استمر تصعيد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في مدينة الحديدة وأريافها منذ أسبوع، في وقت يلتزم فيه الجيش الوطني والتحالف العربي بتهدئة عسكرية في المدينة، على أمل أن تثمر فرص السلام التي يسعى اليها المجتمع الدولي بإقناع المليشيات الحوثية لتسليم المدينة وميناءها الرئيسي للحكومة الشرعية وتجنب استعادتها عسكرياً.
ورصد “سبتمبر نت‘” جرائم المليشيات الانقلابية خلال الأسبوع الماضي بحق السكان المدنيين، والتي تركزت في قرية منظر القريبة من مطار الحديدة، والتي تلقت عشرات القذائف والصواريخ الحوثية مخلفة عدد من القتلى والجرحى، ودماراً طال منازل المدنيين، عوضاً عن تسبب القصف بموجة نزوح قسري لعشرات الأسر.
وأسفر القصف عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة 12آخرين بجروح متفرقة بعضهم مصابون في الرأس فيما الغالب منهم إصابتهم طفيفة، فيما قتلت بعض القذائف مجموعة من الأغنام التابعة للمواطنين كانت في محيط القرية خلال القصف الحوثي، طبقاً لمصادر محلية تحدثت على نحو منفصل لـ”سبتمبر نت”.
وقالت خمسة مصادر في القرية خلال حديثها لـ “سبتمبر نت‘” ان القصف الحوثي مستمراً على القرية دون توقف منذ ثلاثة أيام مضت، لافتةً الى أن القصف كان متقطعاً مطلع الأسبوع، غير أنه شهداً تصعيداً كبيراً في الأيام الثلاث الماضية محدثاً مزيد من الخسائر.
وأفاد أحد الراصدين الحقوقيين في القرية مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن القصف أصاب 15منزلاً بشكل مباشر في الفترة ذاتها، من ضمنها ستة منازل تعرضت لدمار بنسبة 70%، أضطر أهلها برفقة أسر أخرى الى مغادرة القرية الى مناطق غير معلومة.
وقال أحد النازحين من منظر خلال لقاء مباشر معه تم في منطقة المجيليس أثناء ما كان يشق طريقه نحو منطقة آمنة بمعية خمس نساء وطفلين وأبنه اليافع ذو السابعة عشر من العمر، أن بيته الشعبي المكون من ثلاث غرف تعرض للقصف في وقت كانت الأسرة بكاملها خارج المنزل. مزيداً ‘‘فضلنا النزوح أحسن من أنه نموت‘‘.
وأشار النازح المسن الى أنه يلحق بمجموعة من النازحين سبقوه بالمغادرة، مرجحا أن يستقر بهم الحال في مخيمات مدينة الخوخة (جنوباً) للحصول على مأوى ومساعدات انسانية تقدمها الهيئات الاغاثية التابعة للتحالف العربي وأخرى انسانية.
وتقاسمت مجموعة من الأسر حديثة النزوح مأواها في مخيم آل جابر المدعوم من مركز الملك سلمان الكائن في ضواحي مدينة الخوخة، ومخيم آخر شمال غرب المدينة، حيث بات الأمر بحاجة الى مزيد من الدعم لإعانة النازحين الجدد.
وشوهدت أعمدة الدخان والغبار تتصاعد من القرية في أوقات متفرقة، في حين كان صياح الأهالي يُسمع حين أفزعتهم قذائف المليشيات المتساقطة في الجوار، حيث خرج عدد من السكان الى الخط الاسفلتي أثناء قصف قبل المساء خوفاً من سقوط القذائف عليهم.
وتكرر مشهد الإجرام الحوثي هذا في مديريات التحيتا وحيس وبيت الفقيه، مسفراً عن تدمير اربعة منازل بشكل جزئي في هذه المديريات، لكن السكان هناك فضلوا البقاء في القرية عن النزوح متجنبين بعض المواقع التي طالها القصف العبثي.
وكُثف القصف الحوثي على قرى محاذية لمدينة الصالح شمالي شرق الحديدة، ملحقاً أضرارا مادية فيها، كما أصابت قذائف المليشيات مجموعة من المنازل لم يتمكن “سبتمبر نت” من الحصول على إحصائية دقيقة بها، وذلك في حي 7يويلو، الواقع في خطوط النار بين المليشيات والجيش الوطني.
وتتزامن الهجمات الحوثية المتكررة ضد المدنيين في الوقت الذي تستجيب فيه الشرعية والتحالف العربي للدعوات الدولية الهادفة لإحلال السلام، الا أن الجماعة الإنقلابية تواصل خرق التهدئة العسكرية في الحديدة والضرر بالمدنيين في مؤشر يكرس حقائق أن لا رغبة لها بالسلام.