مدينة المكلا، حاضرة محافظة حضرموت، نموذجاً للمدينة الهادئة الآمنة، لابسة حلة جميلة قوامها أمن وأمان واستقرار، بفضل جهود قيادة التحالف العربي وتفاني قوات النخبة الحضرمية، وتكاتف المواطنين،
وهي معالم رسمت تلك الصورة الجميلة وجعلتها محط أنظار الجميع، ومثالاً يحتذى به لبقية مناطق اليمن المحررة من سيطرة مليشيات الإرهاب، وتنظيم «القاعدة» الذي أحكم السيطرة عليها في أبريل 2015م، وهو الواقع ذاته الذي تعيشه مدن حضرموت التي عُرفت منذ الأزل حبها للاستقرار، وتطلعها للأمن والأمان.
نموذج يضرب به المثل
وفي تحقيق لجريدة الاتحاد الامارتيه كشف سر استقرار مدينه المنكلا وقال :ما إن استعادت النخبة الحضرمية، مدينة المكلا وبقية مدن الساحل تباعاً من سيطرة مسلحي تنظيم «القاعدة» في أبريل 2016 بدعم وإسناد القوات المسلحة الإماراتية، حتى طهّرت المرافق الحكومية، وحققت نجاحات أمنية ومستوى انضباطياً عالياً، وحنكة وشجاعة وإقداماً لدرجة أن النخبة الحضرمية صارت في مدّة وجيزة نموذجاً يضرب به المثل على المستويات كافة.
ولم تكتف دول التحالف العربي بالتحرير فقط، وخاصة دولة الإمارات، بل مضت مشرعة لتقديم كل أوجه الدعم والمساندة للنخبة في معركة استتباب الأمن في حضرموت وضد العناصر الإرهابية وألحقت خسائر فادحة بهم في أكثر من موقع، لضمان عدم عودة أي عناصر إلى المكلا، ونثر ورود الفرح والأمان والاستقرار.
حضرموت نموذج للمحافظات المحررة
يشيد اللواء الركن فرج سالمين البحسني، محافظ حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية، بالاستقرار الأمني الذي تعيشه مدن ساحل حضرموت كنموذج للمحافظات المحررة، مبيّناً دور قوات النخبة الحضرمية في ذلك، وتطبيع الحياة العامة بالمحافظة بسرعة قياسية، وعودة نشاط مرافق الدولة الإنتاجية والخدمية والتنموية، مؤكداً استعداد القوة العسكرية والأمنية والاستخباراتية في المحافظة للتصدي لأي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار فيها. لافتاً إلى أن الاستقرار الأمني الناجح يعود بالدرجة الأولى إلى جاهزية تلك الأجهزة وتعاون قيادة التحالف العربي، ودور الأهالي في مساعدة السلطة في أمور كثيرة، لإنجاح عملها منذ اللحظات الأولى لوجودها بعد ملحمة التحرير في أبريل 2016، وعدّهم سباقين في مراقبة العناصر الإرهابية، والإبلاغ عنها، ومساعدة الأجهزة الأمنية في القبض على تلك العناصر الإرهابية.
ونوّه محافظ حضرموت أن ذلك الاستقرار الأمني والإداري في المحافظة فتح الباب أمام المستثمرين، وتم اعتماد عدة مشاريع حيوية في مجالات المعادن ومواد البناء ومشاريع صناعية وسكنية وأخرى ستسهم في التغلب على معضلة البطالة التي تواجه الكثير من الشباب في المحافظة.
نجاحات مميزة للنخبة الحضرمية
نجاحات متعددة حققتها النخبة الحضرمية في معركة تحرير المكلا من قبضة عناصر تنظيم القاعدة، ومن ثم مطاردة ما تبقى منهم في أكثر من موقع، كما تنعم المكلا وبقية مدن الساحل بالاستقرار واستتباب الأمن. ويضم جيش النخبة الحضرمية أكثر من 11 ألفاً من شباب المحافظة، وتشّكل بقرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وحظي بدعم لا محدود من دولة الإمارات العربية المتحدة، وبإشراف ضباط عسكريين محليين ودوليين.
