عام مضى على مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، والمفارقة أنه قضى على يد حلفائه وشركائه في المرحلة الأخيرة من حياته السياسية والعسكرية، والحديث هنا عن الحوثيين، إلا أن للرئيس الراحل ذكرى يمكن وصفها بالسيئة مع أبناء الجنوب الذين لايستذكرون إنجازًا لصالح أنصف به الجنوبيين الذين يرون أنه منذ توليه الحكم رئيسًا للوحدة اليمنية انقلب على الاتفاق، ولم ينفذ منه شيئًا.
وعلى الرغم من مقتل صالح على يد الحوثيين إلا أن أبناء الجنوب يرون أن ذلك لايشفع له عندهم، معتبرين ما قام به في أيامه الأخيرة انتفاضة متأخرة بعد أن رأى الأمور تسير بغير صالحه، واستقرأ غدر ميليشيات الحوثيين.
ويرى البعض أن أبرز إخفاقات علي عبد الله صالح تمثلت بسياسته المرتبكة وغير المتزنة، وأنه كان يدير أزمة ولا يدير الحكم كرئيس، إضافة إلى تمكين بعض القوى خاصة الإخوان المسلمين من التغلغل في السلطة.
إذن رحل صالح، ولكن من الواضح أنه ترك أثرًا عميقًا في نفوس أبناء الجنوب الذين لا يريدون أن تتكرر سياسته مع شخص آخر، ويناضلون من أجل طي صفحة اليمن بصورته القاتمة والمليئة بالصراعات، وفتح صفحة جديدة تضع اليمن على سكة التطور والإنجاز بالصيغة التي تضمن مصالح شطريه شمالًا وجنوبًا.