كشف مصدر يمني استيلاء ميليشيات الحوثي الانقلابية على مدارس في محافظة صعدة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومقار لعقد الاجتماعات السرية لقيادات التمرد، وذلك بغرض تلافي ضربات تحالف دعم الشرعية في اليمن، والذي يتجنب استهداف أي مواقع مدنية.
وقال مصدر يمني، استيلاء ميليشيات الحوثي الانقلابية على مدارس في محافظة صعدة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومقرات تدريب واجتماعات سرية، كاشفا عن كذب الحوثيين وتضليلهم حول ما يتعلق بتواجدهم في المدارس.
وحصل المصدر على عدد من الصور تثبت تجمعا لقيادات حوثية في إحدى المدارس بصعدة، مبينا أن هذه الصور بدت فيها الطاولات والكراسي الطلابية واضحة داخل أحد الفصول الدراسية.
وقال المصدر في تصريحات إلى «الوطن»، إن هذا التجمع حضره عدد من عناصر الميليشيات يتقدمهم محافظ محافظة صعدة من جانب الحوثيين، محمد جابر عوض، مشيرا إلى أن هذا اللقاء تضمن العديد من الفقرات، ومنها تمجيد بعض الشعراء للصريع صالح الصماد.
تفادي ضربات التحالف
أكد رئيس المجلس الأعلى لأبناء محافظة صعدة عبدالخالق بشر في تصرحات إلى «الوطن»، أن الحوثيين يستحلون ويتمركزون في المدارس والأماكن العامة، لمعرفتهم بأن تحالف دعم الشرعية في اليمن يعمل وفق قوانين دولية ويحترمها، بحيث لا يستهدف أي مواقع مدنية ومنها المدارس والمستشفيات وغيرها، في الوقت الذي يستهدف فيه الحوثيون هذه المواقع.
وقال بشر إن استخدام الحوثيين لهذه المواقع يأتي لأسباب من بينها استخدام المواطنين كدروع بشرية وحماية أنفسهم، وتسخير أي ضربة للتحالف لمخططاتهم بخداع الرأي العام، والتسويق الإعلامي لهم بعد ذلك مجتمعيا وحقوقيا وأمام الرأي الدولي، كذلك تشويه صورة تحالف دعم الشرعية.
وأشار إلى تقديم أكثر من ملف في هذا المجال تكشف استخدام الحوثيين للمدارس والأسواق والمستشفيات والأماكن العامة كثكنات عسكرية ومنصات صواريخ ومخازن أسلحة وإقامة ندوات ولقاءات وتدريبات عسكرية وغيرها، رغم أن هناك قوانين دولية معترف بها تحرم ذلك، مبينا أن الحوثيين خلال إجازات الصيف يقيمون مراكز صيفية تعبوية، ويقومون بتزويد الأطفال بأفكار متطرفة.
تواطؤ الأمم المتحدة
ذكر بشر أن «ما حدث أو قد يحدث من أخطاء هي بسبب الانتهاكات الحوثية لبراءة الأطفال الحوثيين واستغلالها لصالحهم»، مبينا أن الحوثيين جعلوا من المدارس منطلقا لتجمعاتهم وتخزين أسلحتهم، كما أنهم يضعون الأطفال داخل باصات في مواقع إطلاق صواريخ، أو أماكن تجمع قيادات مطلوبة دوليا، دون مراعاة لأي قوانين أو حقوق إنسانية، كما يرتكبون جرائم بشعة محرم استخدامها في المعارك الحربية.
وعبر بشر عن أسفه للتواطؤ المهين للمبعوث الأممي والأمم المتحدة والذي بدا وكأنه تدليل لهذه العصابة والانتقام من الشعب اليمني، مستغربا من عدم إصدار أي تصريح إدانة بمخالفتهم الأخيرة بعدم حضور اجتماع جنيف، مؤكدا أن اليمنيين سينقذون بلادهم من هذه العصابات.
800 مدرسة
قال بشر إن عدد طلاب المدارس في صعدة زاد خلال الفترة من العام 2009 إلى 2018 بنسبة 30 %، ووصل عدد الطلاب إلى 110 آلاف طالب وطالبة، فيما بلغ عدد المدارس قرابة 800 مدرسة، تشمل 15 مديرية في محافظة صعدة، مبينا أن 80 % من المدارس حكومية بينما 20 % منها مستأجرة أو بناء شعبي تبرع به المواطنون.
وأضاف أن هذه المدارس تم السيطرة عليها وتستخدم في العطل الصيفية لانتشار المراكز الصيفية التي تقيمها المليشيات الحوثية لتدمير عقول الطلاب بالأفكار المتطرفة، مشيرا إلى أن معظم المدارس خاصة في المرحلة المتوسطة تضم ثلاثة فصول دراسية فقط، كما أن بعض المدارس لا يتجاوز طلابها 50 طالبا، لافتا إلى وعورة التضاريس في بعض أماكن صعدة وهو ما يضطر الحكومة لبناء مدارس موزعة في عدة مواقع وزيادة عددها بشكل عام في صعدة.
وذكر بشر أن الحوثي بدأ باستخدام المدارس من خلال عملية سياسية حيث تم إقامة ما يسمى «معاهد الشباب المؤمن» على أساس أن تكون بديلا للمدارس التعليمية، حينها كانت القيادات الحوثية الخفية التي صنعتها إيران تعمل بخبث في هذا المجال ومن بينهم يحيى المتوكل.
ولفت إلى أن بدر الدين الحوثي، ضلل الأهالي بأن المعاهد ستقدم لأبنائهم أكثر مما تقدمه المدارس الحكومية، مما يؤكد أن استهداف الحوثيين للمدارس في صعدة لم يكن غريبا.
حقول ألغام
قال أحد أبناء سكان صعدة حميد هدشان لجريدة «الوطن» إن الحوثيين يركزون على اختيار المواقع العامة ومنها المدارس والمستشفيات وتحويلها إلى حقول ألغام ومنصات صواريخ ومخازن أسلحة ولقاءات قياداتهم، مضيفا أن هزائم الحوثيين في الجبهات جعلتهم يهربون إلى المواقع العامة المأهولة بالسكان، واستخدموا المدارس من وقت مبكر للخداع والتضليل.
وبين هدشان «أن الحوثيين ينكرون تواجدهم بالمدارس، ويتذرعون بالأطفال، بينما هم يقومون بنقلهم عبر باصات وينسبونها للمدارس وهذا كذب، لأنه لا توجد باصات نقل في صعدة»، وقال «هناك مدارس كثيرة استهدفها الحوثيون وحولوها إلى ثكنات عسكرية ومقرات تدريب ومنها مدرسة حفصين الثانوية ومبنى تعليمي آخر، كذلك مدرسة الأغبير المتوسطة والثانوية في منطقة الأغبير ولد مسعود، فضلا عن عدد كبير من المدارس في سنام»، مؤكدا أن هذا الأمر خطير، مستنكرا تجاهل الأمم المتحدة لمثل هذه الجرائم.