الكل يري ان تحرير مدينه الحديده هي البدايه لنهايه مرحلة سوداء في تاريخ اليمن فجميه الأنظار تتطلع إلى معركة الحديدة التي تقترب من الحسم يوماً بعد يوم، فتحرير الحديدة من الحوثيين، إشارة كبيرة لسقوط الانقلاب وقرب معركة صنعاء،
فالمدينة التي نهب الحوثيون المساعدات الإنسانية الموجهة لها، ينتظر أهلها طرد الحوثي منها، وقطع شريان التهريب الذي يغذي المتمردين بالسلاح والمال، ومع الضربات القوية التي توجهها قوات التحالف، وسرعة وتيرة المعارك،
يعرض المتمردون على المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيت، التضحية بميناء الحديدة الاستراتيجي، مقابل بقائهم في بقية مناطق المحافظة، وعدم اقتحامها من قبل المقاومة الوطنية، وبمشاركة وإسناد القوات المسلحة الإماراتية ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن.
يعد ميناء الحديدة ثاني أهم ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، وثاني أكبر الموانئ على البحر الأحمر بعد ميناء جدة السعودي، وتكمن أهمية استعادته من ميليشيا الانقلاب باعتباره آخر الموانئ المتبقية بأيديهم، بعد تلقيهم ضربات موجعة في معارك سابقة وخسارتهم ميناءي المخا وميدي الاستراتيجيين، وهو ما سيؤدي إلى قطع الطريق عليهم إلى بقية المحافظات الساحلية في الشمال، بعد أن فقدوا السيطرة على ميناء عدن منتصف يوليو 2015م.
ووفقاً لمراقبين، فإن معركة ميناء الحديدة هي بمثابة ضرب للعمود الفقري للانقلابيين الذين يعيشون أيامهم الأخيرة في الحديدة بعد تضييق الخناق عليهم في كل الاتجاهات، لأنه مصدر أساس في تمويلهم، وخسارته تعني مؤشراً خطيراً على هزيمتهم في بقية المعارك الأخرى.
يقول الدكتور الحسن طاهر، محافظ الحديدة، إن تحرير الميناء، سيكون ضربة قاصمة لميليشيا الانقلاب، وهزيمتهم في معركة الميناء، ستكون نهاية حتمية لمشروعهم المدعوم من إيران التي اعتادت تهريب السلاح إليهم عبر ذلك المنفذ البحري، وستجعل الميليشيا تعيش في عزلة تامة عن محيطها الداخلي والخارجي، بعد أن فقدت منفذها الوحيد المتبقي على العالم، كما أن من أهم نتائج المعركة، استعادة تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بعدما نشرت الميليشيات الحوثية الألغام البحرية، وهددت سلامة الملاحة في المنطقة.
وأكد أن استعادة ميناء الحديدة، ستسهم في تخفيف معاناة اليمنيين الإنسانية، وضمان انسيابية تدفق المساعدات الإغاثية، وهذه أول أهداف التحالف العربي، فقد كانت الميليشيات الحوثية، تنهب وتصادر وتتاجر بالمساعدات الإنسانية، وتمنعها عن الأهالي، ورصدت العديد من المنظمات الدولية هذه الجرائم الحوثية، وطالبت برفع يد ميليشيات الانقلاب عن ميناء الحديدة، خاصة بعد كشف واقعة نهب المعونات الإنسانية الإغاثية لسكان تهامة، أحد أفقر مناطق اليمن، وتسببت المجاعة في موت كثير من السكان، أغلبهم من الأطفال.
بحسب منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة، فإن هناك 8.4 مليون من اليمنيين، يعانون نقصاً حاداً في الغذاء في أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم.
يرى الناشط الحقوقي أحمد عيدروس، أن الحديدة عانت كثيراً خلال السنوات الماضية، وكشفت بعض المديريات في إحصاءات عن ضحايا الجوع في الحديدة، في الوقت الذي كانت تسرق الميليشيات الحوثية المساعدات الإنسانية وتبيعها في الأسواق، وفي مناطق نفوذها. وحول تحرير الميناء، قال إن هذه الخطوة سوف تمكن الأذرع الإنسانية للتحالف مثل «الهلال الأحمر» الإماراتية ومركز الملك سلمان والجمعية الكويتية، من مد أياديهم البيضاء لأهالي الحديدة، وهي جهات كانت لها تجارب ناجحة في المحافظات اليمنية المحررة، من خلال التوزيع العادل ومد المواطنين بما يحتاجونه، لذلك يتطلع سكان الحديدة لطرد الحوثيين من المدينة، ودخول قوات التحالف لإنهاء المعاناة التي يعيشونها منذ 3 سنوات.
وتقول الناشطة، هيام طالب، إن تحرير المنفذ البحري، سوف يكون له دور كبير في توصيل الغذاء والدواء لليمنيين، ويفتح الأبواب التي أوصدتها الميليشيات الحوثية في وجه المساعدات الإنسانية الدولية، حتى أصبحت غالبية المواطنين تعيش تحت خط الفقر المدقع، وأضافت أن هذه الآثار تندرج تحت بند التحسن المعيشي، بينما على الجانب السياسي والاستراتيجي، فإن تحرير صنعاء من الانقلاب يمر من خلال الحديدة، لذلك سوف يحاول الانقلابيون وضع الألغام والمتفجرات والعراقيل والدروع البشرية لمنع التحالف من تحرير الحديدة، وهي خطتهم الفاشلة نفسها التي يسيرون عليها منذ انطلاق عاصفة الحزم حتى اليوم.