دور الإمارات الريادي
وكان محافظ حضرموت السابق اللواء أحمد سعيد بن بريك، قد أشاد بدور الإمارات الحيوي والمهم الذي وفر الاستقرار الأمني والاجتماعي والخدماتي، ولولاه لما شهدت المحافظة تلك النقلة النوعية في الاستقرار والأمن والخدمات والاقتصاد، وتلبية حاجات أبناء المحافظة ومؤسساتها الأمنية والصحية والتعليمية والخدمية.
عقب تحرير المكلا وساحل حضرموت تحسنت الأوضاع الأمنية، ولعبت الإمارات دوراً كبيراً في ذلك التحسن الملحوظ الذي وصل لدرجة الامتياز بحسب المواطنين والمتابعين للشأن الحضرمي، ويرى مدير عام مديرية المكلا، أن المدينة تنعم بالأمن والأمان بشكل ملحوظ، منذ طرد مسلحي تنظيم «القاعدة» منها قبل عامين، وشكلت نقطة تحول عن بقية المدن المحررة، ومن حق أبناء حضرموت عامة الافتخار بتلك الإنجازات والانتصارات في الملف الأمني المجبول بتضحيات وبسألة قوات النخبة وبقية الأجهزة الأمنية فيها التي قدمت نموذجاً رائعاً في حفظ الأمن والاستقرار. كما أكد مصدر أمني بساحل حضرموت على أهمية الدعم اللوجستي غير العادي الذي تقدمه دولة الإمارات لقطاع الأمن وأجهزته المتعددة في حضرموت، وكان من نتائجه تحقيق أهداف ملموسة على أرض الواقع، وعزز من تثبيت الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب على نحو متسارع وإلحاق الخسائر المتتالية له.
النخبة الحضرمية أمن وأمان
في حين يجزم الصحفي أمجد يسلم صبيح، رئيس تحرير صحيفة «حضرموت21» الإلكترونية، إنه من الطبيعي مشاهدة الأمن والأمان مستتباً في مدن ومديريات ساحل حضرموت، وأرجع ذلك الجزم، إلى وجود قوات النخبة الحضرمية، المنتمية لحضرموت دماً وروحاً، وبالتالي وجدت كل الثقة في تلك القوات الناشئة حديثاً والثابتة جدارتها في مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية.
وتابع صبيح، مفنّداً بعض أسباب استتباب الأمن في مدن ساحل حضرموت منها: وجود نوايا صادقة لدى منتسبي النخبة الحضرمية لتحرير وطنهم، ولذلك حققوا انتصاراتهم السريعة.
وذكر أمجد صبيح في سياق حديثه، أن استباب الأمن بعاصمة محافظة حضرموت «المكلا» بعد تحريرها من الجماعات الإرهابية، دفع بالكثير من المستثمرين إلى الاستثمار والإعلان عن استثمارات ضخمة في بناء المدن والجامعات والمولات التجارية الضخمة.
خطوات صارمة اتخذتها قيادة الأمن والشرطة بساحل حضرموت، والنخبة الحضرمية للحد من المظاهر المسلحة، منها: الإعلان بداية العام الحالي عن حملة وطنية، لمنع حمل ودخول السلاح في المكلا، كخطوة أولى على طريق تعميمها على بقية مدن الساحل، وهو ما تم لاحقاً.
ثقة متبادلة
في سياق متصل، يرجع الصحفي ياسر علي، أسباب الأمن المستتب، والاستقرار الذي تشهده مدن ساحل حضرموت إلى: طبيعة الشعب الحضرمي المحب للخير والسلام والأمن والاستقرار، وأكد أن تلك الطبيعة الهادئة عامل مهم من عوامل ذلك الاستقرار، وضرب بمثل يظهره الواقع المعاش والمتمثل في تعاون المواطنين مع قوات النخبة الحضرمية المسيطرة على مدن ساحل حضرموت، وأكد أن تلك الثقة نابعة من الدور الفعال الذي تقوم به تلك القوات التي كان لها دور كبير في دحر عناصر التطرف من مدن الساحل.
