أثار تتويج الشابة الجزائرية خديجة بن حمو من مدينة أدرار (جنوب غربي الجزائر) بلقب ملكة جمال الجزائر لعام 2019 السبت جدلا حادا وموجة من السخرية والتعليقات العنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد اعتبر البعض أنها لا تملك الجمال الكافي للفوز باللقب أو “أنها لا تمثل جمال المرأة الجزائرية”، فيما دافع آخرون معتبرين أنها تمثل الثراء والتنوع الذي تتميز به الجزائر بكل مناطقها.
هل الجزائريون عنصريون؟ تردد هذا السؤال كثيرا نهاية الأسبوع في مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر وفي الصحافة بعد الجدل الذي تلى تتويج شابة جزائرية من منطقة الصحراء بلقب ملكة الجمال لعام 2019.
ولم تكن هذه الشابة، التي تدعى خديجة بن حمو، “مهيأة نفسيا” لمواجهة الانتقادات والهجمات التي استهدفتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تربعها على عرش جميلات الجزائر لسنة 2019 وبعد منافسة بين 16 فتاة يمثلن جميع مناطق البلاد.
وصرح شاب جزائري يدعى أيمن في شريط فيديو نشر على يوتيوب: “قسما بالله العظيم، عندما رأيتها للمرة الأولى (ملكة الجمال الجزائرية لعام 2019) اعتقدت أنها رجل. أنا لا أنتقد خلق الله، لكن بما أننا نتحدث عن الجمال، فيجب القول بأنها تملك وجها بشعا. وهذا لا يتطلب التبرير، يكفيكم فقط مشاهدة وجهها لتتأكدوا من ذلك”.
وواصل: “استغربت كيف رشحت نفسها للمشاركة في مسابقة الجمال. كان من المفروض أن يوقفها حارس المسابقة على مدخل الباب ويقول لها كيف يمكن أن يكون موقفنا من الدول المجاورة وكيف سيبرر شباننا الذين يعيشون في الخارج بأننا نملك بنات جميلات في الجزائر”، متسائلا “أين ذهبت البنات الجزائريات الحسناوات مثل تلك التي عرفتها في الثانوية والجامعة والمعاهد”، مشيرا “يكفي فقط أن ندق على باب أي منزل من منازل قرى منطقة القبائل لكي تقابلنا بنات فاتنات للغاية لأن القبائل معروفين بالجمال”.
كما خاطبت شابة أخرى تلقب نفسها “الفراشة” لجنة التحكيم التي اختارت خديجة بن حمو ملكة جمال الجزائر 2019 قائلة: “هل أنتم صادقون يا أعضاء لجنة التحكيم ومنظمي المسابقة؟ هي بعيدة كل البعد عن الجمال وقد تأكدت شخصيا من ذلك عندما شاهدت الشريط فيديو الذي كانت تتحدث فيه. فهي تفتقد إلى الأناقة والأنوثة ولا تعرف حتى كيف تتكلم. والله هذا شيء محزن جدا لأنكم تنتقصون من قيمة هذه المسابقة”.
فيما أردفت أيلن رشيدة باللغة الأمازيغية قائلة: “إنها وحش الجزائر وليست جمال الجزائر”، أما إلياس سرفنتاس فلقد سخر من خيار لجنة التحكيم قائلا “ههها. هل حقيقة أنتم جديون (أعضاء مجلس التحكيم)؟. لأنهم لم يحترموكم أيها الجزائريون. فملكة جمال 2019 هي عبارة عن مزيج من الأوصاف بين اللاعب البرازيلي رونالدينيو والممثلة الجزائرية بيونة”.
وعلقت الصحافة الجزائرية بكثرة عما سمته بـ”موجة الكراهية” التي عصفت بالجزائر إثر اختيار شابة صحراوية ملكة جمال لعام 2019.حيث كتب موقع “كل شيء عن الجزائر” إن “أدرار هي مدينة جزائرية وأفريقية بأتم معنى الكلمة وتملك تاريخا طويلا”، متسائلا “من يريد أن ينحصر الجزائر على مناطق الشمال فقط وبعض المدن مثل الجزائر العاصمة وعنابة وتلمسان وبجاية؟ من يريد أن ننسى الملكة تنهيانان ‘أم الطوارق’ (سكان الصحراء)؟. من يريد أن ننكر الثقافة الأصلية الجزائرية التي تتجسد أيضا في لاعبات آلة الكمنجة التي تدعى بآلة إمزاد؟”.
بالمقابل، أثارت التعليقات السلبية إزاء اختيار الشابة خديجة بن حمو ملكة الجمال لعام 2019 استياء عدد كبير من المواطنين الجزائريين الذين استغربوا وقوع مثل هذا الجدل في بلدهم.
وكتبت شابة تحمل لقب “غالينات” على موقع فيس بوك: “أنا لست من معجبات مسابقات الجمال، لكن أعبر عن تضامني التام مع خديجة بن حمو المنحدرة من مدينة أدرار وأندد بكل قوة بالعنصرية التي تعاني منها، إنها شابة جميلة وأنيقة وتمثل المرأة الجزائرية المعروفة بجمالها المتنوع”.