ها هم اليمنيون يتشاركون مع قيادتهم الشرعية مهمة الاحتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة ليؤكدوا مجددا أنها لم تكن مجرد ذكرى عابرة في كتب التاريخ ولن تكون، ليرسموا بذلك مشهدا عظيما يجددون فيه العهد للانتصار لقيم الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والدفاع عن مكتسباتهما الوطنية من خلال إحياء المشاعر الثورية والنضالية اليمنية الخالدة.
لقد صنعت ثورة 26 سبتمبر تحولات كبيرة وعظيمة في وجدان وطموحات اليمني، وخلقت فيه الدافع للانتقال من زمن القهر والظلم والكبت والحرمان والجمود والانغلاق في عهد الحكم الإمامي إلى مرحلة الانفتاح الوطني والعالمي، وشكلت بسمو أهدافها الستة رسالة وعنوان لعصر جديد من الحرية والتطور في تاريخ اليمن الحديث وتعزز إيمان اليمنيين بثورتهم وعظمة أبطالها باتضاح حقيقة مشروع ميليشيا الحوثي الكهنوتية ونهجها في النيل من قيم الثورة و مكتسباتها وتقويض نظام الحكم الجمهوري الديمقراطي التعددي, وطبيعة التوجه الامامي لديها والتطلع لفرضه بطابع ولاية الفقيه في ايران ، وبكونها جماعة دينية لا تقل تطرفا عن غيرها من الجماعات المتشددة دونما اختلاف عنها الا بنزعة التمييز السلالي ومزعوم الأحقية الإلهية بالحكم ومسعاها الدؤوب لجعل اليمن نقطة الانطلاق للتوسع الى ما جاورها من الدول وهذا ما نعده بالخطر الداهم الذي ليس له حدود .
وهنا تتجلى عظمة الشعب اليمني بمكوناته السياسية والاجتماعية ومدى إيمانه بأهداف ثورته ومبادئها، بما أبداه أبنائه ولا يزالون من احباط طموح الانقلابيين ومشروعهم الإجرامي بأحياء كل مأثر الثورة واعلاء شأن رموزها وتمجيد أبطالها وفضح زيف الحوثية وخلق حراك اجتماعي واسع رافض للفساد والامامة والاستبداد .
ولعل ردة الفعل الشعبية الساخرة من فرض الانقلابيين يوم اجتياحهم للعاصمة صنعاء كيوم وطني تمثل خير شاهد على يقظة اليمنيين ووقوفهم بالمرصاد لكل ما قد يمس بشرف الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر أو ينال من رمزيتها.
ان ما يُميز احتفالنا بعيد الثورة هذا العام انه يأتي في ظل متغيرات ايجابية شهدتها الأحداث في اليمن لمصلحة الشرعية والتحالف الداعم لها فُتح فيها لفرص جمع شتات الصف داخل بعض مكونات هامة لتعزيز جبهة الشرعية .
ونجاح قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي في فضح ميليشيا الحوثي الكهنوتية عالميا وكشف موقفها الرافض للسلام وتثبيت موضعها في ملف اليمن داخل أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة باعتبارها عصابة انقلابية متمردة وأداة بيد ايران لتهدد واستهداف المصالح الدولية وطرق الملاحة .
وباقتران هذا الانجاز السياسي مع وقع الضربات الموجعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبإسناد فاعل وقوي من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وختاما فأن الأهم في هذه المناسبة ونحن نحتفي بذكرى سبتمبر المجيدة، ان نقف احتراما وإجلال لنترحم على أرواح كل شهداء الوطن الأبرار، الذين لن تذهب تضحياتهم هدراً، ولنوجه تحية الشرف والاعزاز لكل مناضلي الحركة الوطنية التحية وجرحى الحرب وللأبطال الميامين في جيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة في كل الجبهات والميادين، والتقدير والعرفان لكافة دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.
تحية الوفاء والتقدير لمصر العروبة حكومة وشعبا شركاء النضال في الدفاع عن ثورة سبتمبر وانتصارها مترحمين على كل شهداء الجيش المصري الذين رووا ارض اليمن بدمائهم الزكية جنبا الى جنب مع اخوانهم من مناضلي الحركة الوطنية اليمنية .
نثق أننا سنحتفي بأعيادنا الوطنية القادمة وقد تخلصنا من كابوس الانقلاب، للمضي نحو تحقيق تطلعات وحلم اليمنيين ببناء الدولة الاتحادية المنصوص عليها في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في وطن آمن ومزدهر ومستقر.