د/ رياض الغيلي:
صورة جديدة من صور العنصرية السلالية المقيتة التي عادت مع عودة مخلفات الإمامة التي تنتسب زوراً وبهتاناً إلى بيت النبوة الذي يدعو صاحبه صلى الله عليه وسلم إلى نبذ العصبوية الجاهلية المتشبثة بالعرق أو اللون أو اللغة، وإشاعة المساواة بين الخلق جميعاً من خلال (كلكم لآدم، وآدم من تراب)، ووضع معايير جديدة للتمايز بعيدة عن النسب واللون والقومية من خلال قول الله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود ولا لأحمر على أصفر إلا بالتقوى).
لكن عندما يفقد المرء معيار التمايز الإلهي (التقوى) يتغلب عليه الشعور بالنقص فيبحث عن معايير أخرى تشبع رغباته المتوحشة نحو التميز على الناس بدعاوى النسب المقدس والاصطفاء الإلهي والحق الأبدي والولاية والإمامة وغيرها من دعاوى الجهل والتخلف.
لأكثر من خمسين عاماً منذ إسقاط نظام الإمامة حاول الناس أن ينسوا مآسي التمييز الطبقي الذي حكم اليمن لأكثر من عشرة عقود من الزمن، وبدأت الطبقات المصطنعة تتلاشى وبدأت الأسر اليمنية تذوب في بعضها وتتمازج مع بعضها لتشكل مجتمعا واحداً خالياً من التمايز الطبقي والتمييز العنصري والتفاخر السلالي والتعصب القبلي، ولكن انقلاب الجماعة الفاشية على الشرعية الدستورية في 21 سبتمبر قبل عامين أعادنا مرة أخرى إلى عصور الإمامة البغيضة بكل وقاحاتها وعنصريتها، وعاد المجتمع اليمني للتفكك من جديد.
#بالأمس_الأول تغلب اليمانون على قاعدة العرق المقدس التي تقول : ( #لا_يقتل_سيد_بعربي ) واستطاع آل سنبان أن يسقطوا هذه القاعدة في ساحة الإعدام وأحبطوا محاولات (الآل) الحثيثة في الإبقاء على القاعدة، وقُتل (السيد) بالجرم المشهود رغم أنف كل (السادة) وجبروتهم وما جمعوا، كان ذلك في وقت لا تزال فيه بقايا (جمهورية)، يومها نصح (السيد) القاتل بالتوبة إلى الله عما اقترفت يداه وأن يتقبل حكم الله راضياً، فتسآل مستنكراً : وهل علي توبة وما قتلت إلا عربياً وضيعاً؟ أجابه الناصح : نعم يلزمك التوبة فقد قتلت نفساً مؤمنة بغير ذنب.. فأجاب (السيد) القاتل : لا؛ حتى أستفتي سيدي (حمود).. وجاءته الفتيا من (سيده) حمود (ألا توبة تلزم السيد في قتله عربياً) !! .. لا بأس : مت إذاً من غير توبة ولتذهب إلى الجحيم واحجز لسيدك (حمود) فيها مقعداً.
و #بالأمس بعد إسقاط الجمهورية في سبتمبر 2014م فاحت رائحة التمايز السلالي من جديد وأعيد تفعيل قاعدة #لا_يقتل_سيد_بعربي بصورة أكثر وحشية، حيث يقتل وضيعٌ ممن يسمون (السادة) وضيعاً آخر ممن اتبعوهم وقاتلوا إلى صفهم من (القبائل) فيأتي أولياء الدم مطالبين بالقصاص العادل فيصرخ في وجههم كل (السادة) الوضيعون ( #سيد_بألف_عتمي) !! .. يا الله … يلزم عتمة لكي تأخذ القصاص أن تبذل (999) فرداً من أبنائها لكي يستحقوا القصاص العادل من مجرم قاتل ينتمي لطبقة (السادة) .. في ظل حكم الملالي أطلق سراح القاتل وحبس أخو المقتول وضاع دمه لأنكم أضعتم جمهوريتكم.
و #اليوم يتقدم علي الشاب (القبيلي) المغترب إلى صالح (السيد) المغترب أيضاً لخطبة (الشريفة) ابنته، فيوافق صالح الذي تخلص من كل علائق الماضي السحيق وارتضى علياً زوجاً لابنته بعد أن رأى فيه من الدين والخلق ما يجعله أهلاً للفوز بقلب ابنته، ويطير الخبر إلى (السادة) و (الشرائف) في رداع فتثور ثائرتهم ويصرخون في وجه الأب ( #القبر_أولى_بالشريفة_من_القبيلي ) فيأبى الأب الشريف حقاً هذه الدعوى الجاهلية ويصر على مقاطعة الماضي الذي يحاول قومه جره إليه، ولأنه بعيد عنهم حاولوا الضغط على أقاربه المقربين فلما فشلوا أعلنوا النفير العام وشدوا الرحال إلى #جبن يقيادة المشرف أبو رعد الريامي ودخلوا المدينة على حين غفلة من أهلها وقاموا باختطاف القيادي المؤتمري محمد علي القمش الحجاجي (قريب الشاب الخاطب) وعدداً من أقاربه.
إذن لا علاقة للمؤتمر بالحادثة، بل هي صور من صور العنصرية التي يتجرعها أبناء اليمن عموماً ولن يستثنى منها المؤتمر الشعبي العام ولا زعيم المؤتمر الشعبي العام، وإذا ما استمر هؤلاء الهمجيون في الحكم أشهراً أخرى فلا يستبعد أن يسنوا قوانيناً لعنصريتهم المقيتة.
#التنظيم_السري_للهاشمية_السياسية