يترقب العالم نتائج إيجابية للمشاورات، التي من المقرر أن تنطلق، اليوم الخميس، بين الأطراف اليمنية في العاصمة السويدية (ستوكهولوم) بعد أن خلفت أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم.
وهيمنت المشاورات اليمنية في السويد على أهتمامات وسائل الإعلام الدولية والإقليمية، والتي هي الأولى بين الأطراف منذ عام 2016، وانهارت المحاولة الأخيرة لإجراء محادثات سلام في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتحت عنوان ” خطوات صغيرة نحو السلام” قالت قناة الـ “بي بي سي” في تحليل لها نشرته على موقعها الإلكتروني، تسود حالة من عدم الثقة بين الأطراف المتحاربة، ما يجعل الظهور في محادثات لأول مرة منذ عامين تحولا مهما وإنجازا لمبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث.
وأفادت: وصفت تدابير بناء الثقة التي أدت إلى هذا، بما في ذلك الالتزام من كلا الجانبين بإطلاق سراح مئات من السجناء، بأنها “خطوة كبيرة”.
وأشارت إلى أنه لن يكون هناك حديث عن وقف إطلاق النار، حتى حول ميناء الحديدة الرئيسي، شريان الحياة لليمن. التركيز على خفض التصعيد وضبط النفس.
ووفقا لـ “بي بي سي”، لا يزال التحالف الذي تقوده السعودية الداعم للحكومة اليمنية يؤمن بأن أخذ الحديدة من الحوثيين هو أفضل طريقة لإنهاء هذه الحرب.
وتابعت في تحليلها، يريد غريفيث أن يبدأ، على الأقل، بالحديث عن مستقبل مختلف، وأن يبدأ في اتخاذ خطوات يمكن أن تخفف من الأزمة الإنسانية.
وفي ذات السياق أشارت قناة الـ “بي بي سي” إلى أنه لا يتوقع أن تسفر هذه المحادثات عن انفراجة بالأزمة اليمنية، إذ يقول مراسلون إن الهدف الرئيسي منها هو منع معركة شاملة في مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر والتي يسيطر عليها الحوثيون.
وكتبت وكالة “فرانس برس” تحت عنوان “السويد تستضيف مفاوضات للسلام في اليمن وسط أزمة إنسانية كبرى”.
وقالت إن هذه المفاوضات تشكل أفضل فرصة حتى الآن لإعادة تحريك جهود السلام في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية في وقت تقول منظّمات إنسانيّة إنّ عدد الضحايا في هذا البلد يفوق بكثير العشرة آلاف قتيل الذين أحصتهم منظمة الصحة العالمية منذ تدخّل التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب في آذار/مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء.
وبينت الوكالة المراقبين كما أطراف النزاع لا يتوقعون تحقيق اختراق في هذه المفاوضات، الأولى من نوعها منذ 2016 عندما فشلت محادثات استمرت أكثر من مئة يوم في الكويت في إنهاء الحرب التي دفعت 14 مليون يمني إلى حافة المجاعة، وفق تقديرات الأمم المتّحدة.
وذهبت وكالة “فرانس برس” إلى أن ما ساهم في إنجاح الجهود لعقد المفاوضات الحالية الضغوط الدولية الشديدة التي تمارس على السعودية منذ قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2 تشرين الأول/اكتوبر داخل قنصلية المملكة في اسطنبول، وإجلاء خمسين جريحا من المتمردين الاثنين إلى عمان.
وكتب موقع “الخليج اونلاين” تحت عنوان “ترقب لانطلاق مشاورات “الوقت الضائع” للسلام في اليمن”
وأكدت تنطلق في العاصمة السويدية ستوكهولم، اليوم الخميس، مشاورات السلام اليمنية التي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بين الفرقاء اليمنيين والتي ينظر إليها على أنها تأتي في الوقت الضائع، لكونها تُعقد للمرة الأولى منذ عامين، بهدف التوصل إلى حل سياسي يوقف الحرب المستمرة منذ عام 2015.
وقال مصدر بالأمم المتحدة إنه من المستبعد أن يلتقي الجانبان مباشرة في المشاورات، التي ستُجرى بقلعة أعيد ترميمها خارج ستوكهولم، وإن مارتن غريفيث سيقوم هو وفريقه بجولات مكوكية بينهما في المشاورات، التي ستكون الأولى منذ 2016.
وكتبت صحيفة “العربي الجديد” تحت عنوان المشاورات اليمنية في السويد: فرصة جديدة للحل تحت الاختبار.
وقالت، في قلعة يوهانسبيرغ في منطقة ريمبو السويدية، تنطلق اليوم الخميس مشاورات السلام اليمنية، وهي الأولى من نوعها منذ أكثر من عامين، ويأمل اليمنيون من خلالها الوصول إلى اتفاق سلام ينهي الحرب المأساوية في البلاد منذ سنوات، أو على الأقل قطع أشواطٍ معتبرة في طريق الحل. وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية التي رافقت التحضير لهذه الجولة، لكنهم مع ذلك يبدون مخاوف من تجدد سيناريو الفشل، أخذاً في الاعتبار تجارب المحادثات السابقة. ووحدها الأيام المقبلة ستجيب عمّا إذا وصل اليمن بالفعل، إلى مرحلة استئناف العملية السياسية أم أن المشاورات ستلحق بسابقاتها من الفرص الضائعة.
وبحسب الصحيفة، تمثل محادثات السويد، في السياق، اختباراً لجدية المواقف المعلنة، ولجهود المبعوث الدولي مارتن غريفيث، الذي فشل في جمع الطرفين على طاولة مفاوضات في جنيف مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، غير أنه سعى إلى تدارك الموقف هذه المرة، من خلال الحضور إلى صنعاء بصفة شخصية لمرافقة وفد الحوثيين على متن طائرة كويتية، حملت على متنها، أيضاً دبلوماسيين وأعضاء في الهيئة الاستشارية للمبعوث الأممي.