بعد الهزيمة الساحقة التي تكبدتها مليشيا الحوثي الانقلابية في مطار الحديدة والمدخل الشمالي للمدينة، لجأت إلى قطع المياه عن المدينة، واحتجاز المدنيين واستخدامهم دروعاً بشرية لتحتمي بهم من ملاحقة قوات الجيش الوطني المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والذين يطوقون المدينة من عدة محاوركما أقدمت المليشيا الفارة من المطار إلى احتجاز مدنيين في المناطق المحيطة لاستخدامهم دروعاً بشرية
وفي سعي حثيث من قبل المليشيا لنقل المعركة إلى الأحياء السكنية واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، عقب هزيمتها في أجزاء واسعة من المطار تحت ضربات المقاومة المشتركة بدعم من قوات التحالف العربي.
مصادر سكانية في مدينة الحديدة تحدثت لـ”سبتمبرنت” عن قيام المليشيا بإغلاق أحياء الربصة وباب مشرف والكورنيش من خلال استحداثها سواتر ترابية، وحفرها خنادق في شوارع الأحياء، ونشر عناصرها على أسطح المباني والفنادق وتمركز عرباتها العسكرية في الشوارع الفرعية وتقاطعات الشوارع الرئيسية التي يطلقون منها القذائف باتجاه المواقع التي حررتها قوات الجيش، ما يعرض الأحياء والسكان المدنيين للخطر التي جلبته لهم المليشيا.
الخنادق تقطع المياه
وتسببت الخنادق والحفريات التي استحدثتها المليشيا في قطع أنابيب المياه، ما أدى إلى قطع المياه عن عدة أحياء في المدينة، منها حي الربصة والكورنيش وباب مشرف وأحياء أخرى وسط المدينة.
ولم تكتف المليشيا بالتمترس بالمدنيين داخل الأحياء، بل منعتهم من النزوح بعد قطع المياه والتمركز قرب منازلهم واتهمتهم بالعمالة للتحالف والشرعية، ووصفتهم بأنهم “خونة”، كما أخضعتهم للتفتيش وهددتهم بالاعتقال والانتقام في حال أبلغوا قوات المقاومة عن أماكن تمركزها أو أبلغوا عن الانتهاكات التي يتعرضون لها.
وما يزيد من معاناة المدنيين هو إصدار الميليشيا فتوى بوجوب أخذ جميع منهم فوق سن الـ15 للقتال، وهو ما دفع بالأهالي لتهريب أبنائهم إلى مناطق خارج المدينة وخارج المحافظة، خشية أخذهم إلى جبهات القتال ليكونوا ضحايا لحرب المليشيا العبثية والخاسرة التي زجت بالمئات إلى الجبهات ولقوا حتفهم معظمهم من صغار السن والمغرر بهم.
تحويل الفنادق إلى متاريس
تهدف المليشيا إلى انهاء الحياة في مدينة الحديدة وتدمير كل مظاهرها، من خلال لجوءها إلى الاحتماء بالمدنيين والمنشآت المدنية، حيث نشرت القناصة أعلى فندق الفخامة، وفندق هاي ستار، وفندق القمة، وفندق جراند كونتننتال، وفندق الشريف، وفندق الشرق الأوسط، وفندق عرش بلقيس،، كما أخرجت دبابة إلى بداية شارع الكورنيش مع ساحة العروض، حيث استخدموها في قصف حي المنظر بعد تحريره من سيطرتهم من قبل قوات الجيش.
واستخدمت المليشيا العمارات السكنية لإطلاق القذائف منها، كما أقدمت على زراعة حقول ألغام بشكل هستيري في الشوارع المؤدية إلى قلب المدينة، استباقاً لتقدمات قوات الجيش الوطني نحو المدينة بعد تحريرها مطار المدينة والخط الرابط بين الحديدة والعاصمة صنعاء في منطقة كيلو 16.
المليشيا تقتل طفل ووالده أمام عائلتهم
تضييق قوات الجيش الوطني الخناق على المليشيا دفعها إلى قصف الأحياء السكنية وتنفيذ عمليات انتقامية ضد المدنيين في المدينة.
وأفادت مصادر محلية لـ”سبتمبرنت” أن المليشيا قتلت بدم بارد طفلا ًعمره (12 عاماً) ووالده أمام باقي أفراد العائلة في جريمة إنسانية جديدة تضاف إلى سجلهم الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان في عموم مناطق سيطرتهم.
ألغام المليشيا تقتل فريق إغاثة إنسانية
ومن جرائم المليشيا لم ينجو أحد يمر بعدها في مناطق كانت تسيطر عليها، فقد أودى لغم زرعته المليشيا ،أمس الخميس، بحياة ناشط في المجال الإغاثي والإنساني واثنين آخرين، أثناء أداء عملهم في الترتيب لحملة إغاثية عاجلة للمتضررين في الساحل الغربي.
وأكد مصدر حقوقي أن رئيس فريق المسح الميداني في شبكة النماء اليمنية هائل سعيد ناجي قناعي، واثنين آخرين كانوا معه قتلوا بانفجار لغم أرضي زرعته المليشيا بالقرب من ساحل منطقة المجيلس شرق مديرية التحيتا جنوبي الحديدة، وهم متوجهون إلى منطقة الجاح بمديرية بيت الفقية المجاورة، لترتيب حملة إغاثية.
ونعت شبكة النماء اليمنية رئيس فريق مسحها الميداني بمحافظة الحديدة، والناشط الإنساني، هائل قناعي، مؤكدة أنه قتل بلُغم أرضي أثناء تحركه إلى منطقة الجاح لترتيب حملة الإغاثة العاجلة التي تنفذها الشبكة للأسر المتضررة في الساحل الغربي.
واستنكر ناشطون، جرائم مليشيا الحوثي ضد المدنيين والعاملين في الأنشطة الإغاثية والإنسانية، التي تعد انتهاك سافر لكافة الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، مطالبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بوضع حد لجرائم هذه المليشيا المستمرة بزراعة الألغام بشكل متعمد في جرائم إبادة جماعية غير مسبوقة تستهدف المدنيين.
وهذه الجريمة ليست الأولى التي تستهدف فيها المليشيا العاملين في المجال الإغاثي، بل سبقها عشرات الجرائم المماثلة، وأبرزها اغتيال قناص حوثي، في فبراير الماضي، للناشطة في الإغاثة والمبادرات الإنسانية، ريهام بدر، أثناء تأدية عملها الإنساني بمدينة تعز المحاصرة، في جريمة وحشية هزت ضمير العالم.