تظل مديرية المقاطرة في محافظة لحج عصية وأبية وحصن منيعا أمام دولة الأئمة قديما والحوثيين حديثاً بفضل رجالها وأبطالها الذين رفضوا الانصياع لمليشيا الانقلاب الحوثية منذ ما يقارب ثلاث سنوات حتى هذه اللحظة، وحافظت على تاريخها الكبير الذي اشتهرت به رغم قلة العتاد والسلاح.
وتحتوي المقاطرة على قلعتها التاريخية التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 2100 متر عن سطح البحر وتعد واحدة من أهم القلاع التاريخية في البلاد؛ نظرا لموقعها الاستراتيجي، وما تضمه من آثار وحصون قديمة وكانت القلعة عبر عقود طويلة هدفا عسكريا لكل القُوى التي حكمت اليمن.
عصر الإمامة
تعد قلعة المقاطرة رمزاً من رموز النضال الثوري التحرري من الاستبداد والإمامة حيث شهدت المقاطرة انتفاضة شعبية خلال عصر الإمامة والذي أحال أبناء المقاطره ترابها مقبرة لجنود الأئمة وهزمت جيوش الأئمة.
ففي عام 1961، حاولت القوات البريطانية التوغل إلى قرب قلعة المقاطرة متنكرين بلباس مدني وسيارات مدنية بغية الصعود إلى القلعة للتعرف عن قرب على هذا الموقع الشامخ والاستراتيجي.
لكن هذا التوغل قابله الأهالي بقيادة المرحوم الشيخ أحمد سيف الشرجبي والذي كان قائداً للمحور لحمايتها من الانتهاكات البريطانية تم خلاله القاء القبض على الجنود ومن ثم اقتيادهم إلى تعز.
وكانت المفاجأة حين عثر معهم على خرائط للمنطقة خاصة بالقلعة المذكورة وأدوات تصوير، حينها جن جنون الانجليز في عدن حتى أن المندوب السامي البريطاني أرسل وفداً رفيع المستوى للتفاوض، مع الحكومة اليمنية، وكان ادعاهم أنهم ضلوا الطريق وهم في طريقهم إلى غابة إرف أو ما تسمى اليوم محمية إرف.
وقد حشدت السلطات الأمامية آنذاك اشد القوى لإخماد تمرد المقاطرة عام 1922 الذي استعصى عليها لولا الخيانة من قبل بعض الأشخاص الموالين للإمامة والتي أسقطت قلعة المقاطرة عام 1940 بعد استبسال نادر لم يسبق له مثل في تاريخ الحروب اليمنية.
صمود في وجه الحوثيين
بعد أن تمكنت مليشيا الانقلاب من السيطرة على جبال الأحكوم المطلة على مديرية المقاطرة منذ ثلاث سنوات سعت المليشيا جاهدة بكل قوتها لاقتحام المقاطرة لاستكمال فرض الحصار على محافظة تعز من جميع الجهات.
لكن هذه المحاولة بآت بالفشل بعد أن قابلهم الأهالي المدججين بالسلاح بقيادة القائد الاستاذ عبد سالم الذي ظل يحميها ويذود عنها من جهة الشمال والقائد ابوبكر الجبولي من جهة الجنوب لحمايتها من الانتهاكات الحوثية تم خلاله تكبيد المليشيا خسائر فادحة في العتاد والأرواح .
وحاولت المليشيا الانقلابية منذ بداية الحرب اقتحام مديرية المقاطرة والسيطرة عليها لقطع الشريان الأخير الذي يربط محافظة تعز بالعاصمة المؤقتة عدن والسيطرة على قلعتها المطلة على العاصمة المؤقتة عدن.
وتسعى مليشيا الانقلاب للسيطرة على قلعة المقاطرة الشهيرة التي تعتبر حصن حصين ومنيع يصعب الوصول إلى قمته إلا عبر منفذين ضيقين فقط لا تزال أسواره قائمة حتى اليوم وكانت تستخدم قبيل تحقيق الوحدة بين شطري اليمن في مايو1990 م موقعا عسكريا استراتيجيا كونها تطل على معظم مناطق الحجرية ولحج وعدن، لكنها تفشل في كل محاولة.