*القاضي أحمد سعيد المفلحي – الضالعي :
خلال زيارتنا لمحافظة البيضاء وبالتحديد مديريتي الزاهر وذي ناعم ،مع وفد اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاك حقوق الإنسان وجدنا أن هناك عدد كبير من الإنتهاكات المختلفة والتي لم نكن نتخيل جسامة تلك الإنتهاكات وبشاعتها قبل زيارتنا لهذه المناطق بسبب اهمالها وعدم تداولها في وسائل الاعلام المختلفة ومن قبل الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي ومنظمات المجتمع المدني
لقد وجدناء اطفال وشباب ومشايخ شامخين وراسخين بأرضهم رسوخ وشموخ جبالها محبين اوفياء لكل ذرة رمل فيها رغم قساوة ووعورة المنطقة
وجدناها محرومة من معظم الخدمات ومع ذلك وجدنا ابنائها على قلب رجل واحد محبين لوطنهم مستميتين في الدفاع عن مناطقهم بكل ما يملكون يتعرضون للقتل والحصار وتدمير منازلهم والتهجير من قراهم وتعذيب المعتقلين منهم وهم واضعين يدهم على جراحهم وألامهم بصمت وكبرياء وعزة دون أنين او نواح مع عظم ما يعانوه من عدوان القوى المتخلفة التي لا تعرف اي قيم إنسانيه فضلا عن إهمال وعدم تجاوب الجهات المعنية معهم في الحكوميه وفي ظل تنكر وعدم وفاء بواجب وحق الجوار من بعض جيرانهم الاقرب إليهم .
لمسنا منهم البساطة والتسامح والصدق والوفاء والتعايش مع الجميع ،عرفنا حجم الظلم والتشويه الذي تعرض له شباب هذه المناطق من بعض الجهات وبشكل ممنهج وبمشاركة بعض وسائل الاعلام بل وحتى الكثير من الكُتاب والمفسبكين الذي شاركوا بجهل في نشر الاشاعة الكاذبة بان البيضاء مسكونه بالدواعش والارهابيين .
إن ما إلتمسناه خلال معايشتنا لابناء هذه المناطق بمختلف الفئات العمريه أنهم اناس يحبون وطنهم وارضهم ولديهم الاستعداد من الطفل الصغير وحتى الشيخ العجوز للتضحية بحياتهم من أجل الدفاع عنه كما انهم ايضا يمدوا أيديهم للتعايش مع كل الشرفاء من اجل بناء دوله مدنيه عادله تتسع للجميع بعيد عن كل امراض الماضي ، وتحفظ حقوق وكرامه كل مواطن .
إن ما تعرض له ابناء البيضاء من تشويه ممنهج منذ سنوات لاهداف رسمت مسبقاً وبدقة لإظهار هذه المحافظة امام الرأي العام المحلي والعالمي كماوى للإرهاب لكي يتم تهميش أبنائها وقتل وقصف المغضوب عليه منهم ومن ثم تحييدها في معركة الدفاع عن النظام الجمهوري واخراجها من معادلة الصراع لاسباب طائفية ولمعرفتهم بشجاعة وبأس رجالها ومواقفهم الوطنيه ،
ولإن مساهمة العديد من وسائل الاعلام المختلفه في هذا المخطط قد يكون نتيجة تلقيهم الكثير من المعلومات المغلوطه والغير صحيحه ، فاننا ندعوا كافه وسائل الاعلام والناشطين وكافة منظمات المجتمع المدني لزيارة المناطق للاطلاع على الحقيقه عن كثب وللتاكد من عدم صحه ما يتم تناوله والترويج له عن البيضاء وابنائها الشرفاء كما ندعوا الجهات الحكوميه الرسميه وعلى رئسها فخامة الاخ رئيس الجمهورية لتلمس اوضاع مناطق البيضاء ومعالجة ما يمكن معالجته في اسرع وقت كما نتوجه بالدعوة لجيرانهم من أبناء يافع بالتخديد بضرورة القيام بحق المجورة والحفاظ على العلاقات التاريخيه لان الوفاء لايجب ان يقابل الإ بالوفاء والله وراء القصد .
*عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في الانتهاكات