وقدمها أ.د.مسعود عمشوش تحت عنوان “عدن فضاءً ثقافياً”.
وبالمستهل قال بدر العرابي تعد فعالية اليوم الثالثة التي تنظمها الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب مضيفاً ان عدن لطالما ما كانت موضوعا لكثير من السرد الروائي محليا وخارجيا.
وأضاف ان عدن كمدينة قد تجاوزت جغرافيا رقعتها حيث تم تداولها في كثير الدول العربية والعالمية وما الجهود الذي سيطلعنا عليها د. عمشوش إلا مقاربة سردية لعدن كفضاءً ثقافيا من خلال تناول اهم الروايات.
وأشار إلى ان الجهد الذي قدمها د. عمشوش لم تقم على استقصاء لجميع الروايات التي تناولت عدن وانما اعتمد في طرحه على عملية انتقائية لعدد من الروايات والسرديات محاولا في اطروحته التعمق.
فيما تضمنت ورقة أ.د. مسعود عمشوش “عدن فضاءً ثقافياً” مقدمة قال فيها:” “إن مدينة عدن قد اكتسبت شهرة كبيرة منذ أقدم العصور، وفي منتصف القرن الماضي أصبحت إحدى أهم المدن في الشرق الأوسط، لهذا كان من الطبيعي أن يختارها كثير من الأدباء، اليمنيين وغير اليمنيين، فضاءً مكانياً لنصوصهم الروائية ”
كما تضمنت ورقة أ.د. مسعود عمشوش ثلاث فصول أولها “عدن قبل الاستقلال بوصفها فضاءً للمتغيرات الاقتصادية والسكانية والاجتماعية” قدم فيه موجزاً لعدد من الروايات كرواية (سعيد) و(يوميات مبرشت) و(ستيمربوينت) و(بخور عدني).
فيما جاء الفصل الثاني من دراسته عن طريقة توظيف (عدن فضاءً للعنف والصراعات السياسية والأيديولوجية والدموية) تناول بفصله شرحا مستفيضا لروايات كل من سعيد عولقي وحبيب سروري وصالح باعامر، أما الجزء الأخير من الدراسة فقد تكرست حول (عدن فضاءً للممارسات الجنسية المحرمة) من خلال تناوله عدد من السرديات كـ (يوميات مبرشت) و(الملكة المغدورة) و(أرض الخراب) و(ابنة سوسلوف) و(نباح) و(ستيمربوينت).
وأثرى المحاضرة بمداخلات قدمها عدد من الحاضرين تمحورت حول ضرورة ان يتم مراجعة كثير من السرديات التي تناولت عدن وخاصة التي كتب منها بعد عام (90م) والتي زامنت الانهيار العام السياسي والثقافي اقتصادي قيمي وأدبي والذين كان عدد منهم نافذة من نوافذ السلطة لترويج للمشروع السياسي الظالم
وتحفظ كثير من الحاضرين على كثير من النصوص السردية التي كتبت عن عدن وخاصة تلك التي حاولت تشويه صورة عدن وغلبت جانب على جانب كما تعمدت اغفال جانب المدنية نظراً لكون كثير من تلك النص نصوص كتبت تحت دافع الخوف والسلطة، ولدلالات سياسية بالدرجة الأساسية.
ودعا كثير من الحاضرين إلى ضرورة إعادة قراءة كثير من النصوص السردية بشكل جديد وخاصة وان أغلب من كتب عن عدن سواء سرديا أو شعريا ليسوا ممن عايشوها واغلبهم كتب عنها سماعاً او طالعوا عن عدن.
حضر الفعالية رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب، د.جنيد محمد الجنيد، ورئيس الدائرة الثقافية لاتحاد وكتاب الجنوب د. عبده يحيى الدباني، ورئيس الدائرة الاعلامية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب ياسر عبدالباقي ،د. أسمهان العلس و د. أبو علي الفلسطيني، د. يحيى شائف الشعيبي ، والشاعر محمد سالم باهيصمي، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والتاريخي بعدن.