دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الأحد الحكومة اليمنية والحوثيين إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ الثلاثاء المقبل. وبعد المعارك الأخيرة في مدينة الحديدة، نشر المبعوث الأممي بيانا يعرب فيه عن توقعه من احترام طرفي النزاع التزاماتهما بمقتضى نص اتفاق استوكهولم.
على الرغم من اتفاق طرفي النزاع في اليمن على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار إلا أن اندلعت اشتباكات عنيفة الأحد في مدينة الحديدة،غرب اليمن، الأمر الذي دفع مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث إلى دعوة أطراف النزاع للالتزام بالهدنة عبر بيان مقتضب نشره غريفيث الأحد على تويتر.
وجاء في البيان “يتوقع المبعوث الخاص من الطرفين إحترام التزاماتهما بمقتضى نص وروح اتفاق استوكهولم، والإنخراط في التطبيق الفوري لبنود الاتفاق”.
وأضاف في تغريدة ثانية “تعمل الأمم المتحدة عن كثب مع الحكومة اليمنية وأنصار الله، لضمان التطبيق السريع والتام لبنود الاتفاق”.وتبادل طرفا النزاع، القوات الموالية للحكومة والحوثيون، الاتهامات بخرق الاتفاق الهش الذي تم التوصل إليه في محادثات السويد.
من جهته، تحدث مسؤول في القوات الموالية للحكومة عن مقتل 22 متمردا وسبعة من عناصر القوات الحكومية في الاشتباكات والغارات في محافظة الحديدة ليل السبت الأحد.
اتهامات متبادلة
واتهم المصدر الحوثيين بشن هجوم على موقع للقوات الحكومية في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، مؤكدا أن القوات الحكومية تمكنت من صده ومن أسر 7 حوثيين.
في المقابل، اتهم الحوثيون عبر قناة “المسيرة” الناطقة باسمهم القوات الموالية للحكومة بقصف أحياء سكنية في مدينة الحديدة ومناطق أخرى في المحافظة بعشرات القذائف. كما اتهموا التحالف العسكري الذي تقوده والداعم للقوات الحكومية بشن غارات على مناطق متفرقة في الحديدة.
وبعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، توصلت الحكومة اليمنية والحوثيون في محادثات في السويد استمرت لأسبوع واختتمت الخميس، إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها الحيوي الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين للتمون، ووقف إطلاق النار في المحافظة.
كما اتفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمردون، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وعقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع أطر سلام ينهي الحرب.
وضع أسوأ في 2019
ويرى محللون أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها هي الأهم منذ بداية الحرب لوضع البلد الفقير على سكة السلام، لكن تنفيذها على الأرض تعترضه صعوبات كبيرة، بينها انعدام الثقة بين الأطراف.
وقد دعا غريفيث الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي إلى العمل سريعا على إنشاء “نظام مراقبة قوي وكفوء” في هذا البلد لمراقبة تطبيق الاتفاق في الحديدة.
وفي الدوحة، حذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن الوضع في اليمن سيكون أسوأ في 2019 إذا لم يتحقق السلام.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي على هامش حضوره جلسات في منتدى في الدوحة الحقيقة أنه من دون سلام سنواجه في 2019 وضعا أسوأ مما هو عليه اليوم.
وأضاف “رغم أن المجاعة لم تعلن بعد هناك، فان هذا الأمر لا يقلّل من خشيتنا من الأعداد الكبيرة من الناس الذين يعانون من الجوع ويموتون في ظروف مأسوية”.
وفي كلمة أمام المنتدى، قال غوتيريش “لنأمل أن يؤدي ما كان ممكنا التفاوض حوله نحو السلام”.