تتزايد المخاوف من انهيار «جسر الصداقة الصينية» في محافظة أبين، في أية لحظة. وحدّد المختصّون ثلاث مخاطر تهدد الجسر، أولها الحمولات الجديدة والمتمثلة بالشاحنات الكبيرة والقواطر التي تفوق حمولتها قدرة تحمله، وقد جاء هذا التوقع نتيجة للأضرار التي لحقت بالجسر من تشققات مختلفة نتيجة تحمله مؤخرا أحمال إضافية لم تحسب عند بنائه عام 1982م.
الخطر الثاني يتمثل بأنابيب المياه التي مررتها مؤسسة المياه والصرف الصحي فوق الجسر، حيث شكلت ثقلاً إضافيا لا يقل خطورة عن الشاحنات، ويزيد من خطورة الأنابيب، إضافة لوزنها، تسرّب المياه منها. والخطر الثالث يتمثّل بالأشجار أسفل الجسر بسبب احتجازها مياه السيول التي قد تتسبب بجرف التربة من جوانب حافتي الجسر، وتتسبّب في انهياره.
المهندس خالد ناصر الحميقاني، مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق في أبين، تحدث حول أهمية ترميم الجسر، وقال «هناك أحمال كثيرة تمر فوق الجسر يصل وزنها من ثلاثة إلى أربعة أضعاف من الحمولة المصرح لها المرور فوقه، وزادت هذه الحمولة بعد عام 90م، حين دخلت الشاحنات والقواطر الكبيرة، والجسر بني عام 82م وفقاً لأحمال محددة»، وأضاف «نحن نحاول أن نمنع، مع رجال المرور، القواطر ذات الأحمال الكبيرة من عبور الجسر»، مشدّداً على أن «حالة الجسر حالياً لا تسمح، ويحتاج إلى صيانة متكاملة وترميم، وأيضاً قطع الأشجار الموجودة تحته» .
وحول خطورة الأشجار الموجودة أسفل الجسر، قال حسين الهيثمي، مدير عام مكتب الزراعة والري في أبين، إن «أشجار السيسبان التي نمت وتكاثرت أسفل جسر وادي بنا، تشكل خطورة كبيرة على الجسر، خاصة الأشجار التي في وسطه والتي تعيق جريان مياه السيول وتعمل على تجميعها أسفل أعمدة الجسر»، وأوضح أن «المياه ستحفر أسفل الجسر ما سيؤدي لسقوطه، لهذا لا بد من التخلص من هذه الأشجار».
وأشار الهيثمي إلى أنه «سبق أن قامت منظمة كير بقطع هذه الأشجار الموجودة أسفل الجسر، ولكنها للأسف لم تقتلعها من جذورها لنتخلص من خطورتها، بل تم قطعها من الساق وهذا خطأ، وقد طالبنا المنظمة أن تقتلعها لكن للأسف لم ينفذوا هذا وعادت اليوم بشكل كبير وأصبحت كثيفة وتفرعت، وأصبح قلعها يحتاج لتدخل الحكومة أو منظمة لديها إمكانيات كبيرة كون هذه الأشجار الشوكية تريد إمكانيات ومبالغ كبيرة»، مناشداً «الحكومة للتدخل لقلع هذه الأشجار لمنع تفاقم خطورتها على جسر وادي بنا بمحافظة أبين».