وأضاف، أنه لا يجب نسيان الدور الكبير الذي يقوم به تحالف دعم الشرعية في دعم ومساندة تلك القوات والذي كان لها دور كبير وفعال في قيامها بدورها الفعال في تأدية مهامها على أكمل وجه.
ويلفت الصحفي أمجد صبيح، ما يدور في مديريات وادي حضرموت وغياب الأمن، بل زعم إنه «منعدم كلياً»، ومضى: تشهد مديريات وادي حضرموت عمليات اغتيالات مستمرة، بل تسجل عدد من عمليات القتل والاغتيالات في يوم واحد تصل إلى 4 حالات.
تدريب وتجهيز على أعلى مستوى
في سبيل استتباب الأمن في المكلا ومدن ساحل حضرموت واستقرارها وحمايتها من الفوضى، وخطر الجماعات المسلحة الإرهابية، تبنّت دولة الإمارات تدريب وتجهيز وتأهيل ودعم مراكز الشرطة بالأجهزة والمعدات والسيارات، وإنشاء معسكرات تشرف عليها إلى جانب قوات النخبة والأجهزة الأخرى، استعداداً لأي تحركات تهدد المكلا وأمنها واستقرارها وبقية المدن الأخرى، وتأتي الجهود الإماراتية المتواصلة لرفع كفاءة قطاع الأمن في حضرموت وترسيخ الاستقرار ونشر الطمأنينة ورفع مستوى جاهزية الأجهزة الأمنية وتطوير كفاءتها.
يفاخر عمر عصبان، موظف، بما تحقق في حضرموت الساحل، ووصفه بـ «بقعة الضوء» وبمثابة اللوحة الرائعة التي رسمها أبناؤها المخلصون وعنوانها الأمن والبناء والتنمية والنهوض، برغم ما تشهده البلاد من حرب ظالمة أشعلتها ميليشيات متمردة، وانتشار الجماعات المتطرفة، ووجه تحيّته لأبناء حضرموت كافة، وفي مقدمتهم رجال النخبة الحضرمية الذين يواصلون الليل بالنهار للحفاظ على أمن البلاد والعباد، كما وجه شكره وامتنانه لجهود دولة الإمارات ودعمها اللامحدود لمحافظة حضرموت.
وفقاً لإحصائية فإن النخبة الحضرمية قدمت في سبيل الانتصار للمواطن وسكينته العامة واستقراره أكثر من 237 شهيداً، في حين خسر تنظيم «القاعدة» 400 من مسلحيه في معركته مع قوات النخبة، ووقع نحو 100 من عناصره في قبضة النخبة، بعضهم مطلوب أمنياً محليا ودولياً، كما تمكنت قوات النخبة من العثور على المئات من الألغام والقذائف والمتفجرات في معسكراته، بعد وضع خطة الانتشار ومتابعة العناصر المسلحة ومداهمتها في البيوت والجبال والوديان والمزارع.
لم يكن الانتصار العظيم على مسلحي تنظيم «القاعدة» الحدث الأبرز في المكلا ومدن ساحل حضرموت، بقدر ما كانت مهمة تثبيت الأمن والاستقرار المعضلة الكبرى في نظر الكثيرين، لكن المكلا تجاوزت تلك المحنة باقتدار، وما كان لها أن تصل لذلك المستوى إلا بدعم دولة الإمارات، صاحبة الدور الريادي والباع الطويل في التجارب الأمنية الناجحة، وما قدمته من دعم ومساعدات للقطاع الأمني والعسكري سواء للنخبة الحضرمية، الأمن العام، الشرطة، الدفاع المدني، للتدريب، وإعادة التأهيل، وتعزيز القدرات ورفع الجاهزية من الألف إلى الياء.